د ممدوح سالم
د ممدوح سالم


عام جديد

خواطر فى رأس السنة الهجرية

الأخبار

الثلاثاء، 18 يوليه 2023 - 07:29 م

«وضعت التقويمات الفلكيّة لضبط الزمن وتقييد مواعيده وتطويعه للحساب الذى تجرى عليه الشهور والسنون، ولا بد أن تجرى عليه الأحقاب والدهور!

ثم يأبى الزمن إلا أن يلقى عبرته على كل معتبر، ويأبى إلا أن تكون التقويمات نفسها مظهرًا لهذه العبرة الخالدة التى لا خلود لعبرة سواها.

وعبرته الدائمة ألا دوام!

وكذلك تحدثنا التقويمات التى وضعت «لضبط» الزمن المغير المتغير، وتقييده بوتد وإلجامه بلجام؛ فما من تقويم من تلك التقويمات الفلكية بقى اليوم على الحساب الذى وضع عليه.

ومن شاء تمام العبرة فتمامها العجيب أن التقويم الذى بقى كما كان يوم وضعه هو التقويم الذى يقال إنه غير صالح للبقاء، لأنه لا يصلح لحساب أعمال المعيشة ومواسم الزرع والحصاد.

وذلك هو تقويم السنة الهجرية!

فمنذ وضع هذا التقويم لم يتغير له نظام، وقد تغير بعده نظام كل تقويم قديم.)

هذه المقدمة البديعة للعقاد من مقال عنوانه (خواطر فى رأس السنة الهجرية) من كتابه الموسوعى (الإسلام دعوة عالمية) _الهيئة المصرية العامة للكتاب. وهو مقال طويل يعرض فيه لتأملاته حول التقويم الهجرى الذى ظل فى أمان من التعديل والتغيير من بين التقويمات العالمية المختلفة، ويبرر لذلك الأمان بقوله « فالسنة الهجرية تأمن اليوم التعديل والتبديل لأنها سنة روحية لا ترتبط بمواسم المعيشة وأوقات الدواوين.

فالناس لا يرتقبون اليوم ربيعا الأول وربيعا الثاني، لأنهما موسم الربيع، ولا يرتقبون جمادى الأولى والثانية لأنهما موسم القر الذى يجمد فيه الماء، ولا يرتقبون رمضان لأنه يجيء بالرمضاء، أو شوالا لأنه شهر تشيل فيه الإبل، أو تشال فيه الخيام.

كلا، بل هم يرتقبون شهرها التاسع لأنه شهر الصيام، ويرتقبون شهرها العاشر لأنهم يحجون فيه ويعيدون فيه عيدهم الأكبر (يقصد أشهر الحج)
ويختم بقوله « وقد اعتصمت التقاويم بضرورات المعاش فلم تعصمها من التعديل والتبديل بين جيل وجيل، فإذا بقيت السنة الهجرية بغير تعديل ولا تبديل فلعلها تذكر الناس من جيل إلى جيل أن الفلك الروحانى أثبت من أفلاك الأجساد والأموال»

وفى الختام أقول: كل عام أنتم بخير وسلام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة