صورة موضوعية
صورة موضوعية


الصناعة والتجارة اهتمام لا يتوقف| «ابدأ» الإنتاج هو الحل.. 64 شراكة استثمارية مع 23 جهة أجنبية وإنهاء مشكلات 848 مصنعًا

مصطفى علي

الإثنين، 10 يوليه 2023 - 10:34 م

شهد قطاعا الصناعة والتجارة خلال السنوات الماضية تطوراً ملموساً منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية عام 2014، حيث أولت الحكومة المصرية بدعم وتوجيهات من القيادة السياسية اهتماماً غير مسبوق بتطوير القطاعات الصناعية وزيادة معدلات التصدير بإعتبارهما من ركائز الاقتصاد القومى وقاطرة التنمية الاقتصادية الشاملة فى مصر.. وتمتلك مصر كافة المقومات الصناعية التى تؤهلها للريادة إقليمياً وقارياً حيث تتوافر بها المواد الخام والكوادر البشرية المؤهلة ومصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، بالإضافة إلى سياسة الدولة الداعمة للقطاع الصناعى من خلال بيئة ملائمة وحزم تشريعية وإجرائية داعمة للاستثمار الصناعي، كما أن الحكومة لا تدخر جهداً للنهوض بالاقتصاد القومى وتنشيط القطاعات الإنتاجية والتصديرية لزيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى ومضاعفة صادراتها للأسواق الخارجية، وهو ما ينعكس فى القرارات التى تتخذها الدولة باستمرار للتيسير على جموع المستثمرين والمصنعين والشركات الناشئة.. كما حظى قطاع التصدير باهتمام كبير من الدولة وذلك لدوره المحورى فى منظومة التنمية الاقتصادية التى تتبناها الدولة وهو ما انعكس فى زيادة حجم الصادرات عاماً بعد عام، إذ بلغ إجمالى الصادرات المصرية غير البترولية فى عام 2014 حوالى 22.2 مليار دولار ارتفعت مع نهاية عام 2022 إلى 35.7 مليار دولار، محققة نسبة زيادة 60.8%. . وتعكس هذه المؤشرات الإيجابية قدرة القطاعات التصديرية المصرية على التعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية الحالية، كما أن نجاح الدولة فى تنفيذ برامج مساندة الصادرات ساهم فى الحفاظ على تنافسية المنتجات المصرية بمختلف الأسواق الخارجية، حيث تم صرف 56.5 مليار جنيه منذ منتصف 2014 وحتى نهاية يونيو 2023 لأكثر من 2700 شركة.

رغم أن عمر المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» مازال عدة شهور، إلا أنها تواصل دورها المهم فى تعزيز دور القطاع الخاص فى توطين الصناعة وتقليل الفجوة الاستيرادية وتأهيل العمالة المصرية وتذليل العقبات أمام المصانع المتعثرة. 

المبادرة تم إطلاقها بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال إفطار الأسرة المصرية فى إبريل 2022، ومنذ اليوم الأول لإطلاق المبادرة، وهى تعمل على ثلاثة محاور؛ وهى محور تكوين الشراكات الكبرى، ومحور دعم الصناعة، ومحور البحث والتدريب والتطوير.

◄ شراكات كبرى
وفيما يتعلق بمحور الشراكات الكبرى، نجحت المبادرة فى تكوين 64 شراكة استثمارية لإنشاء كيانات صناعية تشارك بها 23 شركة أجنبية من كبرى الشركات العالمية فى الصناعة ومن المتوقع أن تسهم تلك المشروعات فى تحقيق وفر فى الواردات وزيادة فى الصادرات بقيمة 16 مليار دولار.

كما تمكنت شركة ابدأ من توطين 23 صناعة جديدة لأول مرة في مصر تتمثل فى صناعة «الصودا آش-السيليكون فى قطاع البتروكيماويات-ضواغط التكييف والتبريد فى قطاع الأجهزة المنزلية وتصنيع التكييفات المركزية-المواسير الملحومة-صناعة الخامات الدوائية-مكونات محطات مياه الشرب والصرف الصحي».

وتمكنت ابدأ من تنفيذ وافتتاح 4 مشروعات بإجمالى وفر يتجاوز 500 مليون دولار. كما تمكنت المبادرة من تسهيل العديد من الإجراءات وتذليل الكثير من المعوقات للمشروعات والتى تمثلت أبرزها فى توفير أراض صناعية بإجمالى (170 ألف متر مربع) ووحدات صناعية بإجمالى (12 وحدة) بمختلف أنحاء الجمهورية.

وافتتحت «ابدأ» عددا من المشروعات مثل مصنع الوايلر للطلمبات حيث تم البدء فى إنتاج طلمبات المياه والتوريد للمشروعات القومية (مثل توشكى). كذلك مصنع الوايلر فريد للمحركات حيث تم بالفعل التوريد لمشروعات حياة كريمة. بالإضافة إلى مصنع مواسير UPVC  والذى تم توفير المواد الخام له من خلال مبادرة «ابدأ». كما تم افتتاح مشروع اللوادر الثقيلة بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع حيث تم إنتاج 16 لودر كمرحلة أولى.

◄ اقرأ أيضًا | الصناعة والتجارة اهتمام لا يتوقف| تسهيل منح التراخيص.. وإطلاق برنامج تعميق التصنيع المحلي

◄ افتتاحات عديدة
كما تم افتتاح مصنع الفوندى والكوتشى بمحافظة سوهاج والذي يعد المصنع الأول فى مصر والشرق الأوسط لتصنيع الفوندى والذى تم افتتاحه فى يناير الماضى بأيد عاملة من محافظة سوهاج، وجار أيضا العمل على توسعات بمصنع القاهرة وتم طلب خطوط إنتاج وجار توفير وحدات صناعية للمشروع من خلال مبادرة «ابدأ»، كما تم تدشين عدة مصانع مثل مصنع محركات وسائل النقل الخفيف والذى يعتبر أكبر مجمع لوسائل النقل الخفيف بمصر والشرق الأوسط وذلك بالتعاون مع 5 شركاء تكنولوجيين من الصين وإيطاليا، بالإضافة إلى مصنع لايت هاوس لمنتجات الإضاءة والذى نجحت المبادرة فى توفير وحدات صناعية له، ومصنع صمام أمان الغاز التركى حيث تمكنت المبادرة من جذب المستثمر التركى توراش، وهو من أكبر أربعة مصنعين لصمام أمان الغاز فى العالم، وكذلك شركة راجاميك حيث نجحت ابدأ فى تحويل المستورد إلى مُصنِّع من خلال تصنيع منتجات صناعات مغذية للأجهزة المنزلية لأول مرة فى مصر.

كما تم إطلاق الشركة المصرية للصودا آش فى يناير 2023، ويعد المشروع من المشروعات الاستراتيجية التى يتم توطينها لأول مرة فى مصر والذى سيوفر حوالى 500 مليون دولار سنوياً من الفاتورة الاستيرادية، وجار العمل على العديد من المشروعات مثل مشروع مدينة الخامات الدوائية والذى يعد الأول فى صناعة المواد الفعالة للدواء فى مصر، ومشروع نوفا لمكونات محطات المياه والصرف الصحى والذى يعد الأول فى مصر والشرق الأوسط، وكذلك مشروع الألواح الخشبية MDF والذى تم من خلاله الاستجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية بالاستفادة من أصول الدولة والتكامل مع الجهات المعنية حيث تم التواصل مع وزارة التموين لبحث سبل الشراكة والاستفادة من مصنع نجع حمادي التابع للوزارة. بالإضافة إلى شركة ابدأ الكيماوية بالمدينة الصناعية بجمصة.

وفي إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة، قامت شركة ابدأ بالتواصل مع شركة توتال إرين فرنسا عملاق الطاقة الفرنسية وأكبر خبير تكنولوجى في العالم فى مجال الهيدروجين الأخضر. كما شرعت «ابدأ» فى التفاوض مع شركات إنارة وأبوقير للأسمدة كمساهمين مشاركين فى المشروع.

◄ دعم الصناعة
وفيما يتعلق بمحور دعم الصناعة، نجحت ابدأ فى حل وإنهاء مشكلات 848 مصنعا، سواء بالنسبة للمصانع الواردة على موقع المبادرة أو تلك المتواجدة فى المناطق الصناعية على مستوى الجمهورية.

وفيما يرتبط بمحور التدريب والبحث والتطوير، أطلقت ابدأ العديد من المبادرات التى استهدفت التدريب والتمكين الاقتصادى للمتدربين، مثل مبادرة «ابدأ حياة» بالشراكة مع مؤسسة حياة كريمة والتى تم تنفيذها بمحافظتى سوهاج والغربية، ومبادرة «معدتك شركتك» بالشراكة مع شركة بيكو للمعدات الثقيلة، كما تم تصميم برنامج تدريبى للمستوى الإدارى بالمصانع بالشراكة مع شركة شل مصر والأكاديمية الوطنية للتدريب، وجار التنسيق مع الشركاء لتنفيذ المرحلة الأولى لعدد (26) متدربا.

◄ عيد العمال
كما شاركت المبادرة فى احتفالية «عيد العمال» الأخيرة التى أقيمت بمحافظة «الشرقية»، وساهمت الشراكات التى عقدتها «ابدأ» فى توفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وذلك من خلال التوسع فى صناعات قائمة، وتوطين  صناعات أخرى حديثة لإحلال الواردات وتقليل الفاتورة الاستيرادية ليصل إجمالى عدد فرص العمل لأكثر من 3000 فرصة عمل بمجالات الصناعة المختلفة.

وتم افتتاح أحد أهم هذه المشروعات الكبرى هو مصنع «حوا لمحركات النقل الخفيف»، والذى يهدف إلى توطين صناعة محركات وسائل النقل الخفيف من خلال إنتاج وتصنيع المحركات الخاصة بالدراجات النارية والتروسيكلات (2-3 عجلات) بقدرات تتراوح من 200 إلى 250 سى سى  ب 5 موديلات مختلفة، وذلك بتكلفة استثمارية تصل إلى 10 ملايين دولار، وطاقة إنتاجية تُقدر بـ 400 ألف محرك سنويًا.

وفيما يتعلق بتقنين أوضاع المصانع وافتتاح توسعات وخطوط إنتاج جديدة، وفى إطار محور «دعم الصناعة» تلقى فريق محور دعم الصناعة بمبادرة «ابدأ»  أكثر من 1692 طلبا  للدعم حتى الآن، حيث تم دعم 789 مصنعا قائما، و497 مستثمرا جديدا، وجاء  ضمن المصانع التى تم دعمها المصانع التى تم افتتاحها بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية حيث تم افتتاح  4 مصانع مختلفة وهى: مصنع «تكس نور»، ومصنع «سويتانا»، ومصنع « ابدأ لتصنيع قطاعات الـ UPVC»، ومصنع «فيوتك» والذى يهدف  إلى تصنيع وإنتاج  المستلزمات والمنتجات الكهربائية المرتبطة بصناعة الليد (لمبات ليد وكشافات)، وذلك لتعميق التصنيع المحلى باستخدام تقنيات التصميم الحديثة والأبحاث المتطورة المرتبطة بهذا المجال الهام، من خلال طرح معدات إضاءة ذكية عالية الكفاءة وطويلة العمر تتوافر بها معايير الإضاءة الخضراء، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون كشاف، و5 ملايين لمبة طولية سنويًا، وبتكلفة استثمارية تبلغ حوالى  500 مليون جنيه مصري.

أما مصنع «ابدأ لتصنيع قطاعات الـ «UPVC» فإنه يهدف إلى تصنيع قطاعات الـ UPVC لاستخدامها فى صناعة الأبواب والشبابيك بدلًا من الألوميتال، بتكلفة استثمارية حوالى 70 مليون جنيه، لتصل طاقته الإنتاجية فى المرحلة الأولى إلى532 طنا، ومن المستهدف الوصول إلى 5٫000 طن، مما يقلل فى الفاتورة الاستيرادية بأكثر من 13 مليون دولار.

أما مصنع تكس نور للصباغة والطباعة والتجهيزات فهو مصنع متخصص فى صناعة تجهيز وطباعة وصباغة الأقمشة، يتضمن حوالى 19 خط إنتاج، لتصنيع وإنتاج 7 أنواع مختلفة من الأقمشة المصبوغة والمطبوعة، بطاقة إنتاجية تُقدر بحوالى 34 طن قماش يوميًا، ومن المتوقع أن يصل للطاقة الإنتاجية القصوى له خلال الربع الأول من عام 2024.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة