أعضاء مجلس إدارة الجمعية التاريخية المصرية الجديد
أعضاء مجلس إدارة الجمعية التاريخية المصرية الجديد


تجديد دماء «الجمعية التاريخية» لاستعادة دورها الثقافي

آخر ساعة

الخميس، 20 يوليه 2023 - 03:29 م

■ كتب: حسن حافظ

في انتخابات لا ينقصها الإثارة اختار مؤرخو مصر أعضاء مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وشكلت الانتخابات منعطفًا فى تاريخ المؤسسة الثقافية العريقة التى تم تأسيسها فى مثل هذه الأيام من عام ١٩٤٥م، إذ ارتفعت الأصوات المطالبة بضخ دماء جديدة من أجل عودة الجمعية إلى نشاطها الذى كان أحد مكونات المشهد الثقافى المصرى فى سنوات سابقة، وتكلل ذلك باختيار مجلس جديد، ورئيس جديد للجمعية هو الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة، والذى بشر بعهد جديد للجمعية وخطط لإعادتها على الطريق الصحيح.

◄ الشربيني رئيسا لبيت التاريخ المصري بعد الفوز فى الانتخابات الداخلية

◄ الطوخي: تنمية الموارد واستعادة الدور الثقافى والتنويرى أبرز التحديات

انتخابات الجمعية التاريخية جرت فى مقرها بمدينة نصر، السبت الماضى (15 يوليو)، بمشاركة واسعة من جموع المؤرخين المصريين، وسط أجواء تنافسية إذ تقدم نحو 35 مرشحا كان على أعضاء الجمعية أن يختاروا 15 اسما من بينهم، وهو المطلوب لتشكيل مجلس أعضاء الجمعية التاريخية، ونجح الدكتور خلف ميري، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، فى حصد أعلى الأصوات، بينما حل الدكتور أحمد الشربيني ثانيًا، والدكتور نبيل الطوخي ثالثًا، ثم الدكتور عبدالناصر عبدالحكم، والدكتور محمد فوزى رحيل، والدكتور محمد سيد كامل، والدكتور حسين مراد، والدكتورة عبير زكريا، والدكتور راضي جودة، والدكتور حاتم الطحاوي، والدكتورة إيمان عامر، والدكتور عبدالحميد شلبي، والدكتور أشرف مؤنس، والدكتور أيمن فؤاد سيد، والدكتورة ناصرة عبد المتجلي.

وشهد انتخاب أعضاء مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عدة مفاجآت من العيار الثقيل، إذ حصل الدكتور أيمن فؤاد سيد، رئيس الجمعية التاريخية الس ابق، على أصوات منخفضة جعلته فى المرتبة الرابعة عشرة من أصل 15 فائزا، كما خسر الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، فى الانتخابات وهو الرجل الذى سبق أن شغل الأمين العام للجمعية التاريخية، لتشهد بذلك رئاسة الجمعية المصرية تغيرًا فى رئاستها، إذ بعد انتخاب مجلس إدارة الجمعية، عقد الأخير اجتماعًا سريعًا لاختيار رئيس الجمعية من بين الفائزين ال15، وتقدم كل من الدكتور الشربيني والدكتور أيمن فؤاد سيد لشغل منصب رئيس الجمعية، ليختار المجلس الشربيني، ويفشل أيمن فؤاد فى تمديد رئاسته للجمعية التى بدأت فى 2014.

■ أعضاء الجمعية العمومية للجمعية التاريخية

ووجه أعضاء مجلس إدارة الجمعية التاريخية التحية للناخبين، إذ قال الدكتور أشرف مؤنس: «شكرا جزيلا لتجديد الثقة، وإن شاء الله نكون عند حسن الظن، وخالص الشكر والتقدير والاحترام للسادة الأعزاء المحترمين أعضاء الجمعية العمومية الذين حرصوا على الحضور وتحمل مشاق السفر وحرارة الجو، جمعية عمومية غير مسبوقة فى الحضور المكثف، جمعية لديها وعى حرصت على التواجد واختيار الأفضل لخدمة الجمعية وأعضائها، أكرر شكرى وتقديرى واحترامي للجميع ونعدكم بالأفضل إن شاء الله».

◄ اقرأ أيضًا | روسيا تستعد لافتتاح فرع لجامعة نووية ضخمة بمصر

وعن التحديات التى تواجه مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية فى اللحظة الحالية، يقول الدكتور نبيل الطوخي، أستاذ التاريخ بجامعة المنيا وعضو مجلس إدارة الجمعية المنتخب، إن الأزمة المالية المتعلقة بتوفير التمويل اللازم للجمعية التاريخية، تظل هى الأزمة رقم واحد التى تحتاج إلى حل، والعمل على تنمية موارد الجمعية، وتابع فى تصريحات خاصة ل «آخر ساعة»: «الدكتور الشربينى لديه رؤية شاملة لاستعادة دور الجمعية ونحن ندعمه فى هذه الرؤية، والتى سيتم الإعلان عنها فى الفترة المقبلة، ونحن نطلب دعم الجمعية العمومية فى الفترة المقبلة على كل المستويات، لدفع الجمعية لاستعادة دورها».

■ أعضاء مجلس إدارة الجمعية التاريخية المصرية الجديد

وكشف الطوخى عن أن أزمة الجمعية فى التمويل، ولا مشكلة فى تقبل الدعم المالى خلال الفترة المقبلة من المجتمع المدنى ورجال الأعمال، وأشار إلى دور الشيخ سلطان القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، فى دعم الجمعية المصرية للدراسات التاريخية لفترات طويلة، و«هو قدوة ونموذج للدعم العربى والانتماء وحب مصر، فهو من بنى مبنى الجمعية بمقرها فى مدينة نصر، وقدم الدعم المتواصل للجمعية، وهو دور يجب البناء عليه بأن يدخل على الخط كل محب لمصر ومحب لتاريخ هذا البلد، بأن يعمل على دعم الجمعية لكى تتمكن من العودة لدورها الريادي»، وشدد على أن أعضاء مجلس الإدارة لا يتقاضون أجرا وإنما يعملون بشكل تطوعي.

وأشار الطوخى إلى أن التحدى الثانى أمام مجلس الجمعية التاريخية يتمثل فى استعادة دورها الثقافى والتنويري، والذى عرفت به خلال فترات سابقة خصوصا أيام رئاسة الدكتور رؤوف عباس حامد للجمعية، وهى فترة عرفت نشاطًا أكبر ومشاركة أوسع للجمعية فى الحياة الثقافية العامة، والتشارك مع مؤسسات ثقافية رسمية مثل المجلس الأعلى للثقافة ودار الكتب والوثائق القومية، فى تنظيم مؤتمرات وندوات كانت محل احتفاء فى الأوساط الثقافية المصرية والعربية، لافتًا إلى أن المجلس الجديد شهد دخول 6 أسماء جديدة: «أتمنى يكون لهم دور فى تدعيم المجلس وتحقيق ما نصبو إليه من تقدم الجمعية واستعادة دورها».

وتعد الجمعية المصرية للدراسات التاريخية من معاقل الثقافة المصرية حيث تم تأسيسها فى ٢٠يوليو عام ١٩٤٥م، وعرفت نشاطًا كبيرًا فى العشرية الأولى من الألفية الجديدة بقيادة الدكتور رؤوف عباس حامد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، قبل وفاته، إذ أصبحت الجمعية شريكًا أساسيًا فى العديد من الأنشطة الثقافية الرئيسية مع كبرى المؤسسات الثقافية الرسمية خصوصًا المجلس الأعلى للآثار، إذ تحول المؤتمر السنوى للجمعية إلى حدث ثقافى رئيس فى أجندة الثقافة المصرية والعربية، إذ كان يشارك فيه أبرز رموز الثقافة المصرية فى موضوعات تاريخية تشتبك مع الماضى والحاضر والمستقبل، كما عرفت الجمعية خلال هذه الفترة سينمارات متخصصة فى التاريخ الإسلامى والعثمانى والحديث شهدت ميلاد العديد من الباحثين الذين تصدروا مشهد العملية التأريخية حاليًا.

وتراجع نشاط الجمعية التاريخية بعد وفاة الدكتور رؤوف عباس حامد يونيو 2008، ولم تستطع أن تعود إلى ذلك المستوى من الزخم الثقافي، وتراجع نشاطها بشكل كبير وفقدت الكثير من ألقها، خصوصًا مع أزمة التمويل التى تعصف بالجمعية وتعيق نشاطها، وينظر إلى الدكتور أحمد الشربينى، باعتباره الأمل فى استعادة نشاط الجمعية التاريخية، خصوصًا مع ما عرف عنه من خبرة إدارية عميقة إذ سبق أن تولى رئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب - جامعة القاهرة، ثم وكالة الكلية ثم تولى عمادة كلية الآداب، وهى مناصب راكمت خبرات إدارية لدى الشربينى الذى ينتظر أن يعلن عن رؤيته المستقبلية لإعادة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وبيت المؤرخين المصريين إلى الطريق الصحيحة بعد سنوات من التعثر.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة