النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


ما بين التفاؤل والتشاؤم

أخبار اليوم

الجمعة، 21 يوليه 2023 - 07:23 م

قال تعالى فى كتابه الكريم: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ). فالدهر يومان؛ يوم لك ويوم عليك. 

لذلك وجب علينا أن نترقب قدوم الأيام الأجمل، والتى قد تأتى غدًا، وأشهر من تحدّث عن التفاؤل، الفيلسوف اليونانى ديموقريطوس، الذى أراد بناء أخلاق هدفها تحقيق السعادة الإنسانيّة. 

ومن يتأمل فى أحوال الأنبياء والزعماء على مر التاريخ، يجد أنهم كانوا متفائلين فى أحلك الظروف فهذا النبى موسى، عليه السلام ومن معه عندما لحق بهم فرعون وجنوده وأصبح البحر أمامهم، والعدو خلفهم، كان متفائلًا ومُحسنًا الظن بربه، قال تعالى (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُون، قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّى سَيَهْدِين). 

ويقول ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، إن «المتشائم يرى الصعوبة فى كل فرصة، أما المتفائل فيرى فرصة فى كل صعوبة».
ويرى الكاتب الأمريكى نعوم تشومسكى أن البشر، أمام خيارَيْن: إمّا أن نركن إلى التشاؤم أو نتجمَّل بالتَّفاؤل، ساعين بذلك إلى اقتناص الفرص السانحة.
ولو كان التَّشاؤم أو التفاؤل شُرفةً نطلُّ منها على آفاق المستقبل، فمن البديهى حينئذٍ، أن تكون كفَّة التَّفاؤل راجحةً، لأنه الأقرب إلى الطبيعة الإنسانية المجبولة على الأمل.

والتفاؤل يؤثر تأثيرًا كبيرًا على التفكير والعمل، ويوسع إمكانية تحقيق النجاح لذا فهو ضرورة وليس رفاهية، فالشخصيات المتفائلة هم أكثر الناس إدراكًا للظروف المحيطة وأكثر الناس نجاحًا  فى جميع المجالات الحياتية. 

والتفاؤل يحمى الفرد، كما يحمى المجتمعات كذلك، من السقوط فى ظلمات القنوط والإحباط واليأس، ومن يدرس تجربة النهضة الاستثنائية التى حققتها دولة كوريا الجنوبية، مثلًا، سيلحظ دور الأمل فى تحقيق التنمية. ففى بداية القرن العشرين، كان الشعب الكورى عامة يعيش ظروفًا بالغة البؤس، حتى إن وجود دورات المياه فى البيوت كان يُعد رفاهية لا تتوفر إلا لقلة من الناس. ومع نهاية القرن، احتل الاقتصاد الكورى مكانة متقدمة بين الاقتصادات الكبرى فى العالم، وانتعشت أحوال المواطنين، وتبدد الفقر، وتبيّن للناس أن الأمل هو الطريق الوحيد إلى غد أفضل.

ولقد أثبتت الدراسات النفسية، أن التفاؤل يُساعد على استرخاء دماغ الإنسان وتخليصه من كل الشحنات السلبيّة المتراكمة فيه، والتى تُعيقه عن العمل بشكلٍ صحيح، لذلك، فإنّ الإنسان المتفائل يتمتع بذاكرةٍ قويّة، وبقدرةٍ كبيرة على تذكر مختلف المعلومات والأفكار 

وبالتالي، فإنّ التفاؤل يحمى الإنسان من الإصابة بمختلف أمراض الذاكرة والنسيان كمرض «الزهايمر» الخطير، ويجعل التفاؤل الإنسان جزءًا أساسيًّا من حياته الشخصيّة والعمليّة، ونقطةً أساسيّة لينطلق من خلالها لتحقيق كل الأعمال والنجاحات فى الحاضر والمستقبل.

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي: أيها الشاكى وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلًا... إن شر الجناة فى الأرض نفس تتوقّى قبل الرحيل رحيلًا ... أيها الشاكى وما بك داء كن جميلًا ترى الوجود جميلًا.

أخيرًا وليس آخرًا وبالبحث السريع فى جميع الابحاث والكتب وأيضًا مواقع التواصل الاجتماعى تجد ان المتفائلين هم من أستطاعوا النجاح والابهار وأن المتشائمين كانت نهايتهم مؤلمة موجعة فيها عبرة وموعظة لمن اراد .. تفاؤلوا من أجل وطن كبير مستقل مستقر  مبشر بالخير.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة