جماعة الإخوان الإرهابية
الخارجون من مستنقع الإخوان يكشفون عوراتهم
الجمعة، 30 يونيو 2023 - 10:39 ص
أيمن فاروق
جماعة الإخوان الإرهابية ترقد داخل غرفة الإنعاش بعد موتها كجماعة أكلينيكيًا، فلا أمل في عودتها إلى الحياة، ولطالما شهد التاريخ على ذلك، فبعيدا عن انشقاقها المعروف والشهير بعد ثورة 30 يونيو، والصراع الذي تحولت فيه إلى ثلاث جبهات لتعد جماعة بثلاثة رؤوس، ولكن تاريخ الإخوان مليئ بالانشقاقات والصراعات والانقلابات، سنذكر بعضًا من هؤلاء الذي انقلبوا على تنظيمهم الإرهابي، ونرصد أبرز تلك الانشقاقات بداية من عصر مؤسسها الارهابي حسن البنا إلى وقتنا هذا.
منذ أن انشأها معبودهم الأول الساعاتي البنا، نشبت خلافات داخل أروقة الجماعة بين أعضائها عام 1937، بسبب نهج الإخوان الذي تسلكه تجاه بعض القضايا حينها، التي رآها عدد من أعضائها غير مناسبة ولا بد من تغييرها، وكان على رأسها قضية الجهاد والسفر إلى فلسطين التي رأوها واجبة حينئذ، وأزمة قبول البنا تبرعًا من قناة السويس من قِبل سلطة الاستعمار، وقضية التعامل مع النساء المتبرجات، حيث رأى بعضهم التعامل معهم بنوعِ من الشدة بدلا من الاستمرار في الدعوة بالحسنى، وما كان منهم إلا أن انشقوا عن الجماعة في عام 1940، وكان على رأسهم المحامي محمد عطية خميس، مؤسس حركة “شباب محمد” ذات الخلفية الجهادية.
أحمد السكري
أحمد السكري، الشخص الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الجماعة، والذي وصل إلى منصب وكيل إمام الإخوان، حسن البنا، قبل أن تُصدر الجماعة قرارًا بخروجه منها عام 1947، ليؤسس جمعية “الإخوان المجاهدون الأحرار”.
وكانت أسباب فصل السكري بدأت بشنه هجومًا على البنا في مقالات بـ جريدتي “صوت الأمة” و”الكتلة”، ذكر فيها أن البنا له اتصالات ببعض الشخصيات الأجنبية، وهي اتهامات لم يستطع السكري وفقاً لرواية الجماعة الإرهابية، أن يقدم سندًا لصحتها، كما اتهم السكري، البنا، بالاستبداد في اتخاذ القرار؛ فقررت الهيئة التأسيسية للإخوان توجيه اللوم إليه وإعفائه من عضوية الجماعة.
الانشقاق الثالث والسندي
ثالث انشقاق كان فى عهد مرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبى، حيث انفصل حينها قائد النظام الخاص عبد الرحمن السندى، وعدد من كبار مساعديه من التنظيم، وأراد الهضيبي التخلص منه؛ حيث يقول عمر التلمساني، المرشد الثالث لجماعة الإخوان عن التنظيم الخاص: “أنشأت الجماعة هذا النظام، عام 1936 بهدف تحرير مصر كما زعموا وقتها من الاستعمار البريطاني، ثم انحرف عن الطريق”.
بدأ تمرد عبدالرحمن السندى، وفقًا للتلمساني، في عهد حسن البنا، عندما قرر التنظيم الخاص تنفيذ عمليات، دون الرجوع إلى البنا، ويفسر عمر التلمساني ذلك بقوله: “السندي عندما شعر بطاعة وولاء النظام الخاص له؛ تملكه غرور القوة وشعر بأنه ند لمرشد الجماعة”.
الانشقاق الرابع
جاء الانشقاق الرابع فى تسعينيات القرن الماضى وبالتحديد فى نهاية عهد المرشد الرابع للجماعة محمد حامد أبو النصر، حيث انشق مجموعة تزيد على 100 شخص بقيادة محمد رشدي.
الانشقاق الخامس
الجماعة الإرهابية كانت فى عهد المرشد الخامس، مصطفى مشهور، بالتحديد عام 1996 حيث خرج من الجماعة مجموعة كبيرة من القيادات الوسطى على رأسهم أبو العلا ماضي ومحمد عبد اللطيف وصلاح عبد الكريم.
وتلا ذلك انشقاقات هزائم متتالية ضربت الإخوان منها انقسامات وصراع بين ابراهيم منير جبهة لندن وجبهة اسطنبول محمودحسين، الذي دخل معه التيار الثالث أو الكماليون الجدد، وهذا يعد الانشقاق السادس.
وهاهو الانشقاق السابع والأخير، لحسام الغمري، ربما يكون مختلفا بعض الشيء؛ إذ كشف الإعلامي الإخواني الهارب حسام الغمري أساليب جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج وفضح ألاعيبهم، وهنا لا نتحدث على شخص عادي لدى الجماعة لكنه كان يترأس قناة الشرق الإخوانية المملوكة لأيمن نور، وما يحويه في جعبته من أسرار وفضائح تجعل قيادات الإرهابية يخشونه، الغمري بدأ في نشر سلسلة من التغريدات والفيديوهات التي تكشف حقيقة الجماعة الإرهابية وما تفعله بالشباب من أضرار جسيمة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ليس هذا فحسب بل أخذ يضرب في جذور تاريخها المزيف ويزيح الأقنعة تحت ستار الدين ومصطلح العمل من أجل رفعة الإسلام وهم لا يعرفون شيئا عنه ولا يمسون إليه بأي طرف، فقط مصلحتهم ومصلحة التنظيم فوق كل شيء، مشيرا إلى أنهم لا يقبلون النقد ولديهم ازدواجية في الفكر، ولا يعترفون بالأوطان، إضافة إلى أنه كشف عن غبائهم المستحكم، ليسقط بذلك ما تبقى من ورق التوت ويكشف عن عورات جديدة، فنجد في أحد الفيديوهات التي ينشرها الغمري على مواقع السوشيال ميديا كشف عن أن جميع تصرفات جماعة الإخوان الإرهاببة.
فقدت تأثيرها
وفي هذا السياق، أكد إيهاب نافع، الباحث المتخصص في شئون الجماعات المتطرفة؛ أن تاريخ جماعة الإخوان اتسم بالوجود المبكر والمستمر لموجات من الانشقاقات على مدار 9 عقود كاملة، موجات الانشقاقات بدأت في وجود المؤسس للتنظيم الارهابي حسن البنا نفسه، ففي عام 1939 انشقت مجموعة شباب محمد وهم من الشباب المؤسسين للجماعة منهم محمود أبوزيد ومحمد عزت حسني، أحمد رفعت، صديق أمين، وحسن السيد عثمان، والشيخ حافظ سلامة، لاعتراضهم على منهج البنا الذي اتهموه حينها بأنه يبدد أموال الإخوان ويخالف الشريعة لأنّه لا يأخذ بالشورى، ويرضى بالعمل السياسي في إطار القانون الوضعي، بل زادوا على ذلك أن اتهموه بأنه لين مع السلطة والنساء، فيما جاء الانشقاق الثاني أيضا في عام 1947 حين أطاح بشريكه في تأسيس الجماعة ووكيله أحمد السكري لاعتراضه على الانحرافات الأخلاقية لزوج شقيقة البنا وتستره عليه، وهو الانشقاق الذي شجعته بقوة جماعة محمد وساندته.
أضاف: ومع كل مرحلة فاصلة في عمر الجماعة تبرز موجات جديدة من الانشقاقات التي جعلت من المنشقين والخارجين على جماعة الإخوان مصدرًا مهمًا وقويًا في نقد الجماعة فكريًا ومنهجيًا وكشف كواليسها وخباياها، وهنا نتوقف عند الموجات الحديثة من الانشقاقات والتي ضمت رموزًا في مواجهة الجماعة مثل الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق، القيادي السابق بالجماعة ثروت الخرباوي، وكمال الهلباوى المتحدث السابق باسم التنظيم الدولي، وكذلك عبدالمنعم أبوالفتوح، وأبوالعلا ماضى، وإبراهيم الزعفرانى، ومختار نوح، أحمد ربيع غزالي، وغيرهم من رموز كبيرة لجيل الوسط في الجماعة، ثم أجيال شابة في بدايات ثورة يناير، ومنهم 10 من شباب الإخوان في الأيام الأولى لثورة يناير، وقاموا بتأسيس حزب التيار المصرى، من بينهم: إسلام لطفى، وعبدالرحمن خليل، وامتد الأمر ليشمل عشرات بل مئات الشباب الذين رفضوا عنف الجماعة الذي تفجر بعد ثورة 30 يونيو واعتبروا أن انتهاجها للعنف يمثل انحرافًا خطيرًا يجب رفضه ومواجهته، فيما وصل الأمر بالبعض لإجراء محاولات حقيقية لإنجاز مراجعات فكرية لمنهج وفكر الجماعة داخل السجون على خطى الجماعة الإسلامية وهي الخطوة التي انتهجها عماد حافظ وشقيقه.
وأشار إلى أنه يمكننا التوقف أمام نوع آخر من الانشقاقات بسبب الخلافات على الزعامة والقرار والأموال والمصالح والفساد المالي داخل الجماعة وزعامة التنظيم وتشكيل جبهات متعددة له في تيارات مختلفة ما بين جبهات لندن واسطنبول وما بينهما، ليأتي ذلك الخروج القوي لحسام الغمري كاشفًا وناقدًا وموضحًا حجم المغالطات المنهجية والفكرية في جماعة الإخوان.
وأوضح نافع؛ أن الخارجين من عباءة الإخوان يمثلون شاهدًا حيا على فساد الجماعة الأخلاقي والمنهجي والمالي والإداري والقيادي منذ تأسيسها وحتى الآن، وكذلك نقد الجماعة بشكل منهجي كما فعل الخرباوي في أسرار المعبد، غيره من القيادات السابقة التي انشقت على الجماعة، وأنه يمكن توظيف هؤلاء في مسألة المواجهة الفكرية لأفكار الإخوان التي فقدت تأثيرها ولكن تبقى أفكارهم تحتاج لاجتثاثها.
اقرأ أيضًا : 10 سنوات من التنمية.. هم ارتكبوا الجرائم الدموية.. والمخلصون أعادوا بناء الدولة الحديثة
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة