كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مصر والأشقاء.. نظرة جديدة !

كرم جبر

الثلاثاء، 04 يوليه 2023 - 09:47 م

لم تكن مصر يوما من الأيام إلا سندا للعروبة، وتحملت أعباء كثير من القضايا ليس تفضلا، وإنما دفاعا عن الأمن القومى العربى والأمن القومى المصرى معا، لأن بينهما علاقة وثيقة تخدم المصالح المشتركة للجانبين معا.

وتجسدت معالم سياسة مصر تجاه الأشقاء العرب، بأنها تسالم ولا تعادى، تصادق ولا تغدر، تساند ولا تطلب، وتجدها فى أوقات الشدة سنداً للعروبة، وبيتاً للأشقاء الذين تضيق بهم أوطانهم، فيعيشون وسط أهلها كأنهم مصريون، ويحفظ العرب الطيبون لها الجميل، ويشيدون بها أينما وجدوا.

فى الأزمة الليبية لم تطلق مصر رصاصة واحدة تجاه الأشقاء الليبيين، وظلت يدها نظيفة ولم تتلوث بقطرة دماء، رغم استفزازات الجماعات الإرهابية التى حاولت التسلل عبر الحدود المصرية، ولم تضطر للتدخل الحاسم إلا دفاعاً عن النفس، وأخذاً لثأر مواطنيها الذين قتلوا غدراً وخسة على سواحل مدينة سرت الليبية.

ووقفت مصر من القضية السورية موقف العدل والقوة حفاظا على الدماء العربية والدفاع عن الهوية الوطنية، وعدم المساس بوحدة سوريا، ورفضت أن تتورط فى الحرب الدائرة هناك، تحت مسميات براقة، مثل الفصل بين القوات لحفظ السلام، وتصدت بشدة لدعوة الرئيس الإخوانى بالمشاركة فيما أسماه الجهاد سوريا.

وظلت مصر فى ظهر الشعب السورى، مؤيدة لحقه فى الحياة والأمن والطمأنينة وعودة المهاجرين إلى بلدهم ورفع المعاناة عنهم، واستقبلتهم أشقاء أعزاء فى بلدهم الثانى مصر، متمتعين بنفس الحقوق كأخوتهم المصريين.

مصر لم تشارك فى الحرب ضد العراق، وساهمت فقط فى إخراج القوات من أرض الكويت، ورفضت أن تطأ أقدام جنودها الأراضى العراقية، وعارضت بشدة إحلال قوات سلام عربية فى العراق بدلاً من القوات الأمريكية، حتى لا تجد نفسها فى مواجهة الشعب العراقى الشقيق، الذى كثف عمليات المقاومة ضد القوات الأجنبية، ولا يحمل العراقيون للشعب المصرى إلا المحبة والاحترام، لأنها كانت دائماً مع وحدة الأراضى العراقية، والحفاظ على الدولة وعدم المساس بها.

مصر تحوز الاحترام والتقدير لصمودها القوى بعد 25 يناير، وإصرار شعبها على أن يسترد وطنه من بين أنياب عصابة الشر، ويعود بها بقوة وإصرار كدولة حافظت على جيشها ومؤسساتها، ووقفت على قدميها فى غضون سنوات قليلة، وإذا عادت مصر، عاد للمنطقة كلها الأمل، بعد أن تحطمت نصف الدول العربية، وتشرد ربع الشعوب العربية.

ليس بين مصر وأى نظام عربى خصومة لأنها تحترم الآخرين وترفض التدخل فى شئونهم، وليس بين المصريين وأى شعب عربى سوى الاحترام والتقدير، لأنهم كانوا من البنائين والضيوف الأكثر هدوءا أينما ذهبوا.

الزمن تغير والنظريات تتبدل وصار المحرك الرئيسى للأمن القومى العربى هو تبادل المصالح والمشروعات المشتركة التى تعود بالخير على الجميع.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة