الخميس، 13 يوليه 2023 - 06:18 م

هل يمكن أن نستيقظ يوما على انتهاء أزمة القضية الفلسطينية، هل يمكن أن نرى تلك اللحظة حتى لو عبر فيلم سينمائى يلهمنا بهذا المشهد فى المستقبل القريب، أو أغنية تشجينا بعودة القدس عربية خالصة.

أنا لست متشائما، فقد علمتني السينما التفاؤل، شاهدت عشرات الأفلام التى ألهمتنا لحظات تحرر الأوطان والشعوب، ليس فقط من الاستعمار، ولكن بلحظات ندم للغزاة، فالحياة لا تعترف سوى بالحرية والحق.

المشهد الذى أحلم به ليس مستحيلا، فمن قلب الخيال يولد الواقع، هكذا علمنا التاريخ، وما نراه اليوم على أرض فلسطين سوف ينتهى ويتلاشى ..، فقد وصلنا للحظة فارقة فى الصراع، وحان الوقت لفك العقدة التى ينتظرها الجميع حتى لو تأخرت النهاية.

التصور الإنساني لمستقبل المشهد أن تؤدى كافة السيناريوهات إلى حياة مستقلة ومستقرة وآمنة لكافة أطياف البشر، أن يعيش الجميع فى سلام.. يسترد المواطن الفلسطينى كيانه وأرضه وأنفاسه وأن يغزل حياته الجديدة ويبدع فيها أطفالا وشيوخا، متخلصا من قيود أسره لعقود، أن ترتفع أصوات المآذن وأجراس الكنائس فى سيمفونية واحدة.. وتهدأ أطماع الطرف الآخر، متخليا عن سياسة العنصرية واغتصاب الحقوق مستوعبا الدرس الكبير الذى لاقاه كل الذين احتلوا واستعمروا شعوبا أخرى، ولم يستطيعوا الصمود أمام انتفاضات مشروعة من أجل الحياة .

فهل تتذكرون الاحتلال الفرنسى للجزائر الذى استمر ١٣٢ عاما، انتهى وعرف الشعب الجزائرى استقلاله، وطوال الوقت كانت السينما الجزائرية كاشفة المفاهيم المغلوطة التى روجتها فرنسا وزرعت الأمل فى نفوس الأجيال وأن التحرير قادم. هل تتذكرون سنوات الحماية الفرنسية على المغرب التى استمرت ٤٤عاما، تلاشت ًوعاشت المغرب لشعبها.

نعم المستقبل لا يؤمن بفرضية الاحتلال مهما طال عمره، بل يؤمن بالخلاص من القهر والظلم والاستبداد. الأمر فقط فى انتظار مخرجين يؤسسون لتلك الواقعية الجديدة التى ننشدها بصورة تمزج بين الإنسانية والخيال وتتخذ عقيدة الأمل أسلوبا ومنهجا، وسيناريو يسير على خطى البهجة.. مخرجين ينتصرون للحياة وللعدل، يقدمون النهاية الطبيعية للمشهد المنتظر ويشعر الجميع أن ما كان يسعى إليه الاحتلال بالقضاء على عدالة قضية لم يكن من الواقع ولا الخيال فى شىء، بل مجرد أوهام قد امتد عمرها سنوات، ومحاها الزمن.