السبت، 01 يوليه 2023 - 11:02 م

قبل خمس سنوات انسحبت الولايات المتحدة من منظمة "اليونسكو" منددة بما أسمته "التميز المستمر ضد إسرائيل". كان ذلك فى عهد الرئيس "الجمهورى" ترامب الذى منح إسرائيل من الدعم اللا محدود ما يفوق كل رؤساء أمريكا كما يقول بنفسه!!

وقبل ذلك كان الرئيس "الديموقراطى" أوباما قد لجأ فى عام ٢٠١١ إلى إيقاف فى تمويل المنظمة الدولية وكانت إسرائيل أيضا حاضرة فى المشهد بكل قوة حيث بررت أمريكا انسحابها بأنه احتجاج على منح فلسطين العضوية الكاملة فى "اليونسكو" بقرار من أغلبية ساحقة من دول العالم!!

الآن.. تعود الولايات المتحدة إلى "اليونسكو" بعد أن قدرت إدارة "بايدن" أن انسحابها من اليونسكو وغيره من المنظمات الدولية يضر بدور أمريكا فى العالم، وأن غيابها يعطى للمنافسين الفرصة ليكونوا أكثر فاعلية وتأثيراً فى القرارات الدولية.

وكما وافقت إسرائيل أمريكا فى الانسحاب من اليونسكو قبل خمس سنوات، تستعد هى أيضاً للعودة فى محاولة لاشك أنها ستشتد ضراوة لمنع تصاعد الإدانة الدولية لجرائم إسرائيل ضد فلسطين وضد الإنسانية.

تعود الولايات المتحدة إلى "اليونسكو" وتبدأ فى تسديد الأموال التى تراكمت عليها للمنظمة الدولية ولكن "بالتقسيط"!! والسبب بالطبع ليس أن واشنطن لا تملك حوالى ستمائة مليون دولار هى حجم المتأخرات، وإنما للاحتفاظ بورقة للضغط لتضمن أن المنظمة الدولية لن تتخذ قرارات أحادية ضد إسرائيل!!..

لكن الأدهى والأمر أن قرار الكونجرس بهذا الشأن يشترط وقف تمويل اليونسكو من جانب أمريكا إذا حصل الفلسطينيون على مكانة دولية فى إحدى منظمات الأمم المتحدة..

وضع ما شئت من علامات التعجب(!!) ثم تذكر - عزيزى القارئ- أن عليك أن تبقى مصدقاً للبيانات الأمريكية المتوالية عن تمسك واشنطون بـ "حل الدولتين" الذى تدفنه إسرائيل عمداً بالاستيطان وإقامة المذابح للفلسطينيين، بينما أمريكا تبدى الأسف ثم تسخر كل إمكانياتها حتى لاتدان إسرائيل على جرائمها ولا تعاقب!!

آخر قرار اتخذته "اليونسكو" قبل عودة أمريكا فى مايو الماضى كان خاصاً بالقدس وجاء ليعتبر كل الإجراءات الإسرائيلية التى تستهدف تغيير طابع المدينة العربية المقدسة "باطلة ولاغية" ورغم أن أمريكا لم تكن قد عادت، إلا أن ضغوطها لم تتوقف، ومع ذلك صدر القرار بالإجماع.

العالم يتغير، والحق الفلسطينى يفرض نفسه فى كل مكان  لايوجد فيه "الڤيتو" فى يد أمريكا!!