سيدات القراموص احترفن صناعة ورق البردى
سيدات القراموص احترفن صناعة ورق البردى


صناعة من زمن فات| قرية بالشرقية تغزو العالم بورق البردى

سناء عنان

السبت، 08 يوليه 2023 - 07:56 م

القراموص بمحافظة الشرقية، هنا قلعة ورق البردي، فمنذ سنوات بعيدة اشتهرت القرية عالمياً بزراعة وصناعة وتصدير البردي، نجح أبناؤها فى تدوين اسمها بحروف من ذهب على الخريطة السياحية لمصر، وتحول أطفالها ونساؤها ورجالها إلى فنانين يجيدون الرسم بكل أنواعه على ورق البردي.

قصة نبات البردى يرويها لنا سعيد طرخان، مدير مشروع البردى بجمعية تنمية المجتمع بالقرية..

يقول إن زراعة نبات البردى بدأت فى السبعينيات مع عودة د.مصطفى انس ابن القرية من عمله من إحدى دول حوض النيل وبحوزته كميه من شتلات البردى حيث قام بزراعتها فى مساحة ٤ فدادين وبعد مرور ما يقرب من عام بدأت اعواده تترعرع وقدرت إنتاجية الفدان حينها بـ٤٠ ألف ورقة فى العام تقدر قيمتها بـ٢٠ ألف جنيه سنويا وبدأت تنتشر زراعته بسرعة وتحولت القرية إلى أشبه بالغابة التى تحيطها أعواد البردي.

وعن صناعة البردى يقول طرخان، إنه عقب حصاد نبات البردى يتم تقطيع أعواده بخيوط بلاستيكية إلى شرائح طويلة ثم توضع فى أوان مملوءة بالماء لتليينها ثم يتم نقلها لأوان ممتلئة بالماء، وبه نسبة من الكلور لتنظيفها ومنحها لوناً أبيض، وبعد ذلك يتم صفها فى عدة طبقات بالطول والعرض وبينها قماش وكرتون لامتصاص المياه وتجفيفها ويلى ذلك وضعها أسفل مكبس لضغطها بصورة نهائية وتخرج فى صورة ألواح من الورق تكون جاهزة للرسم والطباعة عليها.

أضاف أن جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر يدعم صناعة البردى بالقرية حيث وفر معدات التصنيع من مكابس وعصارات وغلايات وجهاز تعقيم ونظم دورة تدريبية لسيدات القرية بالتنسيق مع اتحاد الصناعات بهدف اكسابهم مهارات تصنيع البردى بأساليب غير تقليدية وذلك فى إطار برنامج تمكين المرأة اقتصادياً .

كما يقدم جهاز المشروعات والمجلس القومى للمرأة وجمعية الاورمان الخيرية قروضاً ميسرة للعاملين فى زراعة وصناعة البردى للحفاظ على هوية هذا النبات الذى يرتبط بالفراعنة وعدم اندثاره .

أشار إلى أن من ابرز اللوحات التى تم رسمها ولاقت رواجا بين السائحين هى لوحات الملكات ايزيس ونفرتيتى وكيلوباترا وتوت عنخ امون ومعبد ابو سمبل وكذلك رسم خريطة للاتحاد السوفيتى على ورق البردى وقد غزت منتجاتنا اسواق الدول العربية خاصة السعودية والجزائر وتونس .

أضاف أن النبات يستخدم بالكامل حيث إن جذوره يتم استغلالها فى صناعة بعض الأدوية، كما يتم استغلال رأس النبات فى باقات الورد، وقال إن من ابرز عيوب تلك الصناعة هى ارتباطها بالسياحة صعودا وهبوطا، وقال إنه على الرغم من ارتفاع أسعار المواد الخام التى تستخدم فى التصنيع الا اننا مرتبطون بهذا النبات للحفاظ على تاريخ وحضارة الدولة المصرية القديمة، مشيرا إلى أن جميع المنازل بالقرية تعمل بصناعة البردى ورسم اللوحات عليه وتصديره الى جميع الدول حتى أصبحت القراموص قلعة صناعة البردى فى العالم .

من جانبه، يقول د. ممدوح غراب محافظ الشرقية، إن المحافظة تتخذ العديد من الإجراءات للحفاظ على صناعة البردى من الاندثار؛ حيث تم الاتفاق مع منظمة اليونسكو على ادراج صناعة ورق البردى ضمن قائمة «التراث اللامادي» لتوضيح القيمة العالمية للتراث المصرى بين دول العالم، كما تم تشكيل لجنة قومية لإعداد ملف عاجل لصناعة البردي.

كما تم إعداد خطة لتنمية صناعة البردى بالتنسيق مع فريق عمل من إيطاليا ووزارة السياحة والآثار للحفاظ على تلك الصناعة وترويجها سياحياً فى المعارض الدولية، كما تم الاتفاق مع د. أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، على عرض منتجات ورق البردى بجميع المواقع الأثرية وإنشاء معامل وورش ومركز تدريب لترميم البرديات وتحسين جودة المنتج .
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة