المتهم
المتهم


جريمة فى مقلب قمامة

بسبب أولوية جمع «الزبالة».. يقتل زميله

أخبار الحوادث

السبت، 24 يونيو 2023 - 12:15 م

محمود صالح

  كان مظهر جثة عامل القمامة واضحة للمارة، لكن لم يفكر أحد منهم أن يكون قد مات، ما بدا لهم حينها أن يكون عامل القمامة قد غلبه النوم، خاصة وأنه اعتاد على ذلك منذ فترة، لكن عندما اقترب أحد الأهالي منه، وجده مطعونًا طعنة غائرة في الظهر.. ومن هنا بدأت أولى ألغاز القضية، من الذى قتله؟، وما الهدف من قتله؟، وكيف دار سيناريو الجريمة؟!.. هذا ما سوف نتعرف عليه تفصيليًا الآن.

السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان، هل القمامة فيها من الطمع ما يجعلها سببًا في جريمة قتل؟!؛ الإجابة قد تبدو للعامة لا، لكن عند الدخول في تفاصيل تلك المهنة، وحجم الدخل الناتج عن العمل فيها، خاصة من وجهة نظر العاملين، قد تصدمك الإجابة بأن جمع القمامة، يعد سببًا قويًا، في ارتكاب جريمة قتل؛

هذا بالفعل ما حدث في منطقة المرج، عندما نزل «ياسين .ع»، صاحب الـ ٢٣ عامًا من منزله متجهًا إلى مقلب القمامة المتواجد بجوار سور المترو ليجمع القمامة، وتحديدًا الزجاجات الفارغة وبقايا الكراتين، والتي يقوم ببيعها.

كان «ياسين» قد اعتاد منذ صغره، ودخوله مجال جمع القمامة، أن يحضر باكرًا إلى مكان صناديق القمامة ليواصل عمله، لكن هذا اليوم، كان قد أخذه سباتًا عميقًا ولم يفق إلا بعد أذان العصر، وعليه ما أن استيقظ ووجده نفسه قد تأخر، قام مسرعًا وارتدى ملابس العمل وخرج من البيت.

دقائق وكان قد وصل إلى مكان صناديق القمامة، وبدأ في عمله، لكن لم يمر على عمله ساعات قليلة حتى فاجأه آخر، يدعى «عماد .م»، البالغ من العمر ٢٥ عامًا، يقول له معاتبًا في البداية لكنه عتاب يحمل لغة تهديد؛ بأن هذا اليوم ليس له، وطلب منه ألا يستكمل عمله وعليه أن ينصرف من المقلب فورًا وإلا ستكون العواقب وخيمة.

مشاجرة

كان الاثنان، لقربهما في السن من ناحية وامتهانهما نفس المهنة من ناحية أخرى، دائمي الشجار مع بعضهما البعض، لكن دائمًا كان شجارهما له نهاية، وقريبة، إذ لم يتوقع أحدًا أن يصل الشجار بينهما إلى ما وصل إليه.

وعلى الرغم من تدخل الكثير بينهما، خاصة من هم من أبناء مهنتهما، لفض الشجار بينهما، إلا أنه كان يتجدد، مرة بعد مرة، وفي كل مرة كان الأمر ينتهي بالصلح، وترتيب ساعات العمل.

لكن هذه المرة كان الوضع مختلفًا، خاصة أن الاثنين كان كل منهما يحمل للآخر في نفسه عداوة وضغينة، خرجت حينها عندما تلاقيا وجهًا لوجه.

تشاجر الاثنان وهما أصحاب مهنة واحدة مع بعضهما البعض، استمرت قرابة الـ10 دقائق.

تخيل، 10 دقائق كاملة، وشابان يعتديان على بعضهما بكل ما أوتيا من قوة، كل منهما يقدم على ضرب الآخر بأقصى استطاعته، وكانت الغلبة في الأخير لـ»عماد» الذي استطاع أن ينهي الخلاف على أولوية جمع القمامة بالدم، بعد أن قتل زميله عبر طعنه بـ»سكين» يحملها بين ملابسه، لكن كيف حدث ذلك؟!

جريمة قتل

تطور الشجار بين الاثنين، ووصل الأمر إلى أن أصابا بعضهما البعض بإصابات بالغة، إلى الحد الذي معه جعل «عماد» ينسحب من المشاجرة فورًا، بعد أن ظهر أنه خاسر في الشجار لا محالة، لكن بعد دقائق - وباستخدام أسلوب المغافلة - عاد مرة أخرى إلى المكان، وفي ملابسه يخفي الأداة التي بها سوف يرتكب جريمة القتل انتقامًا من زميله.

كان عماد يضع بين طيات ملابسه «سكين»، أحضرها خصيصًا لارتكاب الجريمة، وأثناء ما كان «ياسين» ملهي في عمله، جاء له «عماد» من الخلف، وفي غفله منه، طعنه طعنة غادرة وغائرة في الظهر، سقط على إثرها «ياسين» غارقًا في دمائه.

لم يكتف «عماد» بالطعنة التي طعنها لزميله في العمل، بل انهال عليه طعنًا بالـ»سكين» في أنحاء متفرقة من جسده، في رقبته وقدميه ويديه، وما تركه إلا بعدما أن تأكد أن «ياسين» قد فارق الحياة.

عليه، هرب «عماد» من المكان فورًا، وحاول الاختباء للهروب عن أعين أجهزة الأمن، لكن ما أن تم اكتشاف الجريمة، ومتابعة ما رصدته كاميرات المراقبة، وما أدلت به والدة المجني عليه، استطاعت قوات الأمن بالمرج معرفة الجاني.

ضبط المتهم

كان تلقى قسم شرطة المرج، بمديرية أمن القاهرة، بلاغًا بالعثور على جثة عامل نظافة، بها عدة جروح طعنية بالجسم، أسفل أحد الكباري بدائرة القسم. 

بالانتقال والفحص، وسؤال والدة المجني عليه، قررت حدوث مشادة كلامية بين نجلها المتوفى وأحد الأشخاص؛ بسبب خلافات بينهما، تطورت لمشاجرة تعدى خلالها الأخير عليه بالضرب وإحداث إصابته المنوه عنها، والتى أودت بحياته.

بإجراء التحريات وجمع المعلومات، تبين صحة الواقعة، وأن وراء ارتكابها عامل نظافة آخر، مقيم بدائرة القسم، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه، وأمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وأقر بحدوث مشادة كلامية بينه والمجنى عليه؛ بسبب خلافات حول أولوية جمع القمامة، تطورت إلى مشاجرة قام خلالها بالتعدى على المجنى عليه بالضرب باستخدام سلاح أبيض «سكين» كان بحوزته، محدثا إصابته المشار إليها والتي أودت بحياته، ولاذ بالفرار.

تم بإرشاده ضبط السلاح المستخدم فى ارتكاب الواقعة داخل مسكنه، وتحرر محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وجددها له قاضي المعارضات 15 يومًا، بالإضافة إلى التحفظ على سلاح الجريمة.

اعترافات المتهم

أمام النيابة العامة، اعترف «عماد» بتفاصيل جريمته، قائلا: «جيت بكلمه وبقوله دا مش اليوم اللي المفروض تشتغل فيه، غلط فيا وشدينا سوا، حاولت أقوله إن اللي بيعمله دا غلط، وإنه مينفعش ييشتغل في نفس اليوم اللي بشتغل فيه، لكن مسمعش كلامي، ومرضيش يمشي، دا كمان حاول يضربني، عشان كدا أنا وقفت قدامه، وضربنا بعض، روحت جايب سلاح وطعنه كذا مرة لغاية ما مات وهربت».

وأضاف المتهم؛ أنه نتيجة الخلافات على أولوية جمع القمامة حدثت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة قام على أثرها المتهم بقتل المجني عليه بتسديد عدة طعنات بجسده، أسفرت عن وفاته وتمّ بإرشاده ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة، واتخذت الإجراءات القانونية. 

والدة المجني عليه

في حديثها لـ»أخبار الحوادث»، قالت والدة المجني عليها أن ابنها كان خلوقًا، والكل يشهد له، وأنه كان يتولى رعاية الأسرة بعد وفاة والده، وأنه اضطر إلى ترك المدرسة من أجل العمل، ومن أجل أن يوفر لهم احتياجاتهم.

وأضافت قائلة: «كان ابني اتفق على أيام محددة لجمع البلاستيك من هذه المنطقة، في هذا المقلب، وعندما كان يباشر عمله تعدى عليه عماد ظلما، داعيًا أن هذا يومه، على عكس الحقيقة، لكن لأن ابني رفض أن ينصاع له، حدث ما حدث».

واختتمت: «أنا عايزة حق ابني.. ابني غلبان وكان بيصرف علينا، دلوقتي راح ومش عارفة هنعمل إي من بعده، زي ما قتله يموت، دا حق ربنا».

اقرأ أيضًا : حكاية أعجب من الخيال.. تشويه وجه الأم يكشف ماضي العائلة الغريب

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة