صورة أرشيفية للحافلة التى كانت تقل زوار دير الأنبا صامويل واستهدفها المتهمون عام 2017
صورة أرشيفية للحافلة التى كانت تقل زوار دير الأنبا صامويل واستهدفها المتهمون عام 2017


أرادوا خراب مصر ودمار شعبها.. واتخذوا من الجهاد ذريعة لقتل الأبرياء

«الأخبار» تنشر حيثيات إعدام المتهمين بـ «خلية المنيا الإرهابية»

إسلام دياب

الثلاثاء، 18 يوليه 2023 - 07:41 م

أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها بالإعدام لـ 4 إرهابيين بقضية خلية المنيا الإرهابية، والسجن المشدد 15 سنة لـ 5 آخرين، والسجن 3 سنوات لمتهمة وإدراج المتهمين وكيان داعش على قوائم الإرهابيين، وحل الجماعة الإرهابية، وإغلاق مقارها فى الداخل والخارج.

◄ المتهمون جاهدوا بالسلاح والمتهمات جاهدن بالنكاح

وتنفرد «الأخبار» بنشر حيثيات الحكم التي صدرت برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينـي، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا ومحمود زيدان، وحضور حسين عامـر وكيل النيابة، وأمانة سر ممدوح عبد الرشيد.

أكدت المحكمة إن الله أمرنا بعبادته والجهاد فى سبيله، ولكنه شدد على أن يكون ذلك عن علم وتدبر، ونية خالصة لله، وبعد الوقوف الصحيح على أحكام ما أمر الله به وما نهى عنه، حتى لا يٌترك المجال لكل من تسول له نفسه أن يعيث فى الأرض فساداً ويدعى أن ذلك جهاد، ولكن كان درب المتهمين الذين اتخذوا من لفظ الجهاد فى سبيل الله ذريعة لقتل الابرياء بزعم كفرهم.

◄ مجرد أدوات
وأضافت المحكمة أن المتهمين كانوا مجرد أدوات فى أيدى من أرادوا خراب هذه الأمة ودمار شعبها، وراحوا يُقتِلون حراسها والقائمين على أمنها وحفظ النظام بها من رجال القوات المسلحة والشرطة، حتى تشيع الفوضى فى ربوعها، ويستهدفون أبناء الطائفة المسيحية ليشعلوا نار الفتنة بين أبنائها، وسخروا لذلك الضالين من أهلها ليكونوا يدهم التى يُبطشون بها، بعد أن ملكوا عقولهم حتى باتت عقيدتهم الراسخة أن كلا من رجال الجيش والشرطة والأقباط المصريين هم جميعاً مرتدون وجزاؤهم القتل، وأحلوا ما حرم الله، وأفشوا الفسق والرذيلة بينهم.

وأضافت حيثيات الحكم أن الغفلة غشت عقول المتهمين فظنوا أنهم ومن يتبعون جماعة داعش حماة الدين، وأنهم على الحق المبين، فترك الرجال معيشتهم وبيوتهم وفزعوا للعيش فى الصحراء مطاردين مشردين، وعن وطنهم مُغرَبين، حيث تسللوا عبر الحدود الجنوبية ليستقروا فيها، وأتبعتهم المتهمات من النساء أصحاب ذات الفكر والعقيدة، فسافرن إليهم متسللين عبر الحدود الجنوبية حتى وصلوا مستقرهم وتزوجن منهم ليُعينوهم على عيش المجاهدين، وبذلك يكون المتهمون من الرجال قد جاهدوا بالسلاح وتكون المتهمات من النساء -عدا التاسعة والعاشرةـ قد جاهدن بالنكاح.
أشارت المحكمة إلى أن من العمليات التى اضطلع أعضاء هذه المجموعة بتنفيذها استهداف حافلتين يستقلهما مجموعة من أبناء الطائفة المسيحيين حال خروجهم من دير الأنبا صومائيل بمركز العدوة بمحافظة المنيا، وذلك بعد أن اضطلعت مجموعة الرصد برصد زائرى الدير وتحديد أماكن ومواقيت الذهاب والرواح.

وأكدت الحيثيات أن الإرهابى الأول عزت محمد حسن حسين وشهرته «عزت الاحمر» والذى يتخذ اسماً حركياً «أبو محمد» قد اقتنع بأفكار تنظيم داعش القائمة على تكفير الحاكم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية ووجوب الخروج عليه وضم إليه عناصر تعتنق ذات أفكار التنظيم وسبق لهم المشاركة فى حقول الجهاد بسوريا وشمال سيناء، وقد قسم أعضاء تلك الجماعة إلى مجموعات:- الأولى يضطلع أعضاؤها برصد وجمع المعلومات عن الأهداف التى يجرى استهدافها، ومجموعة أخرى لتصنيع العبوات المفرقعة، وثالثة لتأمين المعسكرات، ورابعة لتنفيذ العمليات العدائية فى مواجهة الاهداف التى يتم رصدها، وقد اضطلع بإعداد عناصر تلك المجموعة فكرياً من خلال إمدادهم بكتب ومطبوعات تكفيرية لترسيخ فكر تنظيم داعش لديهم وكذا إمدادهم بمقاطع وإصدارات إليكترونية لترسيخ عقيدة القتال لديهم وذلك من خلال عقد لقاءات بهم.

◄ تضييق الخناق
وأكدت الحيثيات أنه لما كان الأمن المصرى قد ضيق الخناق على المتهمين الأربعة الأُول ومن معهم من الخارجين على القانون، وقام بمطاردتهم فى أماكن اختبائهم بالصحراء مما حدا بهم (المتهمون الأول والثانى والثالث والرابع) بالتسلل عبر الحدود الجنوبية للبلاد بطريق غير مشروع، حيث تسللوا إلى دولة السودان عبر الدروب الصحراوية دون المرور بالمنافذ الشرعية للبلاد، واستقروا هناك وكانوا من حين إلى آخر يخرجون لارتكاب جرائمهم فى جمهورية مصر العربية ودولة ليبيا، التى يسمونها (بالجهاد فى سبيل الله)، وزيادة فى الإمعان على الاستقرار بدولة السودان، راحوا يطلبون الزواج من زوجاتٍ مصرياتٍ، وهنا تجلى دور نجلاء محمود عفيفى حسين (المتهمة السادسة)، والتى سعت بالبحث لاختيار الزوجات المصريات بالمواصفات التى تتفق وتوافق على الزواج من هؤلاء، وترضى عيشتهم المهددة المشتتة المُطارَدة، فليس أفضل ممن ينتمون إلى نفس الفكر وذات العقيدة «ممن ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا»، فكانت البداية بتعرفها على المتهمة الخامسة ياسمين أحمد صبحي، والتى كانت تلتقيها مصادفة بسجن العقرب ، حيث كانت المتهمة الخامسة تزور والدها المحبوس على ذمة اتهامه بالانضمام إلى جماعة أنصار بيت المقدس، بينما كانت المتهمة السادسة فى زيارة زوجها المحبوس على ذمة قضية سياسية (ولها أيضاً ولدان محبوسان على ذمة اتهام انضمام لداعش)، وبدأت العلاقة بينهما تتطور فى الحديث عن الأمور الحياتية بما فى ذلك خلافاتها الزوجية ــ التى انتهت لاحقاً بالطلاق، وكانت المتهمة نجلاء عفيفى تسدى لها النصح والإرشاد، وتطرق الحديث بينهما عن الوضع القائم فى البلاد والتى وصفته نجلاء عفيفى بأنه لا يطبق الشريعة الإسلامية، ويسمح بعرض المسلسلات والعري، وأن الانتخابات والديمقراطية حرام شرعاً لأن الله سبحانه وتعالى هو مصدر السلطات وليس البشر.

◄ أفكار متطرفة
وعقب طلاق المتهمة الخامسة من زوجها بدأت نجلاء عفيفى تحدثها عن أفكار جماعة الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وتحاول أن تقنعها بأفكارهم و توصفهم لها بأنهم موحدون بالله وملتزمون بتعاليمه وأنهم على المنهج الصحيح ولابد للشباب جميعاً أن يحذوا حذوهم، كما كانت تنشر على حسابها على الفيس بوك المسمى «أم حسن سبانخ» بوستات تتضمن تلك الأفكار.

ورشحت لها المتهمة نجلاء زوجاً وصفته بأنه ملتزم دينياً وسيرعى لها ابنها ــ من زواجها الأول ــ وأنه يقيم فى مدينة أسوان، وأخبرتها بأنها حتى فى حالة رفض أهلها السفر فإنها لا تعير أى اهتمامٍ لذلك لأن ولايتها أصبحت بيدها فلا حاجة لموافقة أهلها على الزواج كونها (ثيب) سبق لها الزواج من قبل، وأخبرتها أيضاً بأنها سيرافقها فى السفر فتاتان أخريان للزواج فى أسوان أيضاً، وأن ذلك بمثابة الخروج فى سبيل الله، ثم أضافتها فى جروب على التليجرام يضم هذه المجموعة التى تنتوى السفر، فتعرفت من خلال ذلك الجروب على أسماء عبد الباسط (المتهمة الثامنة)، وهى من مدينة بنى سويف ولها شقيق يدعى حذيفة محبوس على ذمة إحدى القضايا، وكانت ستسافر إلى أسوان للزواج من صديق شقيقها حذيفة ويدعى محمود شعبان (المتهم الثالث) كوصية شقيقها قبل موته فى قصف أمنى فى الصحراء، حيث أوصى بأن تتزوج شقيقته أسماء من صديقه محمود شعبان، أما الثانية فكانت آية حسين أبو السعود (المتهمة السابعة)، وهى من مدينة بنى سويف أيضاً ولم يسبق لهما الزواج. وبدأن يتبادلن على هذا الجروب أفكار التنظيم (الدولة الإسلامية فى العراق والشام داعش)، حتى طرحت عليهن نجلاء (المتهمة السادسة) فكرة «الخروج» ومعناها أنهن يهاجرن فى سبيل الله وينتقلن للعيش مع المجاهدين ويتزوجن منهم، بدعوى ابتغاء مرضات الله حينما يتوجهن إلى مكان يحمل قاطنوه نفس الفكر.
رحلة للسودان

فسافرن على هذا الأساس، وبدون علم أهل المتهمتين السابعة والثامنة، حيث حضرا والمتهمة السادسة نجلاء إلى بيت المتهمة الخامسة بمدينة العبور وكان ذلك فى حضور والدتها المتهمة التاسعة فاطمة حمدى محمد رفاعي، التى استقبلتهن وساعدتهن فى استقلال الحافلة التى تقلهن إلى محطة القطار للسفر لأسوان بعد قضاء ليلةٍ عندها.

وتوجهوا جميعاً إلى مدينة كوم امبو بأسوان مستقلين القطار المؤدى لذلك، وعند وصولهم فوجئوا بأن الأزواج يقيمون فى السودان، فسافروا إليهم بواسطة إحدى السيارات نصف النقل عبر الدروب الصحراوية فى رحلة استغرقت ثلاث ليالٍ (أربعة أيام) بمعرفة دليل يدعى «حميدتي»، وقبل بدء الرحلة قام السائق ويدعى «أحمد» بتغيير لوحات السيارة المعدنية، وظلوا هكذا يبيتون فى الصحراء تارة ويسيرون فى دروبها تارة أخرى، حتى وصلوا لقرية بربر السودانية، ومنها إلى مدينة الخرطوم، حيث منزل من يدعى «أحمد أبو هاجر» والذى تمت فى بيته الرؤية الشرعية للتعارف والتزاوج من المتهمين الثلاثة الأول، وأخبرتهم المتهمة نجلاء بان من سيتزوجون هم أعضاء فى الدولة الإسلامية ويعملون فيما يُسمى «الحسبة» وهى أن يأمروا الناس بالمعروف وينهوهم عن المنكر.

وقد أسفرت الرؤية الشرعية ــ التى تمت فى جزءٍ منها بنظام الاقتراع بين الأزواج فيمن وعلى من تبدأ الرؤية- بخلاف أسماء عبد الباسط (المتهمة الثامنة) والتى عقدت وجهتها على الزواج من محمود شعبان (المتهم الثالث)، وهو مصرى الجنسية من محافظة بنى سويف وكنيته «طلحة»، أما آية حسن (المتهمة السابعة) فتزوجت من عزت محمد حسن (المتهم الأول) وهو من محافظة الشرقية، بينما وقع نصيب المتهمة الخامسة فى الزواج من محمود جمال عبد المنعم وكنيته «أبو البراء» (المتهم الثاني)، وتم الزواج بدون أوراقٍ أو عقودٍ رسمية، اكتفاء بالقول الشفهى وحضور الشهود.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة