علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

خرائط التسول!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 05 يوليه 2023 - 07:42 م

بقليل من التأمل فى ظاهرة التسول تتلاشى الدهشة الناجمة عن مصافحة العين للعنوان.

ثمة خريطة زمانية يرتبط بها التسول وترتبط به، كالمناسبات الدينية والاجتماعية، وأخرى مكانية أهم مواقعها دور العبادة والمستشفيات وإشارات المرور.. ألخ.

وبالتدقيق تنكشف خريطة ثالثة ترتبط بالعقلية التى تحرك المتسول، كدرجة الذكاء، ومستوى تعلمه، ومن ثم قدرته على إدارة «عمله» وخياراته!
فالأهم فى هذا السياق يتعلق بقدرة هذا المتسول أو ذاك على قراءة كل خريطة، وتوظيف قراءته، واستثمار المناسبة أو الموقع، وقبلهما قدراته العقلية فى جنى أكبر قدر من الأرباح، بل وتعظيمها!

برحيل رمضان الكريم، ثم ختام أيام عيد الأضحى، من المفترض انحسار الظاهرة لكن المتابع لها يكتشف بمنتهى السهولة، أنه لا تغير جوهريا، وأن المعدلات ذاتها قائمة، وربما تشهد بعض المناطق زحفاً لوافدين جدد على مملكة المتسولين!

لا يعنينى هنا الرصد أو التشخيص، بقدر ما أدعو لمواجهة حاسمة لتلك الندبات التى تشوه وجه المجتمع، لاسيما وأن معظم المتسولين مجرد محترفين امتهنوا التسول، لأن الأصل فى المحتاج حقا أن يعف حتى نحسبه غنياً.

التسامح مع الظاهرة يفاقمها، بل يغرى آخرين بالانضمام لطوابير المتسولين، ولكل من يرى فى احترافها باباً سهلاً للاستيلاء على ما لا حق له فيه، من ثم حرمان أصحاب الحق الفعلى.

أحسب أن نقطة البدء فى المواجهة، قراءة دقيقة لخرائط التسول، ثم تضافر الجهود الأمنية، مع تحركات موازية للمؤسسات الدينية، والتوعوية، منظمات المجتمع المدنى المعنية، بالطبع إلى جانب الجهات الحكومية ذات الصلة كالأوقاف والتضامن الاجتماعى، فالظاهرة متجذرة وباتت أقرب إلى الظاهرة الإجرامية، التى تديرها تشكيلات عصابية محترفة.

وأخيراً، فإن ثمة تدخلاً تشريعياً لتغليظ العقوبات على محترفى التسول، أصبح مسألة لا تحتمل تأخيراً أو تأجيلاً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة