جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭
جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭


الخارجون من مستنقع الإخوان يكشفون عوراتهم

أخبار الحوادث

الجمعة، 30 يونيو 2023 - 10:39 ص

أيمن فاروق

  جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬ترقد‭ ‬داخل‭ ‬غرفة‭ ‬الإنعاش‭ ‬بعد‭ ‬موتها‭ ‬كجماعة‭ ‬أكلينيكيًا،‭ ‬فلا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬الحياة،‭ ‬ولطالما‭ ‬شهد‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فبعيدا‭ ‬عن‭ ‬انشقاقها‭ ‬المعروف‭ ‬والشهير‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬والصراع‭ ‬الذي‭ ‬تحولت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬جبهات‭ ‬لتعد‭ ‬جماعة‭ ‬بثلاثة‭ ‬رؤوس،‭ ‬ولكن‭ ‬تاريخ‭ ‬الإخوان‭ ‬مليئ‭ ‬بالانشقاقات‭ ‬والصراعات‭ ‬والانقلابات،‭ ‬سنذكر‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذي‭ ‬انقلبوا‭ ‬على‭ ‬تنظيمهم‭ ‬الإرهابي،‭ ‬ونرصد‭ ‬أبرز‭ ‬تلك‭ ‬الانشقاقات‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬مؤسسها‭ ‬الارهابي‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬إلى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭.‬

منذ‭ ‬أن‭ ‬انشأها‭ ‬معبودهم‭ ‬الأول‭ ‬الساعاتي‭ ‬البنا،‭ ‬نشبت‭ ‬خلافات‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬الجماعة‭ ‬بين‭ ‬أعضائها‭ ‬عام‭ ‬1937،‭ ‬بسبب‭ ‬نهج‭ ‬الإخوان‭ ‬الذي‭ ‬تسلكه‭ ‬تجاه‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬حينها،‭ ‬التي‭ ‬رآها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضائها‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تغييرها،‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬قضية‭ ‬الجهاد‭ ‬والسفر‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬رأوها‭ ‬واجبة‭ ‬حينئذ،‭ ‬وأزمة‭ ‬قبول‭ ‬البنا‭ ‬تبرعًا‭ ‬من‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬سلطة‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وقضية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬النساء‭ ‬المتبرجات،‭ ‬حيث‭ ‬رأى‭ ‬بعضهم‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬بنوعِ‭ ‬من‭ ‬الشدة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬بالحسنى،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬منهم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬انشقوا‭ ‬عن‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1940،‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬عطية‭ ‬خميس،‭ ‬مؤسس‭ ‬حركة‭ ‬“شباب‭ ‬محمد”‭ ‬ذات‭ ‬الخلفية‭ ‬الجهادية‭.‬

أحمد‭ ‬السكري

أحمد‭ ‬السكري،‭ ‬الشخص‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الجماعة،‭ ‬والذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬وكيل‭ ‬إمام‭ ‬الإخوان،‭ ‬حسن‭ ‬البنا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تُصدر‭ ‬الجماعة‭ ‬قرارًا‭ ‬بخروجه‭ ‬منها‭ ‬عام‭ ‬1947،‭ ‬ليؤسس‭ ‬جمعية‭ ‬“الإخوان‭ ‬المجاهدون‭ ‬الأحرار”‭.‬

وكانت‭ ‬أسباب‭ ‬فصل‭ ‬السكري‭ ‬بدأت‭ ‬بشنه‭ ‬هجومًا‭ ‬على‭ ‬البنا‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬بـ‭ ‬جريدتي‭ ‬“صوت‭ ‬الأمة”‭ ‬و”الكتلة”،‭ ‬ذكر‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬البنا‭ ‬له‭ ‬اتصالات‭ ‬ببعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وهي‭ ‬اتهامات‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬السكري‭ ‬وفقاً‭ ‬لرواية‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬سندًا‭ ‬لصحتها،‭ ‬كما‭ ‬اتهم‭ ‬السكري،‭ ‬البنا،‭ ‬بالاستبداد‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار؛‭ ‬فقررت‭ ‬الهيئة‭ ‬التأسيسية‭ ‬للإخوان‭ ‬توجيه‭ ‬اللوم‭ ‬إليه‭ ‬وإعفائه‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬الجماعة‭.‬

الانشقاق‭ ‬الثالث‭ ‬والسندي

‭ ‬ثالث‭ ‬انشقاق‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬مرشد‭ ‬الثانى‭ ‬للجماعة‭ ‬حسن‭ ‬الهضيبى،‭ ‬حيث‭ ‬انفصل‭ ‬حينها‭ ‬قائد‭ ‬النظام‭ ‬الخاص‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬السندى،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬مساعديه‭ ‬من‭ ‬التنظيم،‭ ‬وأراد‭ ‬الهضيبي‭ ‬التخلص‭ ‬منه؛‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬عمر‭ ‬التلمساني،‭ ‬المرشد‭ ‬الثالث‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬عن‭ ‬التنظيم‭ ‬الخاص‭: ‬“أنشأت‭ ‬الجماعة‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬بهدف‭ ‬تحرير‭ ‬مصر‭ ‬كما‭ ‬زعموا‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬البريطاني،‭ ‬ثم‭ ‬انحرف‭ ‬عن‭ ‬الطريق”‭.‬

بدأ‭ ‬تمرد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬السندى،‭ ‬وفقًا‭ ‬للتلمساني،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬حسن‭ ‬البنا،‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬التنظيم‭ ‬الخاص‭ ‬تنفيذ‭ ‬عمليات،‭ ‬دون‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬البنا،‭ ‬ويفسر‭ ‬عمر‭ ‬التلمساني‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬“السندي‭ ‬عندما‭ ‬شعر‭ ‬بطاعة‭ ‬وولاء‭ ‬النظام‭ ‬الخاص‭ ‬له؛‭ ‬تملكه‭ ‬غرور‭ ‬القوة‭ ‬وشعر‭ ‬بأنه‭ ‬ند‭ ‬لمرشد‭ ‬الجماعة”‭.‬

الانشقاق‭ ‬الرابع

جاء‭ ‬الانشقاق‭ ‬الرابع‭ ‬فى‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬وبالتحديد‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬عهد‭ ‬المرشد‭ ‬الرابع‭ ‬للجماعة‭ ‬محمد‭ ‬حامد‭ ‬أبو‭ ‬النصر،‭ ‬حيث‭ ‬انشق‭ ‬مجموعة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬100‭ ‬شخص‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬رشدي‭.‬

الانشقاق‭ ‬الخامس

الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬المرشد‭ ‬الخامس،‭ ‬مصطفى‭ ‬مشهور،‭ ‬بالتحديد‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬حيث‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الوسطى‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬أبو‭ ‬العلا‭ ‬ماضي‭ ‬ومحمد‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬وصلاح‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭.‬

وتلا‭ ‬ذلك‭ ‬انشقاقات‭ ‬هزائم‭ ‬متتالية‭ ‬ضربت‭ ‬الإخوان‭ ‬منها‭ ‬انقسامات‭ ‬وصراع‭ ‬بين‭ ‬ابراهيم‭ ‬منير‭ ‬جبهة‭ ‬لندن‭ ‬وجبهة‭ ‬اسطنبول‭ ‬محمودحسين،‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬معه‭ ‬التيار‭ ‬الثالث‭ ‬أو‭ ‬الكماليون‭ ‬الجدد،‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬الانشقاق‭ ‬السادس‭.‬

وهاهو‭ ‬الانشقاق‭ ‬السابع‭ ‬والأخير،‭ ‬لحسام‭ ‬الغمري،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬مختلفا‭ ‬بعض‭ ‬الشيء؛‭ ‬إذ‭ ‬كشف‭ ‬الإعلامي‭ ‬الإخواني‭ ‬الهارب‭ ‬حسام‭ ‬الغمري‭ ‬أساليب‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وفضح‭ ‬ألاعيبهم،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬نتحدث‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬عادي‭ ‬لدى‭ ‬الجماعة‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يترأس‭ ‬قناة‭ ‬الشرق‭ ‬الإخوانية‭ ‬المملوكة‭ ‬لأيمن‭ ‬نور،‭ ‬وما‭ ‬يحويه‭ ‬في‭ ‬جعبته‭ ‬من‭ ‬أسرار‭ ‬وفضائح‭ ‬تجعل‭ ‬قيادات‭ ‬الإرهابية‭ ‬يخشونه،‭ ‬الغمري‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التغريدات‭ ‬والفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬تكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬وما‭ ‬تفعله‭ ‬بالشباب‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬جسيمة‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أخذ‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬جذور‭ ‬تاريخها‭ ‬المزيف‭ ‬ويزيح‭ ‬الأقنعة‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬الدين‭ ‬ومصطلح‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفعة‭ ‬الإسلام‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬شيئا‭ ‬عنه‭ ‬ولا‭ ‬يمسون‭ ‬إليه‭ ‬بأي‭ ‬طرف،‭ ‬فقط‭ ‬مصلحتهم‭ ‬ومصلحة‭ ‬التنظيم‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يقبلون‭ ‬النقد‭ ‬ولديهم‭ ‬ازدواجية‭ ‬في‭ ‬الفكر،‭ ‬ولا‭ ‬يعترفون‭ ‬بالأوطان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬غبائهم‭ ‬المستحكم،‭ ‬ليسقط‭ ‬بذلك‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬التوت‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬عورات‭ ‬جديدة،‭ ‬فنجد‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬ينشرها‭ ‬الغمري‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬تصرفات‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهاببة‭.‬

فقدت‭ ‬تأثيرها

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬إيهاب‭ ‬نافع،‭ ‬الباحث‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬شئون‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة؛‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬اتسم‭ ‬بالوجود‭ ‬المبكر‭ ‬والمستمر‭ ‬لموجات‭ ‬من‭ ‬الانشقاقات‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬9‭ ‬عقود‭ ‬كاملة،‭ ‬موجات‭ ‬الانشقاقات‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬المؤسس‭ ‬للتنظيم‭ ‬الارهابي‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬نفسه،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1939‭ ‬انشقت‭ ‬مجموعة‭ ‬شباب‭ ‬محمد‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المؤسسين‭ ‬للجماعة‭ ‬منهم‭ ‬محمود‭ ‬أبوزيد‭ ‬ومحمد‭ ‬عزت‭ ‬حسني،‭ ‬أحمد‭ ‬رفعت،‭ ‬صديق‭ ‬أمين،‭ ‬وحسن‭ ‬السيد‭ ‬عثمان،‭ ‬والشيخ‭ ‬حافظ‭ ‬سلامة،‭ ‬لاعتراضهم‭ ‬على‭ ‬منهج‭ ‬البنا‭ ‬الذي‭ ‬اتهموه‭ ‬حينها‭ ‬بأنه‭ ‬يبدد‭ ‬أموال‭ ‬الإخوان‭ ‬ويخالف‭ ‬الشريعة‭ ‬لأنّه‭ ‬لا‭ ‬يأخذ‭ ‬بالشورى،‭ ‬ويرضى‭ ‬بالعمل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬الوضعي،‭ ‬بل‭ ‬زادوا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬اتهموه‭ ‬بأنه‭ ‬لين‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬والنساء،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬الانشقاق‭ ‬الثاني‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬حين‭ ‬أطاح‭ ‬بشريكه‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الجماعة‭ ‬ووكيله‭ ‬أحمد‭ ‬السكري‭ ‬لاعتراضه‭ ‬على‭ ‬الانحرافات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬لزوج‭ ‬شقيقة‭ ‬البنا‭ ‬وتستره‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬الانشقاق‭ ‬الذي‭ ‬شجعته‭ ‬بقوة‭ ‬جماعة‭ ‬محمد‭ ‬وساندته‭.‬

أضاف‭: ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الجماعة‭ ‬تبرز‭ ‬موجات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الانشقاقات‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬المنشقين‭ ‬والخارجين‭ ‬على‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬مصدرًا‭ ‬مهمًا‭ ‬وقويًا‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬الجماعة‭ ‬فكريًا‭ ‬ومنهجيًا‭ ‬وكشف‭ ‬كواليسها‭ ‬وخباياها،‭ ‬وهنا‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬الموجات‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬الانشقاقات‭ ‬والتي‭ ‬ضمت‭ ‬رموزًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجماعة‭ ‬مثل‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬حبيب،‭ ‬نائب‭ ‬المرشد‭ ‬السابق،‭ ‬القيادي‭ ‬السابق‭ ‬بالجماعة‭ ‬ثروت‭ ‬الخرباوي،‭ ‬وكمال‭ ‬الهلباوى‭ ‬المتحدث‭ ‬السابق‭ ‬باسم‭ ‬التنظيم‭ ‬الدولي،‭ ‬وكذلك‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬أبوالفتوح،‭ ‬وأبوالعلا‭ ‬ماضى،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬الزعفرانى،‭ ‬ومختار‭ ‬نوح،‭ ‬أحمد‭ ‬ربيع‭ ‬غزالي،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬كبيرة‭ ‬لجيل‭ ‬الوسط‭ ‬في‭ ‬الجماعة،‭ ‬ثم‭ ‬أجيال‭ ‬شابة‭ ‬في‭ ‬بدايات‭ ‬ثورة‭ ‬يناير،‭ ‬ومنهم‭ ‬10‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬لثورة‭ ‬يناير،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتأسيس‭ ‬حزب‭ ‬التيار‭ ‬المصرى،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭: ‬إسلام‭ ‬لطفى،‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬خليل،‭ ‬وامتد‭ ‬الأمر‭ ‬ليشمل‭ ‬عشرات‭ ‬بل‭ ‬مئات‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬رفضوا‭ ‬عنف‭ ‬الجماعة‭ ‬الذي‭ ‬تفجر‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬واعتبروا‭ ‬أن‭ ‬انتهاجها‭ ‬للعنف‭ ‬يمثل‭ ‬انحرافًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬يجب‭ ‬رفضه‭ ‬ومواجهته،‭ ‬فيما‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬بالبعض‭ ‬لإجراء‭ ‬محاولات‭ ‬حقيقية‭ ‬لإنجاز‭ ‬مراجعات‭ ‬فكرية‭ ‬لمنهج‭ ‬وفكر‭ ‬الجماعة‭ ‬داخل‭ ‬السجون‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬الجماعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وهي‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬انتهجها‭ ‬عماد‭ ‬حافظ‭ ‬وشقيقه‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكننا‭ ‬التوقف‭ ‬أمام‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الانشقاقات‭ ‬بسبب‭ ‬الخلافات‭ ‬على‭ ‬الزعامة‭ ‬والقرار‭ ‬والأموال‭ ‬والمصالح‭ ‬والفساد‭ ‬المالي‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة‭ ‬وزعامة‭ ‬التنظيم‭ ‬وتشكيل‭ ‬جبهات‭ ‬متعددة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬تيارات‭ ‬مختلفة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬جبهات‭ ‬لندن‭ ‬واسطنبول‭ ‬وما‭ ‬بينهما،‭ ‬ليأتي‭ ‬ذلك‭ ‬الخروج‭ ‬القوي‭ ‬لحسام‭ ‬الغمري‭ ‬كاشفًا‭ ‬وناقدًا‭ ‬وموضحًا‭ ‬حجم‭ ‬المغالطات‭ ‬المنهجية‭ ‬والفكرية‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭.‬

وأوضح‭ ‬نافع؛‭ ‬أن‭ ‬الخارجين‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬الإخوان‭ ‬يمثلون‭ ‬شاهدًا‭ ‬حيا‭ ‬على‭ ‬فساد‭ ‬الجماعة‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والمنهجي‭ ‬والمالي‭ ‬والإداري‭ ‬والقيادي‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬وكذلك‭ ‬نقد‭ ‬الجماعة‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬الخرباوي‭ ‬في‭ ‬أسرار‭ ‬المعبد،‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬انشقت‭ ‬على‭ ‬الجماعة،‭ ‬وأنه‭ ‬يمكن‭ ‬توظيف‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬المواجهة‭ ‬الفكرية‭ ‬لأفكار‭ ‬الإخوان‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬تأثيرها‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬أفكارهم‭ ‬تحتاج‭ ‬لاجتثاثها‭.‬

اقرأ أيضًا : 10 سنوات من التنمية.. هم ارتكبوا الجرائم الدموية.. والمخلصون أعادوا بناء الدولة الحديثة


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة