طريق الحج قديما
طريق الحج قديما


حكايات| من قنطرة الإسماعيلية للأراضي الحجازية.. تكلفة الحج ثلاثة جنيهات ‎

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 26 يونيو 2023 - 05:03 م

كتب/ فتحي البيومي

في هذه الأيام المباركة تتوافد الوفود من جميع أنحاء العالم قاصدة حج بيت الله الحرام، ولهذه الفريضة المباركة روحانيات خاصة إذ يتجرد العبد من كل زهو الدنيا ليقف بين يدى الخالق متبرء من كل الذنوب والخطايا ليعود وكأنه وليدا وطئ الدنيا حديثا ذو صفحة بيضاء لا يشوبها شائبة .

وقد كانت الإسماعيلية قديما هى المكان الذي تنطلق منه بعثات الحج وقد كانت تكلفة رحلة الحج في ذلك الحين لا تتعدى الـ٣ جنيهات للرحلة كاملة من الذهاب إلى الإياب.                                                            
طريق الحج قديما
وعن الطرق المستخدمة لأداء فريضة الحج قديما، يقول الباحث والمؤرخ "أحمد فيصل: "لقد كانت الإسماعيلية قديما في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، مركزا لتجمع كل الحجاج الراغبين في الانطلاق للأراضي الحجازية لتلبية فريضة الحج وقد كان مركب الحجاج ينطلق من مدينة الإسماعيلية ليعبر قنطرة قناة السويس متجها لطريق الأراضي الحجازية وذلك خلال الفترات من ١٨٧٠ إلى ١٨٨٠ وقد كانت بعثات الحج في هذه الفترة تستخدم الإبل للسفر حتى الوصول إلى ميناء نويبع لاستقلال الباخرة، وكانت تكلفة الرحلة تشمل إيجار الإبل لمن لا يملك بعيرا يسافر به".


وحينما كان الحاج أو المعتمر يصل إلى الأراضي الحجازية يتوجه إلى التكية المصرية، يأكل ويشرب وينام ويحظى بالرعاية الطبية الكاملة على نفقة الدولة المصرية طوال فترة إقامته.                                           


تكلفة رحلة الحج 
كانت تكلفة الحاج قديما بمبالغ حين نسمعها هذه الأيام نراها لا تذكر تماما حيث كانت رحلة الحاج من الذهاب حتى الإياب لا تتعدى الثلاثة جنيهات وكانت هذه التكلفة منخفضة بذلك القدر حيث كانت تتحمل الدولة المصرية العبئ الأكبر من التكاليف حيث كانت الدولة توفر للحاج الإقامة والمعيشة كاملة من مأكل ومكان للنوم حتى يتمكن الحاج من أداء فريضته دون عناء، وقد كانت تكلفة الرحلة "الثلاثة جنيهات" تقسم كالتالي.


أولا. جنيه واحد لتأجير الجمل الذي يحمل الحاج وأمتعته من مصر إلى الأراضي الحجازية وكان هذا البند ينخفض من التكاليف حال امتلاك الحاج لجمل خاص به .


ثانيا. خمسون قرشا تكلفة ركوب الباخرة من نويبع حتى الأراضي الحجازية شاملة ركوب إلحاج والأمتعة والجمل الخاص به.


ثالثا. جنيه واحد مقابل غذاء الجمل طوال الرحلة، والخمسون قرشا الباقية كان يستخدمها الحاج للترفيه وشراء الهدايا لمحبيه من الأراضي الحجازية، وبذلك كانت تكلفة الحاج فعليا لا تتعدى الثلاثة جنيهات وقد تنخفض هذه التكلفة لأقل حال امتلاك الحاج لجمل وتوفير قيمة إيجاره.
الإقامة في الأراضي الحجازية.


وعن تكلفة الحاج وإقامته في الأراضي الحجازية خلال فترة الحج، يقول "فيصل" عدى التكلفة التى ذكرناها سابقا كان إلحاح لا يتكلف أي مبالغ مالية خلال ٱقامته حيث كان الحاج بمجرد وصوله للأراضي الحجازية يتجه إلى التكية المصرية ليقدم له كل سبل المعيشة من مأكل ومكان للإقامة وكانت تقدم للحجاج أيضا الرعاية الطبية اللازمة وكل هذه الخدمات كانت على نفقة الدولة المصرية طوال فترة الحج.


ويضيف "فيصل" وجدير بالذكر أن التكية المصرية لم تكن تستقبل الحجاج المصريين فقط، بل كانت تستقبل الحجيج من كل دول العالم أي كانت جنسياتهم ولغاتهم وتقدم لهم المأكل والمسكن وكل سبل الرعاية الطبية ولم يكن هناك أية فروق بين المصريين والحجيج من الجنسيات الأخرى .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة