محمد الشماع
محمد الشماع


يوميات الأخبار

أطفال.. ولكن رهائن!!

محمد الشماع

الثلاثاء، 04 يوليه 2023 - 09:46 م

«ما أن يقع الرجل فى فخ الزواج حتى يصبح محاصراً بجملة من القوانين التى تلزمه بكل شيء إرضاء للمرأة الحاضنة!!»

احصائيات الزواج والطلاق أرقام صادمة، زيادة كبيرة فى حالات الطلاق فى مصر، للعام ٢٠٢١، حيث تبين زيادة حالات الزواج بنسبة ضئيلة جدا ٠٫٥٪ عن العام السابق عليه. أما حالات الطلاق فسجلت ما يقرب من ربع مليون حالة بنسبة زيادة قدرها ١٤٫٧٪ عن العام ٢٠٢٠. الاحصائية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.. الصدمة الكبرى هى أن ٨٨٪ من حالات الطلاق تمت عن طريق المحاكم والخلع!!. ومن عجائب حالات الطلاق أيضا يرويها ويؤكدها إسلام عامر نقيب المأذونين فى مصر وهى أن هناك حالات لزوجات مطلقات على الورق ويعشن مع أزواجهن بعقود زواج عرفى وهى حالات ليست قليلة!!

ثبات نسبة الزواج والتى لم ترتفع سوى بنسبة ٫٠٥٪ فى العام ٢٠٢١ عن العام ٢٠٢٠ ربما يرجع لأسباب ارتفاع تكاليف الزواج بصورة مبالغ فيها من قبل الأهل وعدم قدرة الشباب على تحمل تكاليف الزواج.. أما صدمة ارتفاع نسبة الطلاق عن طريق المحاكم والخلع والتى تؤكد أن الطلاق خلعاً له نتائج سلبية على الكثير من المطلقات خاصة بعد أن تنازلن عن حقوقهن الزوجية وخسرن كل شيء طمعاً فى حياة أفضل أكثر رخاء مع زوج آخر أو التمتع بما حصلن عليه من أزواجهن المخلوعين قبل الخلع.. لكن ذلك لم يتحقق للكثيرات وهذا يرجع إلى أن العديد من راغبى الزواج أو المقدمين على الزواج من الرجال أصبح يفكر أكثر من مرة فى أن يتزوج من امرأة تزوجت ثم خلعت زوجها دون أن يعرف الأسباب مهما كانت هذه الأسباب!

بعض الزوجات يفكرن مرة واثنتين بل وعشر مرات عند طلب الطلاق أن يكون عن طريق المحاكم لكى تحصل على كل حقوقها الشرعية من مؤخر الصداق وقيمة المنقولات الزوجية والنفقة بكل أنواعها.. نفقة المتعة ونفقة الأطفال وإلزام الزوج بقيمة المشغولات الذهبية التى اقتنصها الزوج حتى لو كانت هى التى باعتها أو أعطتها لأهلها وتريد أن تلزمه بقيمتها وطبعا شقة الزوجية بأطفالها باعتبارها حاضنة للرهائن الأطفال!

هذا الطريق للوصول إلى الطلاق تأكد أنه أكثر ربحية ومكاسب للزوجة لكنه فقط يتطلب شوية صبر ووقتاً فى المحاكم والنيابات ومكاتب المحامين! ويبدو أن الكثيرات اخترن طريق المحاكم لمرمطة الزوج وإكراهه على التنازل أفضل من أن يتعرض للسجن!

كثيرات اهتدين وأسرهن إلى قرار عدم طلب الخلع واللجوء إلى التفاوض حول الطلاق أو اللجوء إلى المحاكم، وممارسة الضغوط على الزوج باستخدام الرهائن «الأطفال» ومحاولات منعه من رؤيتهم وإمعانا فى الضغط إخراج الأطفال من المدارس وعدم الاعتناء بهم ومعاملتهم بكل قسوة لكى يتم إذلال الزوج وكسر أنفه ودفعه إلى أن يطلب الجلوس على مائدة التفاوض والتسليم بكل طلبات الزوجة وأهلها إنقاذاً لأطفاله ولنفسه والتضحية بكل غال ونفيس.

تابعت العديد من الحالات والمشاكل منها هذه الحالة الغريبة، زوج وزوجة وخمسة أبناء ، الزوج هادئ الطباع مطيع يعمل فى وظيفة محترمة بإحدى الشركات الكبرى والزوجة لا تعمل، ودفعته للحصول على قرض لبناء بيت يجمعهما بعد أن أنجبا طفلة واتبعها بطفل آخر. حصل على القرض وبدأ فى بناء البيت الذى اشترطت الزوجة أن تكون الملكية مشتركة بينهما، وافق الزوج بعد أن استخرجت كل أوراق توصيل الخدمات باسمهما ورزقا بطفلة ثانية وتزايدت عليه الأعباء بعد أن رزقا بطفلة رابعة ثم اتبعتها بالخامسة. «أربع بنات وولد»!

كثرت الأعباء والمصروفات والديون على الزوج فدفعته الزوجة إلى أن يبحث عن أى عمل إضافى لكى يستطيع الإنفاق على أولاده وسداد قسط القرض، وأخذت تطارده كلما حاول أن يستريح فى المنزل لعدة ساعات.. بالفعل استطاع أن يحصل على عمل إضافى بعد انتهاء العمل فى وظيفته بالشركة وانتقل إلى وظيفة تسمح له بوقت كاف، وأصبح يعمل طوال النهار وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى!.

مطاردة زوجية!

ولكى يستطيع أن يصمد فى العمل طوال ساعات اليوم نصحه أحد الزملاء بتناول أقراص تعطيه نشاطا وقدرة على مواصلة العمل!

اتضح أن ما يتعاطاه مخدرات وأنهكت صحته وجعلته شبه إنسان، وفى أحد الأيام أثناء تواجده فى عمله الأساسى فوجئ بلجنة الكشف عن العاملين المتعاطين للمخدرات وبتوقيع الكشف عليه ثبت تعاطيه مخدر الحشيش فتم وقفه عن العمل وفصله من الوظيفة وجلس فى المنزل ولم ترحمه زوجته وعايرته بأنه أصبح عاطلاً.. «واحنا حنصرف عليك وحتنام فى البيت» وهو صامت لا يتكلم إلا ليوعدها بأنه سيعود إلى وظيفته.

فى أحد الأيام تعرضت الزوجة لحادث فى المنزل كاد أن يودى بحياتها وفزع من نومه على صراخها لكى ينقذها وبالفعل تم إنقاذها، سارعت إلى اتهامه بأنه السبب فيما تعرضت له.. وأوعزت إلى شقيقها أن يطلب منه التنازل عن حصته فى ملكية البيت وأن يطلقها وإلا ستصر على الاتهام ويتعرض للسجن! علما بأن أبناءها والجيران كذبوا أقوال الزوجة وشقيقها وأكدوا على صدق روايتها واتهامها.. حكاية أخرى زوجان شابان.. الزوجة لا تعمل والزوج يعمل بوظيفة ويحصل على راتب يكفى معيشة مستريحة.. أنجبت الزوجة طفلة، يذهب الزوج لعمله.. تذهب الزوجة إلى أمها أو تحضر الأم لابنتها التى تعطيها كل ما لديها من أموال ومستلزمات المعيشة.

كما حضر والد الزوجة يوما وحكى للزوج أنه فى ضائقة مالية صعبة ويطلب منه مساعدة وطلب الحصول على الشبكة الذهبية الخاصة بابنته لمدة شهرين وسوف يعيدها للزوج كما هى أو بأكثر من قيمتها.. وافق الزوج الشاب وأعطى الشبكة الخاصة بزوجته والتى تقدر بعشرات الآلاف من الجنيهات والتى هى أمانة عند الزوج.. حان موعد استرداد الشبكة وأخذ والد الزوجة يماطل وبعد شهور قال له: انت مالكش عندى حاجة واللى تقدر عليه إعمله!!

غضبت الزوجة وذهبت إلى أهلها وأقامت ما يزيد عن العام وتدخل أقاربها وعادت الزوجة مرة أخرى لمنزل الزوجية وبعد ذلك أنجبت طفلا جديداً.. واستمرت على حالها أسبوعاً فى بيت الزوجية وشهوراً عند أمها بحجة أنها تقوم بخدمتها.. وإمعانا فى إذلال الزوج منعت الزوجة دخول الطفلة إلى المدرسة وبذل الأب محاولات وأدخلها إلى المدرسة بمصروفات متأخرة عاما من موعدها وتحمل تكاليف الباص لنقلها من المنزل للمدرسة!.. المشاكل بين الزوجين بسبب أسرتها التى حصلت على شبكتها ولم تعدها إلى جانب الأموال التى تقوم بتحويلها إلى أسرتها بدلا من أن تنفقها على أبنائها.. فى أحد الأيام طلبت من زوجها أن تذهب إلى أمها لكى تحضر فرح شقيقها لمدة يومين أو ثلاثة.

منعت ابنتها من الذهاب للمدرسة وأخذتها مع طفلها الرضيع واستمرت فى بيت أمها لكى تخدمها ومنعت الطفلة التى تم الحجز لها عند طبيب العيون وتم دفع مصاريف الكشف والتحاليل وتحديد موعد إجراء العملية التى تسببت للطفلة فى الآلام وتدفع زملاءها فى المدرسة إلى التنمر عليها بسبب العيب الخلقى فى عينيها!

تحدثت أسرتا الزوج والزوجة لكى تعود إلى منزلها والطفلان إلا أن والد الزوجة قال لهم لنا شروط للعودة واللى عايز حاجة يحضر لكى يأخذها.. احنا عايزين نطلقها وحتاخد شقة الزوجية والمؤخر وقيمة الشبكة ونفقة المتعة احنا مش خسرانين حاجة.. بس هو يطلق ويشوف احنا حنعمل فيه إيه.. حنخليه عريان!! 

ماذا يفعل الزوج بعد أن تأكدت زوجته وأسرتها أن الخلع أصبح بخسارة لكن بالطلاق ستحصل على كل شيء وكله بالقانون.. ستحصل على عشرات الآلاف من الجنيهات وشقة العمر!!.. من يحمى الرجل ويحرر الرهائن من قبضة الأم غير الأمينة على أطفالها الذين وفر لهم والدهم مستوى معيشة ممتازة.. لكن الزوجة تريد المال!

واقعة ثالثة زوجة طامعة فى أموال زوجها: خرجت لزيارة أسرتها وأصيبت فى حادث أقعدها عن الحركة وبدلا من أن تعود إلى زوجها وبيتها استمرت عدة شهور عند أسرتها ومنعت أطفالها من الذهاب إلى المدرسة التى دفع والدهم مصاريف وتكاليف الدراسة لكى تجبره على تحقيق كل طلباتها غير المبررة وتطالبه بمبلغ ضخم يفوق طاقته المالية عن الفترة التى قضتها عند أسرتها وكأنها كانت تقيم فى أوتيل وإلا لن تعود إلى منزل الزوجية!

من يدافع عن الرجل؟

من يدافع عن الرجل وأين القانون الذى يلجأ إليه هؤلاء الرجال الذين لم يفعلوا أو يرتكبوا أى خطأ أو جرم ضد أسرهم أو زوجاتهم.. لكن هؤلاء الزوجات اهتدين إلى طريق الطلاق لأنه أكثر ربحية من الخلع.. ومن ناحية أخرى الطلاق عن طريق المحاكم أطول إلى حد ما، لكنه إذلال للرجل ويضيف للزوجة قوة زائفة لكنها محصنة بالقانون!

ما أن يقع الرجل فى فخ الزواج حتى يصبح محاصرا بجملة من القوانين التى تلزمه بكل شيء ارضاء للمرأة الحاضنة.. الأطفال أصبحوا كالرهائن التى تستخدمها الزوجات كدروع بشرية فى مواجهة الرجل وإذلاله وتركيعه وفرض إرادتها وتحقيق مكاسب مادية ونفسية واجتماعية لكنها لا تعلم أنها تهدم حياتها بعدها وتقدم للمجتمع أبناء غير أسوياء نفسيا واجتماعيا وصحياً غير بارين بأبائهم الذين يقوم كل منهم بتغذيته بسيئات الآخر وأخطائه وخطاياه ويقدمون للمجتمع أشخاصاً انتهازيين ومعقدين وفاشلين دراسيا.

لكن لم يفكر أحد فى تحرير هؤلاء الرهائن.. أطفال الزوج والزوجة.. اللذين استخدما الأطفال وكأنهم «كرة» يلعبان بها وكل منهما يريد أن يسجل هدفا بل سهما فى قلب الآخر!

حماية الرهائن!

لماذا لا ننشئ دوراً للضيافة للأطفال الذين انفصل أباؤهم عن إمهاتهم بالطلاق ويتم تحميل نفقات إقامة هؤلاء الأطفال على أبائهم وأمهاتهم إن أردنا وتتم رعايتهم صحيا ونفسيا وتعليميا وتتاح للمطلق أو المطلقة زيارة أبنائهم؟. الأزواج فى يوم والأمهات فى يوم بدلا من معارك اللف والدوران بالرهائن من قسم الشرطة ومراكز الشباب أو النادى أو الكافتيريات والمقاهى وتحرير المحاضر فى أقسام الشرطة.. اتقوا الله فى أبنائكم فسوف تسألون عنهم يوم القيامة فليس بالقانون وحده تستمر العلاقة الزوجية!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة