محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

طارق حجى.. سلامتك

الأخبار

الثلاثاء، 04 يوليه 2023 - 09:29 م

عرفته منذ ما يزيد على عقدين، عندما ذهبت إلى مكتبه وهو رئيس لفرع إقليمى لواحدة من أكبر شركات البترول فى العالم وأشهرها. لم يتم اللقاء وجها لوجه، لكننى خرجت من الزيارة بثلاثة أعداد من مجلة فاخرة تحمل اسم الشركة، فى بداية تصفحى لأولاها ظننت أنها تمتلىء بموضوعات عن الطاقة واقتصادياتها وهو ما لا يستهوينى إلا بقدر بسيط كمحرر - آنذاك - للتحقيقات الصحفية، ولكننى فوجئت بأن عقلى ووجدانى يلتهم موضوعات المجلة صفحة صفحة، التى تناولت أبوابها كل ما  يشبع ويروى ظمأ المثقف العادى جدا، وأيضا أصحاب الصفوة من النخبة فكرا وعطاء.

تمنيت أن التقى الرجل الذى سمعت عنه الكثير وجولاته وصولاته فى دول العالم بدءا من مجلس اللوردات البريطانى، مرورا بصداقته بزعماء عديدين، وارتباطه الوثيق بشخصيات حفرت أسماءها فى سجل الخالدين.

إنه المفكر والمثقف الكبير الواعى د. طارق حجى. لا مبالغة اذا طالعت مكتبته لتظن أنك داخل أسوار واحدة من المكتبات العالمية، بما تضمه من أمهات الكتب فى جميع المعارف والعلوم، ينشر صورة له على صفحته على الفيس بوك والخلفية مراجع ومخطوطات تزخر بها الأرفف. يتباهى بكل فخر - ومعه الحق - بأب أدرك أهمية أن يكون ابنه مثقفا حيث يزداد وعيه وتتنامى أفكاره، ليقدمها فى خلاصة لمجتمعه الذى أحبه، ومصريته التى عشقها.

تحققت الأمنية وتشكلت معه صداقة نعززها دائما بالاتصالات الهاتفية والتداول على الواتس أب، وأجد سعادة لا يمكن وصفها وهو يشيد برأي لى، أو وجهة نظر تجاه موضوع ما، طرحه على مائدة الحوار.

ليس غريبا أن يجنى الرجل ثمار جهد بدأه منذ نعومة أظافره عندما يصف تعليق أحد كبار أساتذة جامعة دمشق فى أعقاب محاضرة له بأنه لأول مرة فى حياته يسمع محاضرا واثقا من نفسه، لم يلحن «يخطئ» فى اللغة، ويعلق حجى قائلا: كان وصفه لى أكبر من شهادة الدكتوراة الفخرية.. وليس غريبا أيضا أن يدعى إلى معاقل المجالس النيابية فى أوروبا، وأمريكا، ليلقى محاضراته، ويلتقى بأعضاء لجان من النواب واللوردات.

وليس غريبا أن يكون مستشارا للرئيس بوتين لشئون الشرق الأوسط، وأن تنظم له الحكومة الهندية لقاء مع رئيس الوزراء الهندى فى آخر زيارة له للقاهرة.
طارق حجى الذى لايحب أن يسبق لقبه حرف «د» الدال على حصوله على الدكتوراة أصيب بسرطان العظام الذى يمثل واحدا بالمائة من الاصابات التى يتعرض لها الإنسان.

يحدثك عنه بعقلية المفكر الذى لا يرى فى المرض إلا زائرا ثقيلا ما علينا إلا أن نروضه، وأن نحشد له كل أسلحة العلم الحديث ونحاربه بالملائم منها، وأن يعيش الانسان - قدر إمكانه - كما يحب أن يعيش ولا يسمح للزائر الثقيل أن يسلبه عقله وكفى ما يحاول أن يسلبه من جسده.

أستاذنا الكبير ومفكرنا الرائع، يا من تزرع الوعى وتحيط الأمة بسياج من التنوير والتعظيم.. سلام لك وألف سلامةً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة