الباحث الفرنسي "بيير كوري
الباحث الفرنسي "بيير كوري


صاحبة جائزتي نوبل .. انتهت حياتها بسبب اكتشافها الكيميائي

وليد علام

الثلاثاء، 04 يوليه 2023 - 10:53 ص

قاعدة فلسفية عظيمة لا يحق لأى عاقل أن يتغافلها لأن فى تغافلها إهدار لدم علماء ضحوا بأوقاتهم وكل جهدوهم فى سبيل تقديم أفكارهم وأكتشافاتهم العلمية التي تخدم البشرية و لو كان ذلك على حساب سعادتهم .


تحل اليوم ذكرى رحيل واحدة من أهم علماء القرن العشرين والتي ضحت بحياتها من أجل استكمال أبحاثها العلمية في خدمة البشرية إنها ماري كوري أول امرأة تفوز بجائزتي نوبل في الفيزياء وأخرى في الكيمياء، 

وتدين بالفضل  لزوجها الباحث الفرنسي "بيير كوري"، حيث نجحا معا في اكتشاف عنصرين مشعين سماهما "البولونيوم" و"الراديوم" في العام 1898، ليحصل الزوجان في الرابع والعشرين من ديسمبر للعام 1903 على جائزة نوبل في الفيزياء.
كما كان لهما دورًا كبير بعد كشافهما لتقديم مساهمة كبيرة في مجال علاج السرطان. 

وبعد أن توفّي زوجها بییر فی حادث مروع في 1906، تاركا لها طفلتين بعد أن رزقهما الله عام 1897، بطفلة، أسمياها إيرين. وفي عام 1904 استقبلا الابنة ثانية، إيفا.
 
 استمرّت كوري رغم الألم بأبحاثها لمساعدة ضحايا الحرب العالميّة الأولى باستخدام جهاز متنقّل للأشعّة السينية.
لتحصل جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 ولكن هذه المرة بمفردها

كما أن ابنتها آيرين جولييت كوري حصلت أيضا على جائزة نوبل فى الكیمیاء في 1935 وشاركت هذه الجائزة مع زوجها فريدريك.

 يوجد العديد من المراكز العلمية والطبية التي تحمل اسم ماري كوري مثل “معهد كوري” و”جامعة بییر وماري كوري” في باریس.

النشأة:
ولدت ماريا في وارسو ببولندا في 7 نوفمبر 1867، وكانت ماريا الابنة الصغرى من بين خمسة أطفال لأبوين من المعلمين المعروفين برونيسلافا وفلاديسلاف سكوودوفسكي.
كان جدها لأبيها جوزيف سكوودوفسكي معلمًا في لوبلين، وكان من تلامذته الأديب البولندي بوليسلاف بروس،
والدها فلاديسلاف سكوودوفسكي كان معلمًا للرياضيات والفيزياء ومديرًا لصالتي ألعاب رياضية للفتيان في وارسو، أما والدتها برونيسلافا سكوودوفسكي فكانت تدير مدرسة داخلية للفتيات في وارسو وكانت تعاني من الدرن، الذي أودى بحياتها عندما كانت ماريا في الثانية عشرة من عمرها. كان والدها لا دينيًا، بينما كانت والدتها ـ على النقيض ـ كاثوليكية متدينة.
 وبعد عامين من وفاة والدتها، لحقت شقيقتها الكبرى تسوفيا بوالدتها متأثرة بمرض التيفوس. ووفقًا لروبرت وليم ريد، فقد نبذت ماريا الكاثوليكية تحت صدمة وفاة والدتها وأختها، وتحولت إلى اللاأدرية.

معاناة كوري:
لأن ماري كانت الصغرى، عملت أولا لـ 5 سنوات مدرسة ومربية في المنازل لتوفر تكاليف دراسة الطب لأختها، واستغلت أوقات فراغها في دراسة الفيزياء والرياضيات والكيمياء، ثم تمكنت من السفر إلى باريس والالتحاق بجامعة السوربون عام 1893، التي درست فيها الفرنسية بالتوازي مع الفيزياء، وحصلت على الجنسية الفرنسية.
عانت ماري خلال دراستها الجامعية من عدة مشاكل صحية بسبب قلة التغذية، فقد عاشت على الخبز والزبدة والشاي، لأنها لم تملك المال الكافي لتوفير الطعام، حيث كانت تتعرض لحالات إغماء كثيرة وقتها.

جوائز وتكريمات:
كواحدة من أشهر العلماء من النساء حتى اليوم، أصبحت ماري كوري إحدى أيقونات العلم وحظيت بشهرتها حول العالم وحتى في الثقافة الشعبية.
وفي عام 2009، أجرت نيو ساينتست استطلاعًا اختيرت خلاله ماري كوري أنها «المرأة الأكثر إلهامًا في العلم». حصلت كوري على 25,1 % بنحو ضعفي ما حصلت عليه روزاليند فرانكلين (14,2 %) التي احتلت المرتبة الثانية.
أعلنت بولندا وفرنسا أن عام 2011، هو عام ماري كوري، كما أعلنته الأمم المتحدة العام الدولي للكيمياء.
وفي 7 نوفمبر، احتفلت جوجل بعيد ميلادها مع شعار جوجل خاص بها. وفي 10 ديسمبر، احتفلت أكاديمية نيويورك للعلوم بالذكرى المئوية لجائزة نوبل الثانية لماري كوري.
كانت ماري كوري أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، وأول من يحصل عليها مرتين، والمرأة الوحيدة التي حصلت عليها في مجالين، والشخص الوحيد الذي يحصل على جائزة نوبل في مجالين علميين.

شملت الجوائز التي حصلت عليها:
جائزة نوبل في الفيزياء (1903)
ميدالية دافي (1903، بالمشاركة مع زوجها بيير)
ميدالية ماتيوتشي (1904، بالمشاركة مع بيير)
ميدالية إليوت كريسون (1909)
جائزة نوبل في الكيمياء (1911)
ميدالية بنجامين فرانكلين من الجمعية الأمريكية للفلسفة (1921)

الوفاة:
في ربيع سنة 1934 زارت مدام كوري وطنها الأم بولندا للمرة الأخيرة في حياتها؛
إذ توفيت بعد شهرين من تلك الزيارة (في 4 يوليو 1934)
 في مصحة سانسيلموز في باسي بإقليم سافوا العليا شرق فرنسا؛ حيث كانت تعالج من فقر الدم اللاتنسجي الناجم عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة،
في زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع المؤين قد عرفت بعد، وبالتالي لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللازمة، فلطالما حملت مدام كوري أنابيب اختبار تحوي نظائر مشعة في جيبها، ولطالما وضعتها في درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة. كما تعرضت للأشعة السينية من الأجهزة غير المعزولة، أثناء خدماتها التي كانت تقدمها أثناء الحرب.
دفنت مدام كوري إلى جوار زوجها بيير
في مقبرة في سو ،
 وفي سنة 1995، نقل رفاتهما إلى البانتيون في باريس تكريمًا لإنجازاتهما العلمية، وكانت ماري كوري أول امرأة يتم تكريمها بهذه الطريقة، بل والوحيدة حتى ذلك التاريخ.
وقد حُفظ معملها في متحف سمي بمتحف كوري.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة