الشيخ محمد حسن قاعود
الشيخ محمد حسن قاعود


في ذكرى الهجرة| حب الوطن والوفاء والأمانة من قيم الرحلة النبوية

نادية زين العابدين

الخميس، 13 يوليه 2023 - 04:28 م

عندما يطل علينا العام الهجرى الجديد نستحضر ذكرى الهجرة النبوية، ذلك الحدث التاريخى العظيم الذى أذن الله فيه لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة الى المدينة المنورة، بعد أن بقى فيها ثلاثة عشر عاما صابرا ومحتسبا يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والخلق العظيم وإرشادهم إلى قيم الخير. 

وفي السطور القادمة نتعرف على بعض هذه القيم من هذا الحدث العظيم يقول الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف: فى الهجرة النبوية المشرفة ظهرت أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم وقمه إمامته وحُسن معاملته للناس والوفاء معهم مهما كان دينهم، فقد أوكل صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا على رضى الله عنه أن يرد الأمانات التى كانت عنده إلى أصحابها من أهل مكة ولم ينسه هذا الظرف قيم الوفاء والأمانة ولم يسمح باستباحة هذه الأمانات وخيانة أصحابها قال تعالى:«وإنك لعلى خلق عظيم»، وقال صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك)، وفى هذا أعظم درس للمتطرفين الذين يبررون سرقة الأموال والأعراض بحجج لا تقرها الا النفوس الضعيفة. 

ويضيف: من القيم المضيئة فى حادث الهجرة حب الوطن فحب الوطن فطرة فى داخل الإنسان يجرى فى دمه وقلبه ولوكان الوطن كثبانا من رمل فى صحراء قاحلة يقول الامام الغزالى رحمه الله (والبشر يألفون أرضهم على ما بها ولو كانت قفرا موحشا)، فالوطن ذكريات لا تنسى فيه الأجداد والآباء والأبناء والأهل والأصحاب، وقد ضرب النبى أروع الأمثلة فى حب الوطن، فمنذ بداية بعثته صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحى عليه وورقة بن نوفل يفسر له ذلك حين قال: ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال صلى الله عليه وسلم: أو مخرجى هم ؟قال نعم لم يأت نبى بمثل ما جئت الا وقد يخرجه قومه وقوله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجى هم؟ استفهام استنكارى على وجه التألم والتفجع، وأيضا فى ليلة الهجرة وقف على مشارف مكة يودع أهلها وبيوتها وجبالها يستعيد الذكريات والمواقف قائلا: (والله ليعلم إنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى نفسى  ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت)، وقد طيب الله خاطره ووعده أن يعيده إليها قال تعالى: «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد وقد نزلت هذه الآية تسكينا لحزنه على فراق وطنه» .

◄ اقرأ أيضًا | الجامع الأزهر: ترتيب الأولويات ضرورة لتنظيم حياة المسلم واستثمار وقته

ويشير إلى أن المسلم مطالب بأن يترجم هذا الحب الى عمل وكفاح من أجل أن يبقى بلده فى الصدارة متميزا فى كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ويؤكد أن من قيم الهجرة أيضا اليقين بالله والتوكل عليه والأمل  فى أن بعد العسر يسرا وبعد الكرب الفرج، وهذا ما تحقق أيضا فى الهجرة فها هو أبوبكر الصديق رضى الله عنه يقول: نظرت إلى اقدام المشركين فوق رؤوسنا ونحن فى الغار فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، فمن أحسن الظن بالله تعالى وجد أثر ذلك فى راحة القلب وذهاب الهم. 
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة