صورة موضوعية
صورة موضوعية


احترسوا: «الباباز» ليس بديلًا للمانجو

إيمان طعيمه

الجمعة، 14 يوليه 2023 - 02:32 م

على غير العادة انتشرت فاكهة الباباز أو البابايا هذا العام عند بائعى الفاكهة بشكل ملحوظ، الأمر الذى جعل بعض المستهلكين يتساءلون عن هذا النوع الذى لم يعتادوا رؤيته، اعتقادًا بأنه نوع جديد من المانجو، خاصة أنه يوجد تشابه بينهما فى اللون والشكل. ما الأمر وهل يمكن أن يكون الباباز بديلا للمانجو بعد فقد كمية كبيرة من المحصول بسبب العواصف الترابية؟! هذا ما تطرقت إليه «آخرساعة» فى هذا التحقيق.

◄ بائعو الفاكهة: الطلب الأكثر على الباباز من محلات العصير

◄ خبير المحاصيل: توعية المستهلك تحميه من غش التجار

◄ فقد كبير فى محصول المانجو بسبب التغيرات المناخية

◄ سعر كيلو الباباز يصل لـ30 جنيهاً والمانجو لـ60

تحدثنا مع أبو زيد أحمد، أحد بائعى الفواكه، عن سبب انتشار فاكهة الباباز فى الأسواق هذا العام، وأكد أن هذه الباباز من الفواكه الموسمية التى تطرح لمدة 4 أشهر فقط خلال العام الواحد، ويبدأ الموسم الخاص بها منذ شهر مايو وحتى سبتمبر وتشتهر باختلاف كمية المحصول سنويا وهذا العام تتوافر بكمية كبيرة ما جعلها تنتشر بالأسواق بشكل ملحوظ عن قبل وبسعر يناسب مختلف الفئات، حيث يتراوح سعر الكيلو من 20- 30 جنيها، مشيرا إلى أن لها «زبونها الخاص» الذى يفضل تناولها كعلاج للسكر أو الضغط نظرا لفوائدها العديدة، لكن لا يفضل المستهلكون تناولها كبديل للمانجو، وإنما يزداد الطلب عليها من قبل محلات العصائر الذين يصنعون منها عصائر تشبه المانجو أو عن طريق مزجها مع المانجو الطبيعية لزيادة كمية العصير.

وتابع: فاكهة الباباز تشبه إلى حد كبير الشكل الخارجى للمانجو لكن بحجم أكبر وعند إضافتها للعصير لا يظهر به أى اختلاف فى الطعم بل على العكس فإنها تمنحه لوناً مميزاً وقواماً أثقل، خاصة عند نضجها بشكل تام يتشابه مذاقها مع المانجو إلى حد قريب، وسعرها أرخص من أنواع المانجو المختلفة المطروحة بالأسواق هذا العام، فكيلو المانجو العويس يتراوح بين 50 و60 جنيها، والمانجو الهندى بـ40 جنيهاً والفونس بـ30 جنيها والفص بـ50 جنيها، منوها إلى أن العاصفة الترابية السابقة أدت إلى تساقط كميات كبيرة من المانجو من على الأشجار مما تسبب فى قلة المحصول وارتفاع الأسعار.

فيما قال بائع فاكهة آخر بمنطقة وسط البلد، يدعى إبراهيم، إن فاكهة الباباز متوفرة كل عام لكنها لم تكن معروفة لدى كثير من الناس، وهى فاكهة موسمية يتحدد سعرها حسب توافرها بالأسواق، ويوجد منها نوعان الأخضر ويستخدم غالبا فى أغراض العلاج، والأصفر ويطلق عليه «منجاوي» لأنه يشبه المانجو بنسبة كبيرة ومذاقه مقبول إلى حد ما.

◄ اقرأ أيضًا | أسهل طريقة لعمل آيس كريم المانجو

■ د. عزت شمس

◄ بديل لعصير المانجو
من جانبه، يوضح الدكتور عزت شمس، أخصائى المحاصيل البستانية بالإدارة المركزية للبساتين بوزارة الزراعة، أن الباباز من الفواكه التى لا تتمتع بمذاق محدد يجعلها منفردة بذاتها، ولابد من مزجها بإضافات أخرى لإكسابها نكهة جيدة تسمح بتناولها، لذا فهى لا تجد شعبية كبيرة فى السوق من ناحية ومن ناحية أخرى لأن تجار العصائر هم الأكثر استخداما واحتكارا لها كونها تساعد على توفير المزيد من السعر مقابل تقديم كمية وفيرة من العصائر الطبيعية، حيث يمكن خلطه مع عصير المانجو، أو تحليته وإضافة بعض المحليات العطرية الأخرى التى تكسبه طعماً جيداً.

وعن سبب انتشارها فى الأسواق، قال إن هناك بعض التجار من معدومى الضمير يقومون ببيعها للمواطنين - الذين لم يتوافر لديهم الوعى الكافى بأنواع الفاكهة - على أنها مانجو أو بديل لها، خاصة أنه من المتوقع أن تكون نسبة الفقد فى المانجو هذا العام كبيرة وتحديدًا فى الأصناف الهندية والبلدية المتمثلة فى العويس والسكرى والزبدية والهندى بصنارة وهى الأصناف الأكثر طلبا بين المصريين، أما الأصناف الأخرى مثل الكيت والنعومى فهى الأقل ضررًا وذلك لأن ارتفاع الأشجار لا يتعدى من 2 إلى 2.5 متر، بالتالى لا تؤثر فيها الرياح بقوة فضلا عن توافر مصدات رياح بمنطقة زراعتها.

وأشار إلى أن الغش لم يتوقف على بيع الباباز فقط كبديل للمانجو أو عصيرها وإنما هناك أساليب أخرى للغش فى بيع المانجو نفسه، فبعد تسبب التغيرات المناخية والعواصف الترابية فى إسقاط الكثير من الثمار قبل نضجها بالإضافة لظاهرة تبادل الحمل التى جعلت المحصول أقل من العام السابق، هذا جعل بعض التجار يجمعون هذه الثمار غير الناضجة وإجراء عملية «كمر حراري» لها فى الرمل مع إضافة نوع من غاز الإنبات لها للتسريع من عملية النضج ثم طرحها فى الأسواق لبيعها بسعر أقل، لكن ذلك يمثل خطورة شديدة على الصحة، لذا يجب توعية المواطنين بأن أفضل وقت لنضج الكامل للمانجو وشرائها بجودة عالية وتناولها بأمان يبدأ من منتصف شهر يوليو حتى منتصف أغسطس، أما قبل ذلك فلا تتمتع المانجو بأى مذاق أو فائدة صحية وعلى العكس يكون الضرر أكبر.

وأضاف شمس: أن الأسواق تشهد حالة من الترقب والترصد لكمية الفقد بمحصول المانجو والذى قد يؤثر بالسلب على أسعار البيع والشراء وأيضا على كمية الصادرات للخارج، خاصة أن مصر تنتج كميات وفيرة من المانجو يسمح لها بالتصدير للخارج. فخلال السنة الماضية تم تصدير ما يزيد عن 60 ألف طن منها 70% لدول الخليج فقط، والكميات الأخرى تم تصديرها لبعض أسواق أوروبا وتركيا والسويد وغيرها من الدول الأخرى. ووفقا لأحدث الإحصائيات لعام 2021 يصل إنتاج مصر من المانجو إلى مليون و300 ألف طن.

◄ نصائح للمزارعين
وقدّم نصائح بسيطة للمزارعين لتفادى خطورة التقلبات المناخية فى السنوات القادمة، مؤكدًا أن فترة التزهير وعقد الثمار هى أهم فترة يجب أن تتم فيها الموازنة فى الري، والاهتمام بالأسمدة والتغذية المناسبة بحيث تحتوى على عنصر البوتاسيوم والكالسيوم والزنك والحديد والمنجنيز والنحاس من خلال إضافتها رشًا على الأوراق أو عن طريق سماد التربة أثناء الري، كما يجب اتباع عملية التقليم وإزالة الفروع المتزاحمة لتجنب نمو الفطريات للشجرة، مع ضرورة توفير مصدات الرياح لتقليل الأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية قدر الإمكان.

■ د. رشا مصطفى حسن

◄ فوائد وأضرار
فيما أوضحت الدكتورة رشا مصطفى حسن، الحاصلة على درجة الدكتوراه فى الكيمياء الحيوية والتغذية العلاجية من جامعة عين شمس، أن الباباز فاكهة استوائية حلوة المذاق ويكون لونها أخضر من الخارج وهى غير ناضجة وتتحول للون البرتقالي عند النضوج كما يكون ملمسها ناعماً، ومن الداخل يكون لونها برتقالياً أو أحمر وهى كاملة النضج.

وتتمثل القيمة الغذائية للباباز فى احتوائها على الكثير من الألياف، والتى تساعد فى تحسين أداء الجهاز الهضمي، والوقاية من الإمساك وتقليل الانتفاخ والغازات ولذلك يفضل شرب الكثير من المياه معها، كما أن الألياف تساعد على ضبط معدلات سكر الدم وخاصة فى النوع الأول من مرض السكري، لذلك تعد البابايا خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يرغبون فى خسارة الوزن الزائد، خاصة عند تناولها كوجبة خفيفة بين الوجبات وذلك لسعراتها المنخفضة ولاحتوائها المرتفع على الألياف.

كما تحتوى أيضا على محتوى مرتفع من فيتامين (أ) الذى يعمل على الحفاظ على صحة الجلد والشعر والأظافر لذلك تستعمل بعض المواد المستخلصة منها فى علاج المناطق المصابة بحب الشباب من البشرة، ويدخل أيضا فى تركيبات علاج الشعر والتجميل، فضلا عن أنه يساعد على حماية العين من بعض الأمراض، وكذلك تزيد من كفاءة عمل جهاز المناعة، هذا بالإضافة لمحتواها العالى من فيتامين (سى) والذى يساعد فى تحسين المناعة والحماية من أمراض القلب، ومحاربة الشوارد الحرة ومقاومة السرطان.

ورغم كل هذه الفوائد، فإنه لابد من الاعتدال فى تناول الباباز لأن الإكثار منه قد يودى لمشاكل صحية، حيث إنه يزيد من تقلصات الرحم، لذا يفضل تجنبه تمامًا خلال الشهور الأولى من الحمل، حتى لا يتسبب فى الإجهاض، كما أنه قد يسبب حساسية لدى بعض الأشخاص، ويمكن أن يسبب تناول كمية كبيرة من البذور الدقيقة الموجودة داخل ثمار البابايا إلى حدوث التسمم ومن الممكن أن يؤدى إلى الشلل المؤقت وتنميل الأعصاب.

وتتداخل فاكهة البابايا أيضا مع بعض الأدوية الخافضة للسكر فى الدم وقد تقلل من فاعلية الأدوية المستخدمة لذلك لابد من استشارة الطبيب قبل تناول البابايا إذا كنت مصاباً بمرض السكر. وأشارت إلى أن خواصه تختلف عن المانجو تمامًا ويتشابه فقط فى محتوى فيتامين C وA، لكن أضراره تزداد بشكل كبير عن المانجو التى قد تتسبب فقط فى الإصابة بالأملاح أو الحساسية عند الإفراط فى تناولها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة