لقطة من فيلم «جرى الوحوش»
لقطة من فيلم «جرى الوحوش»


«جرى الوحوش» يعيد فتح ملف تحويل الأفلام إلى مسلسلات

الأخبار

السبت، 22 يوليه 2023 - 05:46 م

اكتسبت أفلام الزمن الجميل  الكلاسيكية المصرية شهرة كبيرة فى أنحاء العالم العربى بسبب معالجاتها الفنية المميزة، وأداء ممثليها وصناعها المتقن، بجانب اقتباس بعضها من روايات كبار الأدباء فى القرن الماضي، مما جعلها صالحة للعرض فى الألفية الجديدة على شاشات القنوات الفضائية ومشاهدتها بشغف كبير، فضلاً عن استغلالها لتحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية؛ وهو ما أثار حالة جدل بين التأييد والانتقادات الحادة ضد صناعها الذين تم اتهامهم من قبل بعض النقاد والمؤلفين والمخرجين بـ»الإفلاس الفكري» إذ يرى بعض المؤلفين المصريين،  أن تكرار تحويل هذه الأفلام الشهيرة إلى مسلسلات يعد بمثابة « فقر فى النص»

وقد تجدد اثارة حالة الجدل بعد الإعلان عن تحويل فيلم «جرى الوحوش» الذى قدمه المؤلف الراحل محمود أبو زيد، بعدما قرر المنتج محروس المصرى بالتعاون مع أسرة محمود أبو زيد أن يحوله إلى عمل درامى يشارك به خلال الموسم الرمضانى 2023.وبهذا ينضم الفيلم إلى ثلاثيته العار والكيف، وصولا إلى جرى الوحوش، ولم يكن هذا العمل الأول الذى يأخذ هذا المسار، بل بدأت  فكرة تحويل الأفلام الناجحة منذ عقود، عندما  خرجت ثلاثية نجيب محفوظ التى تحولت لمسلسل يحمل نفس الاسم فى 1987، ليأتى فيلم نحن لانزرع الشوك من بطولة الفنانة الراحلة شادية ويتحول لمسلسل من إخراج حسين كمال 1970، ومسلسل رد قلبى الذى عرض فى عام 1998 بعدما تم تقديمه كفيلم سينمائى 1956، وفى عام 2013 تم إنتاج مسلسل الزوجة الثانية من بطولة أيتن عامر وعلا غانم بينما كان عرضه السينمائى الأول فى 1976 بطولة سعاد حسنى وشكرى سرحان، وغيرها من الأفلام التى تحولت لمسلسلات وتستعرض السطور التالية آراء عدد من المؤلفين والمخرجين حول تحويل الأفلام السينمائية إلى مسلسلات .

معالجة درامية

فى البداية أكد السيناريست أحمد محمود أبوزيد عن تحويل فيلم والده (جرى الوحوش) إلى مسلسل، إن توقف نجاح الفكرة يرجع إلى طبيعة المعالجة الدرامية التى ستقوم عليها الفكرة، موضحا أنه من المقرر أن يتم وضع إضافة جديدة للموضوع فى إطار المضمون، مشيرا إلى نجاح تجربة العار والكيف عندما تم تحويلهما، وأضاف سيكون هناك طرح جديد وتحديث للفكرة وأتمنى لهم التوفيق والنجاح، وأكد أبو زيد أن المعالجة لعمل سينمائى لتحويله لدراما تليفزيونية من الأشياء الصعبة، لأننا نعمل قصة جديدة، وده عمره ما كان فقر فكرى هذا غير صحيح بل قوة ونجاح، وتحد بأن تأتى بعمل قديم وتنجح فى إعادة تقديمه بتناول جديد ويحقق النجاح .

لا توجد أزمة

بينما قالت الفنانة نورا، أحد أبطال فيلم (جرى الوحوش )إنها لا تجد أزمة فى تحويل الفيلم إلى مسلسل تليفزيوني، مشيرة إلى أنها لا ترى أزمة فى ذلك الأمر، حيث يتوقف ذلك على مدى تمكن الفنانين الذين سيقدمون الأدوار، مشيرة إلى أنها لم تحدد أو تتوقع من سيقوم بدورها خلال أحداث مسلسل (جرى الوحوش) بل تنتظر أن ترى العمل يعرض على الشاشات.

زاوية جديدة

وأضاف المؤلف محمد هشام عبية عن تحويل فيلم (جرى الوحوش) إلى مسلسل، أن صناع العمل من المنتج محروس المصرى والمؤلف أحمد صبحى بالتأكيد لديهم زاوية جديدة وعصرية، مشيرا إلى أن ذلك لايحمل من الفقر الفكرى شيئا بل أن ذلك يدل على نجاح الأعمال السابقة، ونحن نعيد تناولها بشكل أفضل يتلاءم مع العصر الحالي، لهذا اتمنى لهم النجاح فى هذا الأمر.

عمل جديد

ومن جانبه، أكد السيناريست أحمد صبحي، أن هناك العديد من الأعمال السينمائية التى تحولت لأعمال درامية وحققت نجاحا كبيرا، مشيرا إلى فيلم نحن لانزرع الشوك من بطولة الفنانة فاتن حمامة أنه نجح فى الدراما التليفزيونية عندما تحول لمسلسل، وأكد صبحي، أننا لا نواصل نجاح الفيلم بل نصنع عملا جديدا وننتظر رأى الجمهور.

مجازفة

وقال المخرج محمد النقلى «إعادة تقديم الأفلام القديمة ليس أمراً جديداً فى مصر، وينطوى دائماً على مجازفات وانتقادات كبيرة، ، حيث قمت بعمل هذه التجربة فى تحويل بعض الاعمال السينمائية الى اعمال تلفزيونية و منها  فيلم «الباطنية « للفنانة نادية الجندى والذى قدمته تلفزيونياً الفنانة غادة عبد الرازق، و ايضا فيلم « الاخوة الاعداء « الذى عرض عام 2012 و هو من بطولة صلاح السعدنى، وأحمد رزق، وفتحى عبد الوهاب، ولقاء الخميسى، ودينا فؤاد، ومأخوذ عن فيلم الأخوة الأعداء لكل من حسين فهمى، ونور الشريف، وميرفت أمين ، أيضا مسلسل «سمارة» الذى عرض عام 2011 للفنانة غادة عبد الرازق، والفنانة لوسى، تأليف مصطفى محرم، والمأخوذ عن فيلم سمارة للفنانة تحية كاريوكا، الذى جاءت معالجته الدرامية مغايرة بشكل كبير لأحداث الفيلم، فإن هذه المسلسلات لم تكرر نفس نجاح الأفلام السينمائية.

النقد السلبي

أكد السيناريست مجدى صابر فى بداية حديثه على فكرة تحويل فيلم « جرى الوحوش « الى عمل تلفزيونى ، حيث قال « ان تحويل فيلم « جرى الوحوش « إلى عمل تلفزيونى ليس أمراً سهلاً؛ إذ أضع فى حساباتى ارتباط مختلف الأعمار بالفيلم وأحداثه؛ لذلك فإن أى ثغرة بالكتابة ستكون الشرارة الأولى للنقد السلبى للمسلسل عند مقارنته بالفيلم « مؤكداً أن « المعالجة ستكون مختلفة وبشكل معاصر لخلق أحداث وشخصيات درامية شيقة»وأضاف أن الممثلين المرشحين لبطولة العمل سيكونون مفاجأة للجمهور، فأنامقتنع بأن المقارنة بينهم وبين أبطال الفيلم سيظلم ممثلى المسلسل، ومع ذلك فإنهم متحمسون جداً للتجربة.

حرفية الكاتب

بينما يرى السينارست أيمن سلامة أن نجاح أو فشل عملية إعادة انتاج الافلام السينمائية الناجحة يعتمد على ثلاثة عناصر ، العنصر الاول هو حرفية الكاتب ومدى تمكنه من ادواته و قدرته على تطوير الافكار وتناولها من زوايا جديدة مع ضرورة عدم الانغلاق على العمل الاصلى والوقوع فى أسره ، اما العنصر الثانى هى قدرة المخرج على الابداع فى تقديم عمل بنكهة مختلفة عن الفيلم الأساسى ، اما العنصر الثالث والأخير فهو موهبة الممثلين وخبراتهم ومدى قدرتهم على عدم السقوط فى فخ تقليد الفنانين الذين قدموا العمل من قبل وحقق نجاحا سينمائيًا ، وأن تكون لهم بصمتهم الخاصة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة