جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

٣٠ يونيو.. والسقوط «الحتمى» للإخوان!

جلال عارف

الجمعة، 23 يونيو 2023 - 09:06 م

مشهدان كاشفان فى رحلة استيلاء جماعة الإخوان الإرهابية على حكم مصر لعام أسود كئيب.. فرغم أن الجماعة كانت آخر من التحق بثورة يناير، فإنها لم تتأخر فى الحقيقة..

عن إعلان نواياها فى الغدر بالجميع، والاستيلاء على السلطة.. فى «جمعة قندهار» الشهيرة استولت الجماعة على الميدان وحشدت أنصارها وحلفاءها من باقى العصابات الإرهابية التى تتاجر بالدين الحنيف، وارتفعت الهتافات الإخوانية تملأ الميدان، وأصبح واضحاً للجميع أن هناك قوى إقليمية تدعم الإخوان بكل الوسائل، وأن هذه القوى هى جزء مخطط ترعاه أمريكا يستخدم جماعات الإسلام السياسى للهيمنة على المنطقة.

أما المشهد الثانى الذى لن ينسي، فقد جاء بعد تطورات خطيرة ودستور إخواني، ورئيس صورى من الجماعة ليكون الحكم فى يد المرشد، وليبدأ مخطط أخونة مؤسسات الدولة والاستيلاء على كل مقدراتها.. وفى أكتوبر كان المشهد الذى يستكمل مشهد «جمعة قندهار» والذى يقول بوضوح أي مصير ينتظر مصر. ففى استاد القاهرة حشد مرسى كل زعماء جماعات الإرهاب المتحالفين مع الإخوان ليكونوا هم وجه مصر وهى تحتفل بنصر أكتوبر.. غاب صناع النصر وأبطاله وتصدر المشهد القتلة والإرهابيون والذين قالوا إنهم سجدوا لله شكراً حين وقعت هزيمة يونيو!!.

بعد هذا المشهد لم يعد هناك حاجة لمزيد لكى يعرف كل مصرى الى أين تقود الجماعة الإرهابية مصر، ولم تتأخر الجماعة- من جانبها- فى تأكيد عزمها على اعادة مصر لسنوات الانحطاط فى القرون الوسطي.

لم يكن صراعها فقط من أجل الحكم، وإنما من أجل أن يكون الاستيلاء على الحكم وسيلتها لاغتيال كل ما هو جميل ورائع وحضارى ونبيل فى البلد الذى علم العالم كيف يبنى الحضارة وكيف يملك الضمير، وكيف يعبد الخالق.

ولهذا لم يكن الصراع مع «الإخوان» صراعاً سياسياً، بل كان صراع وجود لمصر التى نعرفها ونحبها ونفتديها بكل غال، كان الوجه القبيح للجماعة الإرهابية يظهر بلا أقنعة، إرهاب يومي، وخيانة ممتدة على طول تاريخ الجماعة، وهجمات للهيمنة على كل مؤسسات الدولة، ومحاولات لاخونة الصحافة، واختراق القضاء وحصار الثقافة المصرية بدعاوى الجهل والتطرف، ومحاولة آثمة لتوطين الإرهاب فى سيناء واستنزاف جيش مصر لفتح الطريق أمام جيش الإخوان أو حرسهم «الثورى» الذى يحركه المرشد كما هيأت لهم أوهام السلطة وتأييد القوى الخارجية التى كانت تروج يومها أن مصر هى «الجائزة الكبري» فى مخططاتهم للهيمنة على المنطقة بأسرها حين تكتمل لهم السيطرة على الدولة التى كانت وستظل مفتاح الحرب والسلام فى المنطقة كلها.

كانوا يتوهمون أن دولتهم ستعيش مئات السنين، الحكم فى يدهم، وعصابات الإرهاب تمارس دورها فى نشر الدمار، والقوى الخارجية التى راهنت عليهم تقدم لهم كل الدعم، وفى شهور قليلة كانوا يسقطون كل أقنعتهم الزائفة، ويدخلون فى معارك مع الجميع، ويعلنون الحرب على مصر كلها.. شعبها وجيشها، صحافتها وقضائها، مثقفيها بكل توجهاتهم، وكانت مصر- على الجانب الآخر- تدرك جيداً أنه لا سبيل للتعايش مع إرهاب منحط يريد أن يأخذها الى مغارات قندهار- ويسعى لاغتيال كل جميل فى حياتها ويريد أن يحاكم الأموات الذين أبدعوا كل ما أضاء حياتنا لأنهم لم يلتزموا بتعليمات المرشد أو أسلافه فى الإرهاب باسم الدين الحنيف.

رأينا العجب فى هذه الشهور التعيسة، رأينا من يطالبون بمحاكمة نجيب محفوظ بعد رحيله وحرق كتبه، ومن يقررون أن  التفكير- مجرد التفكير- خارج ما قرره البنا وسيد قطب هو  كفر وإلحاد ورأينا من يجاهدون لخلق الفتنة بين أبناء الوطن فيحرقون الكنائس ويهاجمون الجوامع ويعتبرون الوطن مجرد حفنة من تراب عفن كما أفتى مرشدهم «الفكري»!!.

هل كان لعاقل أن يتصور أن مصر يمكن أن تقبل هذا المصير؟ بالتأكيد كان التحدى هائلا.. فالإرهاب يحكم ويتسلط والدعم الخارجى له بلا حدود، وكل أعداء مصر يساندونه ويستعدون للانقضاض على باقى الوطن العربى بعد أن تسقط «الجائزة الكبري» فى أيديهم لكنها مصر التى لا يعرفها من لا يؤمنون بوطن، ولا يعرفون تاريخاً، ولا يبنون إلا شواهد القبور وكهوف الارهاب.

ولم يكن هناك مفر من ٣٠ يونيو بكل عظمته.. إنها مصر حين تتوحد للدفاع عن الحاضر والمستقبل ضد إرهاب همجى وجاهل وخائن للوطن وللدين. كان «الإخوان» يقولون إن حكمهم سيبقى ٥٠٠ سنة.. بعد عام واحد كانت مصر تكتب نهايتهم وكان من راهنوا على إرهابهم يتلقون العزاء!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة