السبت، 22 يوليه 2023 - 08:02 م

يأتى انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، والمعروف باتفاق البحر الأسود  ليثير موجة من المخاوف والقلق لعدد كبير من  الدول  الأفريقية، التى تعانى أزمة غذاء حادة منذ اندلاع الحرب الروسية   الأوكرانية،  حيث من المتوقع أن يؤدى لحدوث أزمات غذائية تصل إلى المجاعة فى بعض الدول التى تعانى وضعا هشاً.

التوقف المفاجئ  ينذر بأزمة عالمية حيث سبق ان حذر عدد كبير من الخبراء ومنظمات الإغاثة من ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، وستكون الدول الفقيرة، خاصة فى أفريقيا، الأكثر تضررا من تراجع صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا، حيث تستورد دول القارة نحو 40 % من احتياجاتها من القمح من البلدين المتحاربين، وترتفع تلك النسبة فى دول جنوب الصحراء ذات الكثافة السكانية العالية، التى تعتمد على استيراد القمح بنسبة 85 % من روسيا وأوكرانيا.

عدد كبير من الدول الأفريقية توجد على لائحة الأكثر استيراداً للقمح عالمياً، مثل مصر والجزائر والمغرب وليبيا وتونس ونيجيريا وإثيوبيا والسودان وجنوب أفريقيا، والتى  تستورد 80 %من وارداتها من القمح وعباد الشمس من روسيا وأوكرانيا.. كما يوجد فى أفريقيا كذلك الكثير من الدول الأكثر فقراً وهشاشةً التى تعانى من الصراعات والطقس القاسي، وتعتمد فى توفير احتياجات قطاعات كبيرة من غذاء سكانها على ما تقدمه برامج الإغاثة العالمية.

وسبق أن حذَّر ديفيد بيزلى مدير برنامج الغذاء العالمي، من أن عدم تجديد اتفاق تصدير الحبوب سيكون كارثياً فى ظل وجود ملايين على شفا المجاعة فى أفريقيا.

الغريب أن القرار الذى  أثار غضب عدد من الحكومات الأفريقية، التى تواجه ضغوطا داخلية نتيجة موجة ارتفاع أسعار الغذاء، يأتى قبل انعقاد القمة الروسية - الأفريقية قبل نهاية الشهر الحالى حيث  يتعرض  بعض القادة لضغوط أمريكية من أجل إدانة روسيا بسبب قضية الحبوب، وعدم السفر إلى سانت بطرسبرج لحضور القمة. وتضع بعض الزعماء فى مأزق، لأنهم يحتاجون عادةً للمساعدات الروسية والأمريكية فى القضايا الأمنية والاقتصادية

ومع ذلك يرى البعض أن القرار الروسى  يصب فى مصلحة موسكو لأنه تزيد اعتماد الدول الأفريقية عليها بطريقة غير مباشرة. ويمكن روسيا أن تقدم نفسها بما تملكه من قدرات إنتاجية وبخاصة من محصول القمح كبديل مقبول للدول الأفريقية، بالإضافة لتعزيز نفوذها  فى القارة وكان الرئيس الروسى أعلن فى مارس الماضي، أن روسيا ستقبل تمديد اتفاق الحبوب إذا نُفِّذ بالكامل، وستزوِّد الدول الأفريقية بالحبوب مجاناً، فى حالة عدم تمديد اتفاق نقل الحبوب عبر موانئ البحر الأسود فى مايو الماضى.