السبت، 08 يوليه 2023 - 08:59 م

لا مستقبل بدون صحة، أجيال خالية من الأمراض، قادرون على العمل والبناء، فمنذ سنواتٍ تستهدف الدولة صحة المصريين بعد انتشار الأمراض فى فترات سابقة، فعكفت الدولة على تطوير القطاع الصحى المصرى لتقديم أفضل خدمة طبية بجودة فائقة..

لم يكن الأمر سهلاً لإصلاح إهمال عقودٍ من الزمن فبدأت الدولة بإطلاق المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة العامة، تلاها التأمين الصحى الشامل، فى عددٍ من المحافظات، ثم مواجهة وباء كورونا الذى استمر لسنواتٍ، والحرص على تطوير وإنشاء المستشفيات والوحدات الصحية الجديدة..

تستعرض «الأخبار» فى هذا الملف ما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية من إنجازات فى قطاع الصحة ساهمت فى حماية صحة المصريين ، بل ربما إنقاذ حياتهم لاكتشاف الأمراض فى وقت مبكر، بالإضافة الى منعها من خلال الإجراءات الوقائية.

قبل 9 سنوات لم تكن هناك أى مبادرات صحية لإنقاذ الوضع الصحى فى مصر ، لكن حاليا يوجد أكثر من 17 مبادرة رئاسية لإنقاذ الوضع الصحى فى مصر بتكلفة بلغت 99.5 مليار جنيه، كان على رأسها مبادرة «100 مليون صحة» التى استفاد منها كل الشعب المصرى فى كل الفئات العمرية.

وكانت على رأس هذه المبادرات التى غيرت التاريخ الصحى فى مصر: «المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية» التى أُطلقت فى أكتوبر 2018 الى أبريل 2019 وتمكنت من فحص 50 مليون مواطن خلال 7 أشهر بالإضافة الى 13.3 مليون طالب تم فحصهم من طلاب المدارس بإجمالى تكلفة 3.8 مليار جنيه، وتم تقديم العلاج الى 2.2 مليون مريض بفيروس سى .. وأصبحت مصر على وشك إعلانها خالية من فيروس سى بعد أن كان الفيروس منتشراً بشكل كبير قبل سنوات ومن أكبر الدول فى عدد الإصابة.

وللمبادرة جزء آخر غير فيروس سى وهو الكشف عن الأمراض السارية من سكر وضغط وسمنة وتمكنت من اكتشاف إصابة 2.6 مليون شخص بالسكر و10 ملايين بالضغط ، وتقديم العلاج مجاناً لهم بالإضافة الى اكتشاف إصابة 20 مليون مريض بالسمنة، وتم فحص 68 ألفاً من غير المصريين فى هذه المبادرة وتقديم العلاج للمصابين مجاناً.

وتستعد مصر للحصول على الإشهاد الدولى من منظمة الصحة العالمية كأول دولة تستطيع القضاء على فيروس سى وذلك عقب الاجتماع الأخير للمنظمة فى جنيف والذى حضره وزير الصحة المصرى الدكتور خالد عبدالغفار وإشادة المنظمة بما حققته مصر من إنجاز لأكبر مسحٍ فى تاريخ الإنسانية يتم إجراؤه لأحد الأمراض المعدية من حيث السرعة والجودة والكفاءة وعدد المنتفعين بالمجان.. وبشأن وقت إعلان مصر خالية من فيروس سى من منظمة الصحة العالية ..

قال وزير الصحة: إن مصر تقدمت بالملف للمنظمة وتأتى نتائج هذه الدراسات قريباً واستقبلنا 4 وفود من منظمة الصحة العالمية لتقييم موقف مصر فى علاج فيروس سى والقضاء عليه والتقييم جاء فى منتهى الجمال وأشاد بجهود مصر فى ذلك الملف. مؤكدًا أن تجربة مصر فى مبادرة «١٠٠ مليون صحة» ستصبح نموذجًا يُحتذى به ويستفيد منه كل دول العالم.

وأكد انخفاض معدل الإصابات الجديدة بفيروس سى الى 92% بعد إطلاق مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سى موضحاً أن مصر تتكلف ٣ مليارات جنيه سنوياً للإنفاق على الأدوية فقط لعلاج المرضى قبل ارتفاع الأسعار..

كما أطلق الرئيس السيسى «مبادرة لعلاج مليون أفريقى من فيروس سى وبي» فى 18 دولة أفريقية منذ مارس 2019، تم نقل نظام التشغيل الخاص بمبادرة «100 مليون صحة» فى الدول الأفريقية ، وتم إنشاء وحدات علاج الفيروسات الكبدية وتجهيز معامل وشهدت إقبالا كبيرا من المواطنين الأفارقة.

وبعد مبادرة فيروس سى أُطلقت «مبادرة دعم صحة المرأة» فى يوليو 2019 التى تمكنت من فحص 36 مليون سيدة للكشف عن سرطان الثدى لمن هن فوق 18 عاماً وإجراء فحوصات الكشف عن الأمراض غير السارية، وتم اكتشاف إصابة 19 ألف سيدة بسرطان الثدى وبدء رحلة العلاج بل حققت المبادرة أن 72% من الإصابات الجديدة تأتى فى المرحلة الأولى من الإصابة وليس الرابعة كما كان فى وقت سابق.

وأعقب ذلك فحص 44.6 مليون طفل ضمن «مبادرة الكشف المبكر عن أمراض السمنة والأنيميا» من فبراير 2019 الى الآن وتم اكتشاف إصابة 913 ألف طالب بالأنيميا و709 آلاف بالسمنة و305 آلاف بالتقزم ، اتبع ذلك فحص 4.89 مليون مولود ضمن «مبادرة الاكتشاف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع» منذ سبتمبر 2019 وتم علاج 11.2 ألف طفل ، وتركيب سماعة ل9610 أطفال.

كما تم فحص 2 مليون سيدة حامل ضمن «مبادرة العناية بصحة الأم والجنين» منذ مارس 2020، وهى مبادرة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس «بي» وفيروس نقص المناعة البشرى ومرض الزهرى للسيدات الحوامل ومتابعة حالة الأم والمولود لمدة 42 يوماً من الولادة وتقديم العلاج وتم اكتشاف 188 حالة مصابة بالزهرى و2888 بفيروس بى و205 مصابة بفيروس نقص المناعة..

وتم فحص 25 مليون مواطن فوق سن 35 عاما فى مبادرة «متابعة وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي» منذ يونيو 2020، وتم اكتشاف إصابة 3.2 مليون بالاعتلال الكلوي، بالإضافة الى فحص 117 ألفاً ضمن «مبادرة الرئيس للكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد» وتم اكتشاف إصابة 1593 حالة وإعطاء الأدوية المثبطة الى 2180 حالات ، ومسح 740 ألف حالة من كبار السن ضمن «مبادرة الرئيس لرعاية كبار السن» وإحالة 34 ألفاً منهم لتلقى العلاج اللازم..

وتم إطلاق «مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثى الولادة» فى يوليو 2021 ،حيث فحصت حوالى 288 ألف طفل بعد الكشف عن 19 مرضًا وراثيًا للأطفال وهى الأمراض الأكثر انتشارًا بين حديثى الولادة وهى (قصور الغدة الدرقية الخلقي، تضخم الغدة الكظرية الخلقي، أنيميا الفول، التليف الكيسي، فرط شحميات الدم الوراثي، الفينيل كيتو نوريا، نقص رباعى هيدرو بيترين، حموضة الدم العضوية، ارتفاع حمض أيزو فاليريك بالدم، ارتفاع الحمض البروبيوني/الميثيل مالونى بالدم، مرض البول القيقبي، ارتفاع التيروزين فى الدم - النوع الأول، ارتفاع الجالاكتوز فى الدم، ارتفاع هومو سيستين بالبول، ارتفاع الأرجينين بالدم، ارتفاع السيترولين بالدم، نقص الأورنيثين ناقل الكربا مويل، أكسدة الأحماض الدهنية، نقص إنزيم البيو تينيداز)..

وأُطلقت بعد ذلك «مبادرة الرئيس لعلاج مرضى ضمور العضلات» بتوفير حقنة لكل طفل مريض بمرض ضمور العضلات الشوكى قيمتها أكثر من 40 مليون جنيه وبدأت المراكز الطبية فى علاج الأطفال حاليا ، حيث تم فحص 17.6 ألف طفل بالعيادات المُخصصة لذلك واكتشاف إصابة 934 حالة مصابة بالضمور العضلى ..

وفى الفترة الأخيرة أُطلقت «مبادرة الرئيس لفحص المقبلين على الزواج» والتى تتضمن: التوعية المجتمعية، فحص ما قبل الزواج، التشخيص والعلاج وتم تعميمها فى 313 مركزاً صحياً مخصصاً لهذه الفحوصات على مستوى الجمهورية وتشمل 12 فحصاً طبياً تبدأ بالكشف عن الأمراض غير السارية (السكر، ارتفاع ضغط الدم، السمنة)، وكذلك الكشف عن الأمراض المعدية (فيروس بي، فيروس سي، فيروس نقص المناعة البشري).

بالإضافة إلى إجراء تحاليل (فصيلة الدم، Rh ،هيموجلوبين)، وكذلك الأمراض الوراثية ومنها تحليل الثلاثيميا، وفقر الدم المنجلي.. وتمكنت المبادرة من فحص 284 ألف شخص إلى الآن تم اكتشاف إصابة 6079 بأمراض دم، و3935 بالفيروسات، و50 ألفاً بأمراض مزمنة، كما تم إجراء 1.703 مليون عملية جراحية مجاناً ضمن «مبادرة القضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الحرجة « منذ يوليو 2018 فى 11 تخصصاً، فى 391 مستشفياً حكومياً وخاصاً بتكلفة 15 مليار جنيه..

وقبل أيام تم إطلاق «المبادرة الرئاسية لعلاج أورام الرئة والقولون والبروستاتا وعنق الرحم» بعد الانتهاء من التجهيزات اللازمة للمبادرة وذلك ضمن خطة الوزارة للوقاية ومنع الإصابة بالأمراض بحسب تصريحات وزير الصحة مضيفاً: أن ذلك أهم من بناء المستشفيات، وذلك من خلال تعظيم دور العمل بوحدات الرعاية الأولية بجميع المحافظات ، لتوفير خدمات الفحص والكشف المبكر لملايين المصريين، وذلك فى خطوة حاسمة تهدف إلى الحد من عبء السرطان فى مصر وتحقيق نتائج صحية أفضل للجميع.