فهمي عمر
فهمي عمر


ذكريات إذاعية

فهمي عمر يكتب: معجزة هوليود الطفلة التي أصبحت سفيرة

آخر ساعة

الأربعاء، 19 يوليه 2023 - 11:47 م

من منا.. خاصة كبار السن ـ من لايتذكر الطفلة ـ معجزة هوليود ـ شيرلى تمبل  التى صنعت نجوميتها السينمائية عالميا وتلألأت على  الشاشة الفضية وعمرها لا يتعدى العشر سنوات، فقد كانت موهبة تمثيلية أسعدت الصغار والكبار..

أقول إن هذه الطفلة المعجزة قُدِّر لى أن ألتقى بها وأجرى معها حوارا إذاعيا استغرق حـوالي نصف ساعة، وبالطبع لم ألتق بها كممثلة سينمائية وإنما التقيتها وهى نجمة من نجوم التمثيل الدبلوماسى سفيرة للولايات المتحدة فى غانا، وكان ذلك اللقاء فى مطلع ١٩٧٤، عندما ذهبت مع الفرق الرياضية للجامعات المصرية التى شاركت فى بطولة الجامعات الأفريقية التى نظمتها غانا فى تلك السنة وكانت دورة جميلة التقى فيها الرياضيون من طلبة جامعات عدد كبير من الدول الأفريقية.

أذكر أنه كان يمثلنا سفيرا لمصر فى غانا رجل عالى الهمة هو السفير حسن شاش  ـ رحمه الله ـ الذى احتفى ببعثة الجامعات المصرية احتفاءً كبيرا وسخّر إمكانات السفارة المصرية فى أكرا للعمل على راحة أفراد البعثة المصرية لاعبين وإداريين، ومن خلال لقاءاتى مع السيد السفير ودردشاتنا معا فى مختلف الشئون علمت أن الممثلة الصغيرة التى عشقناها وأحببناها «شيرلى تمبل»، التى مازالت أدوارها التمثيلية تعيش فى الوجدان منذ شاهدنا أفلامها فى عقد الأربعينيات من القرن الماضى هى سفيرة الولايات المتحدة فى غانا، على الفور تحركت الحاسة الإذاعية ورجوت السيد السفير إذا كان فى الإمكان أن أسجل معها حديثا إذاعيا عن ذكريات طفولتها والنجومية الباذخة التى اكتسبتها وتحققت لها وهى فى سنوات طفولتها. فى اليوم التالى تحقق لى مارجوت السيد السفير فيه، حيث أخبرنى سيادته أنه اتصل بالسيدة السفيرة وأنها رحبت باللقاء وحددت الموعد ليكون فى الساعة كذا فى مكتبها بالسفارة وتحدثت مع الكابتن لطيف ـ رحمه الله ـ ليكون هو خير مترجم للحوار بين السفيرة وبينى، فالكابتن كان يتقن اللغة الإنجليزية بحكم أنه تلقى سنوات من تعليمه فى إحدى جامعات اسكتلندا، ورحب الكابتن، وبالفعل أقلتنا إحدى سيارات السفارة المصرية إلى مقر السفارة الأمريكية، وهناك استقبلنا أحد المسئولين واصطحبنا إلى مكتب السفيرة التى وقفت ترحب بنا فى بسمة لا تختلف كثيرا عن ابتساماتها وهى تؤدى أدوارها التمثيلية وهى فى سنوات الطفولة الباكرة. وأذكر أنه كان يحيط بها على اليمين واليسار جنديان من المارينز يقفان كأنهما تمثالان لا تطرف لأىٍ منهما عين، وبعد الترحيب وتقديم واجب الضيافة أجريت  معها الحديث، وأذكر أنه من بين ما قالته إنها لم  تعش طفولتها كما يعيشها أمثالها من الأطفال، إذ كانت وهى فى تلك السن الباكرة تؤدى عملا شاقا مرهقا تحت أضواء الاستديو وضجيج العاملين من حولها وشخطات المخرجين عند أية هفوة، وعندما سألتها عن الفرق بين التمثيل على الشاشة والتمثيل الدبلوماسى ابتسمت قائلة: إنها فى بعض المواقف التى تصادفها كسفيرة تتصرف بروح الممثلة التى كانت عليها وهى طفلة، وسألتها عن رؤيتها لمصر بعد النصر العظيم الذى تحقق  فى أكتوبر ١٩٧٣ فأجابت بدبلوماسية أنها تتمنى التقدم لمصر، وقالت كلمات فى حق السيد الرئيس أنور السادات ـ رحمه الله ـ ووصفته بأنه رجل الحرب والسلام، منوهة بأنه فاجأ العالم أجمع بحرب أكتوبر وأنها ترجو الطمأنينة والتقدم لمصر ولشعوب العالم..

وأذكر أيضا أننى بعد أن عدت من غانا إلى مصر أن أذعت الحديث ثم سجلت نسخة منه أرسلتها ـ عبر الحقيبة الدبلوماسية ـ إلى  السفير حسن شاش ليسلمها للسيدة السفيرة، وأبلغنى الرجل بعد ذلك فى خطاب منه أنها امتنت كثيرا وسعدت بأن يكون لديها نسخة مسجلة من الحديث.. وبالمناسبة أذكر أنه ونحن فى غانا وإبان الدورة الرياضية الجامعية حل علينا يوم رأس السنة ١٩٧٥ الأول من يناير، حيث أقامت البعثة حفلا دعت إليه رجال السفارة المصرية ورجال الرى المصرى واتفق مسئولو البعثة مع طباخى المعسكر على أن يحضروا لهم كل لوازم عمل أطباق الفتة واللحم الضأن، حيث أشرف على كل ذلك الراحل نجم كرة السلة يوسف أبوعوف الذى كان إدارى البعثة ومسئول البعثة الرياضية من طلبة عين شمس حيث كان وقتها رئيسا لحرس الجامعة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة