الخميس، 06 يوليه 2023 - 09:41 م

سأظل أردد ما حييت مقولتى التى أؤمن بها أن الأغنية الوطنية هى نبض الأمة على مر العصور، فقد حكت وروت وعاشت «حكاية» مصر فى العصر الحديث وبدايات القرن الماضى منذ ردد فنان الشعب سيد درويش رائعته «بلادى بلادى» والذى صار نشيدنا الوطنى الآن، الأغنية الوطنية منذ ذلك التاريخ وعبر كل تلك السنين كانت أصدق تعبير عن نبض آلامه بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى، واكبت نبض الشارع المصرى الوطنى وتفاعلت معه منذ ثورة الشعب عام ١٩١٩ بقيادة سعد باشا زغلول وهتفت له ولثورته حتى كان نشيد بلادى بلادى قمة المعانى المغناة، وخرجت الكلمات كطلقات الرصاص تندد بالمستعمر وتطالب بالجلاء، ثم كان نشيد العلم عام ١٩٢٨، ثم الروائع فى كل العصور التالية التى تلت تلك الفترة وعلى مر المائة عام من القرن الماضى حتى الآن.

وعندما قامت ثورة يوليو عام ١٩٥٢ التى نحتفل بذكراها الـ٧١ خلال أيام واكبت الأغنية الوطنية زمن إبداع ثقافى بكل الأحداث الجسام التى مرت بها وسجلتها بدقة متناهية تغنت بها الأجيال ومازالت حتى الآن حتى من اختلف مع الثورة وجد فيها التعبير الحى عن مصر الوطن، عزل الملك وقيام الجمهورية، وقرارات الإصلاح الزراعى، من ينسى قنديل وهو يردد على الدوار، وعندما أممت القناة من ينسى محلاك يا مصرى وأنت على الدفة التى شدت بها أم كلثوم، وغنى حليم كنا نار أكلت جيوشهم لما وقع العدوان الثلاثى عام ٥٦، وغنى عبدالوهاب رائعته زود جيش أوطانك لما دعى الشعب للتبرع لشراء السلاح، ثم جاء بناء السد وردد الجميع كنا حنبنى وبنينا السد العالى لحليم، حتى فى أحلك الأوقات عند النكسة عام ٦٧ سطرت الأغنية الوطنية ملحمة النهار للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى ورددها الشعب مع حليم كبداية للصمود، ومن ينسى وردة فى انتصار أكتوبر ونحن نردد معها «على الربابة بغنى» احتفالا بالنصر وجنودنا يعبرون القناة ومن منا لم يردد خلف شادية وحتى الآن «ياحبيبتى يا مصر».

نبض الأمة وتاريخها النضالى حكته الأغنية الوطنية فى ملاحم متواصلة عبر السنوات والحمد لله أن أرشيف الإذاعة تحتفظ به وندعو الله أن يحفظها من الضياع، التراث موجود ونردده خاصة من عاصروا التاريخ على مدى الـ٧٠ سنة الماضية.

عزيزى رئيس الإذاعة كم أتمنى لو خصصنا لذاكرة الأمة إذاعة خاصة نسميها تراث الوطن نحكى فيها تاريخنا من خلال الأغنية الوطنية التى عندما أعيش معها أشعر بانتعاشة الحياة تدب فى جسدى وأنا أردد الأغانى التى أحفظ أغلبها عن ظهر قلب لأنها مصر.