سفينة أوكرانية محملة بالحبوب فى مضيق البوسفور
سفينة أوكرانية محملة بالحبوب فى مضيق البوسفور


تداعيات توقف اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية

الأخبار

السبت، 22 يوليه 2023 - 07:58 م

سميحة شتا

اتهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الدول الغربية باستخدام اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية -الذى انسحبت منه موسكو الأسبوع الماضي- أداة «للابتزاز السياسي» مشيرا إلى أن موسكو ستعود للاتفاق على الفور إذا لُبّيت كل شروطها.


وكانت موسكو قد انسحبت يوم الاثنين الماضى من الاتفاق، الذى سمحت بموجبه لأوكرانيا قبل عام بتصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود على الرغم من الحرب لتخفيف أزمة الغذاء العالمية. ومنذ الانسحاب، شنت روسيا ضربات ضد أوديسا، أحد الموانئ الثلاثة الهامة على البحر الأسود التى صدرت الحبوب الأوكرانية وغيرها من المنتجات الزراعية فى إطار مبادرة حبوب البحر الأسود. وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إنها ستعتبر أن أى سفينة متجهة إلى أوكرانيا قد تحمل شحنة عسكرية، مشيرة إلى أنه يمكن اعتبار السفن التجارية أهدافًا.


وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، فى بيان مماثل، إنّ «جميع السفن المُبحرة فى مياه البحر الأسود فى اتجاه الموانئ الروسية والموانئ الأوكرانية الواقعة على الأراضى التى تحتلّها روسيا مؤقتاً، قد تُعدّ أنها تحمل بضائع عسكرية مع جميع المخاطر المرتبطة بذلك». وتزامن ذلك مع توسيع نطاق الضربات العسكرية الروسية على مناطق أوكرانية تضم منشآت وبنى تحتية تُستخدم فى تخزين ونقل الصادرات الأوكرانية من الحبوب والأسمدة، مع فرض منطقة حظر فى البحر الأسود على حركة السفن التى قالت موسكو إنها قد تُستخدم لتوجيه ضربات أو نقل معدات عسكرية. وجاءت الهجمات المباشرة على الحبوب الأوكرانية، فى أعقاب تعهد كييف بتحدى الحصار البحرى الروسى على موانئ تصدير الحبوب بعد انسحاب موسكو من الاتفاق.


ويتهم زعماء غربيون، روسيا، بالسعى لتخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. وتستثنى العقوبات بالفعل صادرات المواد الغذائية الروسية. وتتحرك الحبوب الروسية بحرية عبر البحر الأسود للأسواق طوال فترة الصراع، ويقول تجار إن هناك تدفقات روسية من القمح بالسوق.


وأكد بوتين على موقف موسكو بأنها ستعود إلى الصفقة بمجرد تلبية الغرب لمطالبها الخمسة الرئيسية وهى عودة البنك الزراعى الروسى إلى نظام سويفت، واستئناف تصدير الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا، وإزالة القيود المفروضة على التأمين ووصول السفن والبضائع الروسية إلى الموانئ، وإعادة خط أنابيب تصدير الأمونيا المتضرر حاليا من توجلياتى الروسية إلى أوديسا فى أوكرانيا، وإلغاء الحظر على الحسابات والأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية.


وقد حذرت الأمم المتحدة من أن ملايين الأشخاص فى البلدان الفقيرة حول العالم معرضون بشكل أكبر لخطر الجوع والمجاعة من التأثير الضار على أسعار المواد الغذائية.
جاء إنهاء العمل باتفاق الحبوب بعد ساعات فقط مما وصفته موسكو بهجوم إرهابى على جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التى ضمتها. وأدان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، الهجوم على الجسر ووصفه بأنه عمل إرهابى ضد طريق للنقل مهم للغاية، لكنه تعهد بأن يرد الجيش الروسى على الهجوم، ودعا إلى تشديد الإجراءات الأمنية على الجسر.
وقد أكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أن بلاده مستعدة لمواصلة صادراتها من الحبوب عبر البحر الأسود رغم إعلان موسكو انتهاء الاتفاق «بحكم الأمر الواقع».. كانت روسيا قد وافقت ثلاث مرات فى العام الماضى على تمديد اتفاق البحر الأسود، لكنها علقت أيضًا لفترة وجيزة مشاركتها فى نهاية أكتوبر ردًا على هجوم بطائرة بدون طيار على أسطولها فى شبه جزيرة القرم. كما اشتكت من عدم وصول كميات كافية من الحبوب إلى البلدان الفقيرة، لكن الأمم المتحدة تقول إن الترتيب أفاد تلك الدول من خلال المساعدة فى خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20% على مستوى العالم.. وفى حالة استمرار توقف الاتفاقية سيكون مصير استمرار أوكرانيا فى شحن الحبوب لدول العالم بنفس المعدلات الحالية غامضا فيما سيكون ارتفاع تأمين سفن الشحن إشكالية كبيرة، إذ قد ينجم عن ذلك توقف شركات الشحن العالمية عن نقل الحبوب فى منطقة الحرب.


وإزاء ذلك، قد يطرح البعض خيار نقل الحبوب الأوكرانية برا بكونه الملاذ المناسب، إلا أن هذا الخيار لن يكون بديلا عن النقل بحرا فرغم أن أوكرانيا صدرت كميات كبيرة من الحبوب عبر دول شرق الاتحاد الأوروبى، إلا أنه لا يوجد عدد كاف من عربات الشحن اللازمة لتصدير جميع الحبوب الأوكرانية برا.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة