صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

ارتفاع الحرارة والسجائر

صالح الصالحي

الأربعاء، 19 يوليه 2023 - 08:39 م

تجتاحنا وتجتاح معظم دول العالم موجة شديدة الحرارة.. شهدت بلدان عديدة ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وصلت فى بعض البلدان إلى ما يزيد على ٥٠ درجة مئوية.

الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة نتج عنه اندلاع حرائق، واتخاذ بعض البلدان إجراءات احترازية وأخرى حذرت مواطنيها من التعرض لأشعة الشمس.
الهيئة العامة للأرصاد الجوية توقعت استمرار الارتفاع فى درجات الحرارة.. خاصة وأن مصر متأثرة بمنخفض الهند الموسمى، الذى يجلب معه كتلا هوائية حارة ورطبة.

مع ارتفاع درجات الحرارة تزيد الأحمال على الكهرباء.. وهو ما يؤدى إلى وجود أعطال فى عدد من المناطق.. ولذلك يجب علينا أن نتعامل مع الموقف بشىء من الحرص.. فوجود الكهرباء يوفر شيئا من الإطمئنان ويسمح لنا باستخدام المكيفات والمراوح فى هذا الجو.. أما انقطاعها فهو الجحيم خاصة لكبار السن والأطفال والمرضى.. ولذلك علينا كمواطنين أن نحرص على تواجدها المستمر وعدم انقطاعها بترشيد الاستهلاك وحسن استخدامها.. حتى لا تتأثر أكشاك الكهرباء فى الشوارع من زيادة الأحمال عليها لسوء الاستخدام.

وارتفاع درجات الحرارة يأخذنا إلى ارتفاع آخر.. إلى ارتفاع أسعار السجائر غير المبرر والغامض.. سوق السجائر يشهد سيطرة من تجار جشعين يتحكمون فى وجودها وأسعارها.. لدرجة أن السجائر كل يوم يرتفع سعرها، حتى أن بعض الأنواع وصل سعرها ٧٠ جنيها.. ناهيك عن عدم توافرها بالأسواق.. الكل يخزنها لتعطيش السوق وزيادة المكسب.. ورغم أن الشركة المنتجة للسجائر أعلنت الأسعار للجمهور، إلا أن العلبة المحدد سعر بيعها ٥٩ جنيها للمستهلك، يشتريها المواطن «بواسطة» بحوالى ٧٠ جنيها، أى أن هناك فارق ١١ جنيها مكسب غير مبرر يذهب إلى  جيوب التجار والمحتكرين.

أنا كمواطن مدخن لا أرى غضاضة إذا كان هذا المكسب يذهب للدولة للاستفادة به.. أما أن يذهب لجشعين يحتكرون السلعة فلابد من وقفة، وقفة جادة.. لابد أن تتدخل الدولة بأجهزتها الرقابية لضبط الأسواق وإعادة الاستقرار لها، وردع كل من استباح لنفسه المكسب الحرام مستغلا حاجة الناس إلى سلعة لا غنى عنها غالبا.. فمن الصعب أن يقلع الإنسان عن التدخين فى ليلة وضحاها..

لأبد من محاسبة المتاجرين بالأزمات، ومستغلى أوقات الشدة لتحقيق مكاسب طائلة وزيادة ثرواتهم.

أنا شخصيا أحاول أن أقلع عن التدخين، حتى لا أقع تحت يد هؤلاء التجار الذين أعماهم المال الحرام وانتزع من قلوبهم الرحمة.. وأدعو إلى حملة للإقلاع عن التدخين مستغلين هذه الأزمة.. تحت شعار "إذا غلا على شىء تركته" حتى وأن كان المزاج.

فنحن لا نتحمل من يتلاعب بمزاجنا، ويكفينا ارتفاع درجات الحرارة التى تؤرق المزاج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة