الثلاثاء، 20 يونيو 2023 - 06:42 م

كتب : محمد سلام محمد

عاش الفنان الكوميدي محمد عوض حياة قاسية صعبة، فبعد حصوله على التوجيهية قام صديق والده بتعيينه في مصلحة المساحة بدلا من والده الراحل، وبعد تخرجه في الجامعة انتقل إلى هيئة الإصلاح الزراعي.

ظهرت عليه موهبة التمثيل منذ الصغر وقام بأداء بعض الأدوار على مسرح المدرسة ثم الجامعة، حيث شارك مع فريق التمثيل وتأثر عوض بالفنان الكبير نجيب الريحاني وقام بأداء أدواره على المسرح وحاز العديد من الجوائز مما حفزه لبناء شخصيته الفنية.

وكان عوض قد اشتهر بين أصدقائه باتقانه قراءة الفنجان، وكان يتهافت عليه زملائه من داخل الوسط الفني ليقرأ لهم الفنجان وكانت اراؤه فلسفية وروحية، بحكم دراسته للفلسفة، لكنه لم يحاول أبدا ان يقرأ الفنجان لنفسه.

ولكنه اضطر إلى الاستعانة باحد محترفي قراءة الفنجان بعد ما أصابه حالة من الضيق والاكتئاب، فجلس الراجل الذي أمسك فنجانه وظهرت عليه علامات الريبة والقلق وبعد فترة من الصمت قال الراجل سيستمر نجاحك وتألقك وتحقق الكثير من الشهرة والمال ولكن كلما زادت شهرتك ومالك يزداد معهم حسادك .. فاحذر من هؤلاء .

ثم استطرد الراجل قائلا : "هذا كل شيء"، لكن الفنان محمد عوض شعر بأن في الأمر شيء خفيا فألح على الراجل أن يفصح له عن باقي الامر وهنا قال له (بقدر نجاحك ستجد المشاكل والمصاعب في طريقك، وستظل هذه المشاكل والمتاعب حتى نهاية عمرك) ، فانقبض قلب عوض وفقد ابتسامته ، واستشعر أن هناك صدقا في كلام الراجل دلت عليه نبرة صوته وتعبيرات وجهه، وكان هذا اللقاء في السنوات الأولى من السبعينيات.

وهو ما تحقق بعد ذلك في بداية فترة الثمانينات، حيث شهد تراجعا فنيا ملحوظا، بدخول موجة أخرى من الأفلام الكوميدية، بالإضافة إلى فشل فرقته المسرحية التي كونها بصعوبة، وتعرض لخسارات مالية متلاحقة، أدت إلى تدهور حالته الصحية والنفسية، حتى كانت فترة التسعينيات التي قدم خلالها فيلمين ومسرحية واحدة، وتحققت نبوءة فنجانه كاملة عندما توفى محمد عوض عام 1997، بعد أن أفترسه المرض الخبيث إثر معاناة دامت سبع سنوات من الألم .

  المصدر مركز معلومات أخبار اليوم