عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: بصمات مصرية في أفريقيا

عصام السباعي

الأربعاء، 19 يوليه 2023 - 11:58 م

تحركات مصر الخارجية تؤكد تمامًا ذلك التكامل الكبير والرؤية الشاملة للتنمية، فهناك خيوط قوية ومتينة، قد لا يراها المواطن العادي، ولكنها تربط العملين الداخلى والخارجى بما يخدم أجندة التنمية وخطط تحديث مصر فى كافة المجالات، وتحقيق الهدف الأسمى والأهم وهو تحسين جودة الحياة للمواطن المصرى على كل شبر من أرضها، كانت الخطوة الأخيرة، هى قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقى بالعاصمة الكينية نيروبى بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد توقفت كثيراً أمام التعبير الذى استخدمه المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، عندما قال إن تلك القمة تتمتع بوضع خاص، حيث كان للرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى بصماتها، لأن مصر هى التى اقترحت عقد تلك القمة التنسيقية لمتابعة التكامل الاقتصادى الإقليمى الأفريقى، وأعتقد أن تلك «البصمة المصرية» بحسب التعبير الذى صاغه المستشار فهمي، كانت واضحة وظاهرة ومؤثرة فى كثير من المكاسب والقرارات، وذلك لتحقيق هدف محدد يتمثل فى متابعة التكامل الاقتصادى الإقليمي الأفريقى، وتحقيق الأهداف الأساسية الرئيسية، وهى الاستقرار والتنمية والتكامل.

ولا يستطيع أى مراقب أن يغفل التوجه المصرى نحو أفريقيا والذى ظهر بوضوح منذ العام 2014 لدرجة أن البعض أصبح ينظر للقاهرة على أنها صوت أفريقيا، أو بتعبير البعض «قاطرة أفريقيا»، ولدرجة أن مصر أصبح لها بصمات واضحة، فى أى عمل أفريقى جماعى أو فى أى تحد يظهر فى القارة السمراء، وتتم كل الجهود على قاعدة الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، ومن أكبر الدلالات على ذلك التوجه الاستراتيجــي، أن أفريقـيا كانت أولى محطات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية بعد توليه رئاسة مصر فى ذلك العام، والطفرة التى تحققت بعدها فى العمل الجماعى الأفريقى بعد تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى عام 2019، ثم رئاسة منظمة السوق المشترك للشرق والجنوب الأفريقى «الكوميسا»، وأخيرًا «النيباد»، ولعل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية من أبرز بصمات رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، بخلاف الخطوات المصرية فى مجالات التنمية وزيادة التجارة البينية، وتحسين البنية التحية والتوسع فى مشروعات ريادة الأعمال، فضلا عن مشروعات الربط بين مصر وأفريقيا فى قطاعات النقل والمواصلات، والكهرباء، واهتمام بلا حدود بتحقيق السلام المستدام فى ربوع القارة فى ظل الترابط بين تحديات السلام والتنمية والاحتياجات الإنسانية فى عدد من دول القارة، وهكذا كانت مصر صوت التنمية والسلام فى أفريقيا، كما كانت صوتها الأمين فى شرق العالم وغربه، وهذا ما شهده كل العالم بالفعل فى تلك القمم التى كانت أفريقيا شريكاً فيها، مع الصين وروسيا، وفى النمسا أمام منتدى أوروبا أفريقيا، وفى القمة العالمية للمناخ (كوب 27)، بشرم الشيخ وقمة أمريكا أفريقيا، وغير ذلك من المحافل الدولية والإقليمية والعلاقات الثنائية .

البصمات المصرية لا تتوقف من أجل نهضة واستقرار وتنمية ومصالح القارة وتسوية أزماتها، وتحقيق المصالح المشتركة لبلدانها، ولعل هذا ما ظهر من الرسائل التى حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تأكيدها من خلال طرح أولويات الرؤية المصرية لرئاسة النيباد، وفى مقدمتها سرعة الانتهاء من الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة التنمية الأفريقية (2024- 2034)، واستمرار جهود حشد الموارد المالية فى المجالات ذات الأولوية، وعلى رأسها تطوير البنية التحتية، وتكثيف الجهود مع الشركاء الدوليين والمنظمات التمويلية لإيجاد حلول فعالة لمعالجة أزمة الديون المتراكمة، بما فى ذلك وضع آليات لتخفيف عبء الديون، والإسراع نحو تحقيق أهداف اتفاقية التجارة الحرة القارية، والعمل على حشد الموارد اللازمة، لبرنامج الرابطة الثلاثية بين السلم والأمن والتنمية، والذى يتقاطع فى أولوياته وأهدافه مع ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، والذى تستضيفه مصر.

أستطيع أن أنقل لكم صورة واقعية عن مصر الجديدة التى تشق اللون الأخضر فى الصحراء وترتفع فيها لافتات المصانع، وتتوسع فى ربوعها أسواق البيزنس والاقتصاد، ومدرجات الجامعات، ومعامل البحوث، والتى قدمت لكل الدول الأفريقية خلال أقل من أسبوع من القاهرة إلى نيروبي، نموذجًا واقعيًا لتحقيق الثلاثية الأفريقية المقدسة، «السلم، الأمن، التنمية».  
ودائماً ودوماً وأبداً.. تحيا مصر.

بوكس

الوطن يستحق أثمن ما لدينا وأفضل مَنْ عندنا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة