عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

أضحية بالتقسيط

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 22 يونيو 2023 - 07:32 م

أيام قليلة ونحتفل بعيد الأضحى المبارك الذى يعرف فى مصر بالعيد الكبير مقارنة بعيد الفطر .. وبمناسبة هذا العيد الكبير كثرت كما اعتدنا سنويا إعلانات جمعيات أهلية عن صكوكَ الأضحية والتى بموجبها تتولى الجمعية شراء الأضحية وتوزيعها على مستحقيها وأيضا توصيل نصيب صاحب الأضحية له فى منزله، وهو ما يريح من عناء شراء الأضحية والذبح والتقطيع والتشفية وتوزيع لحوم الأضاحي .. لكن الجديد هذا العام أن تلك الجمعيات التى تبيع صكوك الأضحية تعرضها على الناس بالتقسيط المريح!.. واقترن ذلك أيضا بحديث كثر أيضا بين الناس حول الأضحية بالطيور مثل الدجاج او البط كبديل للانعام من الخرفان والماعز والعجول. 

ولو تأملنا ذلك لاكتشفنا على الفور حقيقة ينبهنا إليها دعاة تجديد الخطاب الدينى منذ سنوات وهى أن ظروف العصر، كل عصر تفرض نفسها علينا فى فهم. الدين وممارسة شعائره.. فقد عشنا سنوات طويلة يقوم كل من يرغب فى التضحية بشراء وذبح الأضحية بنفسه.. ثم جاءت صكوك الأضاحى لتكون بمثابة ابتكار جديد صار بمرور الوقت أمرا مقبولا وعاديا ومألوفا .. واليوم تطرح هذه الصكوك للبيع بالتقسيط.. وربما بعد مرور سنوات يصير بيع صكوك الأضاحى بالتقسيط أمرا معتادا من قبل الراغبين فى التضحية على غرار. ما يحدث فى شراء السيارات والأجهزة المنزلية..

وذات الأمر ينطبق على حديث التضحية بالطيور بدلا من الأنعام .. فقد كثر أيضا هذا العام نتيجة لظروف العصر الذى نعيشه، حيث يزيد فيه التضخم وباتت أضحية الأنعام مرهقة ماليا على كثيرين مقارنة باعياد سابقة.. والمعنى الذى يمكن الإمساك به هنا هو أن ظروف العصر تفرض نفسها على اُسلوب. تأدية الشعائر الدينية .. وهذا ما يقول به دعاة التجديد الدينى دون النيل من الأسس الدينية ..

فكل عصر يأتى بظروفه الخاصة التى لم يحياها الأئمة السابقون ولذلك لم يتناولوها أو يتصدوا لها .. فهم لم يعرفوا مثلا صكوك الأضاحى التى ابتكرت للتيسير على الحجاج، ولا عرفوا أيضا بيع هذه الصكوك بالتقسيط حتى يقدموا فتاويهم وآرائهم  فيها .. وهذا ينطبق على الكثير من الأمور التى تفرض نفسها علينا الآن وتحتاج لدعاة دين من أبناء العصر ليتصدوا لها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة