د. سارة الذهبى
د. سارة الذهبى


يوميات الأخبار

مراتى عايزة إيه؟

الأخبار

السبت، 22 يوليه 2023 - 08:41 م

تفشل الكثير من العلاقات الزوجية بسبب عدم قدرة الطرفين فى كثير من الأحيان على الإجابة على سؤال يبدو ظاهريًا أن إجابته سهلة ومعروفة ولكن واقعيًا يجهل بعض الأزواج والزوجات كيفية تطبيقه على أرض الواقع

جربت تسأل نفسك قبل كده ايه احتياجات زوجتي؟

جربتى تسألى نفسك جوزى محتاج منى ايه؟ ناقصه ايه؟

ليه زوجات كتير بتشتكى عدم وجود تفاهم بينهم وبين أزواجهم وليه الستات بتكون فى وادى و الرجالة فى وادي؟

والعكس صحيح، فكرتى تسألى نفسك ايه متطلبات زوجك منك؟ ايه المشاعر اللى بيحتاج الزوج يحسها مع زوجته لنجاح زواجهم؟

للأسف معظم الرجالة والستات بمجرد توقيعهم على عقد الزواج بيحسوا بالأمان و التمّلك .. وكأن دى نهاية الحكاية، مش بدايتها. زوجة ضمنت زوج وزوج ضمن زوجة ، وكل المشكلة تتلخص فى كلمة «الضمان»

لما شخص بيضمن وجود شيء بيهمله ولا يشعر بقيمته فما بالكم لما شخص بيضمن وجود بنى آدم وعارف ان بينهم ميثاقا غليظا - رغم ان فى الزمن ده للأسف الزواج فقد قدسيته وأصبح الطلاق هو السائد والخراب هو الغالب-

لما شخص بيضمن انه امتلك شخصا أحيانًا بيقصر فى حقوقه ويهمل مشاعره ولا يُبالى بمتطلباته.. ويعتبر وجوده تحصيل خالص.. حق مكتسب ليه.

كتير نسمع عن زوجات تشتكى أن أزواجهم بيكونوا فى منتهى الذوق وبيتبعوا قواعد الاتيكيت مع زميلاتهم فى العمل وعلى النقيض تمامًا مش بيركزوا فى أى تفصيلة ممكن تسعد الزوجة.

بيستمعوا لزميلاتهم فى العمل ويوجدوا ليهم الحلول وفى البيت بينفروا من كلام زوجاتهم ويملّوا من أى موضوع تطرحه الزوجة حتى لو كان مهم ومؤثر بالنسبة لها.

تعالوا نفك سوا شفرة العلاقة الزوجية.

ونطرح أهم سؤال :

ماذا تحتاج الزوجة من زوجها؟

وماذا يحتاج الزوج من زوجته؟

اسرحوا بخيالكم دقيقة وفكروا فى اجابة السؤال ده بجد.. عددوا احتياجاتكم ونواقصكم.. ايه نقط الضعف فى علاقتكم و ايه الطلب اللى طلبتوه مرارًا وتكرارًا من شريك حياتكم ولم يقابل طلبكم الا بالاهمال والتقليل منه.

للأسف مشكلتنا فى العموم ان كل شخص بيقيس كل حاجة بوجهة نظره الشخصية.. لو التصرف ده لم يزعجنى يبقى مينفعش يزعج الشخص اللى قدامى ولا يحق له انه يشتكى منه، لأن أنا شايف كده و دى وجهة نظرى..

ودى أكبر مشكلة بتواجه المتزوجين..

زوج مش قابل يتنازل ويمتنع عن تصرفات بتضايق زوجته..

وزوجة شايفة ان اللى مضايق جوزها ده لا يستحق زعله وهو مكّبر الموضوع..

ومن هنا تتدهور العلاقة وتزداد الفجوة بين الزوجين يوما بعد يوم.. طيب فيها ايه لما نريّح بعض؟

لما نوصل لحلول وسطية ترضينا؟

نحسس شريك حياتنا ان زعله فارقلنا و ان راحته تهمنا؟

انى بحترم مشاعره وحتى لو شايف ان تصرفى مش مزعج فا أنا مش هكرره تانى لإنه أزعجه و ضايقه…و ده سبب كافى بالنسبة لى.
لازم نحترم مشاعر الغير حتى لو فى قرارة نفسنا مش مقتنعين، فالأولى ان نحترم مشاعر شريك حياتنا ونحسن إليه و نتفنن فى ارضائه. لإنها دائرة متصلة، الزوج لما هيريّح زوجته؛ زوجته هتريحه وهتراضيه والعكس صحيح..

نبدأ بالسؤال الأول:

ماذا تحتاج الزوجة من زوجها؟

مش مبالغة لما بنقول ان الستات بتحب بودنها..

مفتاح أى ست الكلمة الحلوة .. أهم احتياج لأى زوجة انها تسمع كلمتين حلوتين من زوجها..

فى أسرار لنجاح الزواج ومتطلبات مشتركة بيحتاجها الزوج والزوجة:

أولها التقدير المتبادل لإنه المكّون السحرى لنجاح أى زيجة.. الزوج يقدّر تعب زوجته فى شغل البيت وتربيتها للأطفال ومجهودها معاهم فى المذاكرة والتمارين والزوجة تقدّر سعيه وراء لقمة العيش طول اليوم و دوره فى حياة ولاده وتربيته وتوجيهه للأولاد، لإن أنا ضد اقتصار دور الرجل على تأمين حياة مادية كريمة وفقط.. التربية مسئولية مشتركة والبيت مسئولية مشتركة بكل تفاصيله، ولكن ممكن الزوجة تشارك بجانب أكبر فى البيت لإنه مملكتها.

فى بيوت لغة الحوار فيها تفتح النِفس، الجمل المتداولة فيها «تسلم ايدك يا ماما / شكرًا يا بابا / تعبناكى طول اليوم/ ربنا يخليك لينا» واللغة دى بتنقل للأبناء تلقائيًا بدون أى مجهود.. التقدير بيجبر اللى قدامك يستحملك ويبلعلك الزلط.. فى مقولة بحبها جدًا بتقول «أشيل على ظهرى جبل بالحب.. ولا حبة رمل غصب»

تانى عنصر مشترك لنجاح أى جوازة «الاهتمام بالتفاصيل» و ده مش احتياج نسائى فقط، بالعكس فى أزواج بينفروا من زوجاتهم لإنهم مش مهتمين يسألوهم عن يومهم، عن اللى مضايقهم، عن خططهم المستقبلية «وكل تركيزهم مُنصب على الأولاد و تفاصيلهم..

لازم الزوجة تجد فى زوجها الصديق المُنصت المُحتوي..

والزوج يلاقى فى زوجته الصديقة المخلصة الحنونة..

ولو الصفة دى مش موجودة، بالتدريب وبالوقت وبذل الجهد نقدر نخلقها تدريجيًا.

تخيل لو زميلة ليك فى الشغل لجأت ليك واستنجدت بيك واحتاجت تاخد رأيك، شوف هتسمعلها ازاى وهتفضّيلها وقت ازاى على الأقل عشان هتتحرج تعمل عكس كده، فالأولى انك تعمل كده مع مراتك.

ياريت وقت النقاش والحوار محدش فيكم يكون مركّز فى الموبايل أو مشغول بحاجة.. لو مشغول وقت ما زوجتك محتاجة تتكلم، فهمها انك بتعمل حاجة مهمة وخلال وقت معين هتكون خلصت و مركز معاها.

الاهتمام لازم يكون صادق وحقيقى لإن الاهمال هو سرطان العلاقات مهما كان الطرفين بيحبوا بعض.

الزوجة محتاجة تسمع دائمًا من زوجها ان البيت من غيرها ولا حاجة و ان البيت ملوش معنى غير بيها.. وانها ملكة هذا الكيان.
والزوج محتاج يسمع من زوجته انه عصب البيت وانهم محتاجين وجوده، مش مادياته و بس.

لو فاكرين ان الكلام ده تقليدى ومعروف ومش محتاج يتقال فصدقونى ان فى حواجز كتير بتتبنى بين المتجوزين بسبب احساسهم ان أدوارهم البديهية فى البيت غير مُقدّرة وغير معترف بيها.. و ان الزوج والزوجة محتاجين يسمعوا الكلام ده من بعض حتى لو كان كلام معروف ومكرر.

معظم حالات الطلاق بتتم بسبب وجود خلل فى الاحتياجين السابق ذكرهم.

ان مفيش تقدير / مفيش اهتمام / فى شخص تانى ملى فراغ شريك حياتى معرفش يملاه فا قررنا ننفصل.

وللأسف ساعات بتكون النتيجة مش الطلاق، بتكون وقوع فى بئر الخيانة و انعدام للثقة و طلاق بفضيحة و هدم لأسرة و قلة قيمة.

تخيلوا ان فى زوجات كانت أهم شكوى بالنسبالهم «قلبة الوش» كل واحدة تقولى انا جوزى عمره ما ابتسم فى وشى الا فى المواسم.. دايما قالب وشه كأنى قتلته قتيل.. بيخلينى أحاسب على كل حاجة ضايقته فى يومى ..

لو الشغل فى مشاكل يقلب وشه ويقلب عليا..

لو الجو حر يقلب وشه ويقلب عليا..

حد كسر عليه فى اشارة يقلب وشه و يقلب عليا!

تخيلوا لما ده يبقى المشهد اليومى المتكرر فى حياة بنى آدم لمدة عشرين تلاتين سنة!

أكيد هيكتئب وهيكره حياته وهيحس بالذنب فى حاجة هو ملوش ذنب فيها.

الابتسامة مهمة جدًا.. اننا نقدر نفصل بين مشاكلنا وبين شريك حياتنا وحياتنا الشخصية موهبة لا يُتقنها الا الشخص الناضج السوى.

لو بتقلبى وشك كل يوم و دايماً قرفانة وزهقانة وروحك فى مناخيرك تفتكرى جوزك هيحب يرجع بيته ليه؟

عشان وحشته فقرة النكد مثلًا؟ تفتكرى هيحب قعدة البيت و الا هيطفش منها؟

البيوت المشحونة طول الوقت دى مُنفرة لأقصى حد..

حاولوا تبذلوا مجهود فى ان البيت يهدى.. ان الوشوش تبتسم.. ان الكلام الحلو يتقال وياخد حقه.. يبقى فيه أحضان بينكم و بين ولادكم وشريك حياتكم.. كل ده هيمتص ضغوط الحياة اللى مش بتخلص..

آخر حاجة ممكن الزوجة تحب تسمعها منك الجملة المتوارثة من جيل لجيل «هو انتى بتعملى ايه طول اليوم»
أو «انتى بتشتكى ليه.. ما كل الستات كده!»

أو انك تدخلها فى مقارنات مع فلانة و علانة.

صدقنى انت كده بتربى وحش كاسر كل تفكيره ازاى يهاجم ويدافع عن نفسه.. لإنك استفزيت فى زوجتك جانب خطير، انها مبتعملش حاجة، حياتها بلا قيمة، دورها انت مش شايفه.. لأ وكمان مش مالية عينك واللى مالى عينك ستات غيرها..

هتلاقى لغة الحوار بينكم اتغيرت ونبرة الصوت احتدت، لإنها مش لاقية منك الا عدم تقدير واهدار لتعبها ومجهودها كأن البيت بيمشى بضغطة ريموت كنترول وطلبات الولاد اللى مش بتخلص بتتنفذ بدون أدنى مجهود منها.. وصدقنى لو فتحتوا باب المقارنات بينكم انتوا الاتنين هتطلعوا خسرانين، لإنك زى ما بتقلل من امكانياتها مقارنة بفلانة فا هى هتقلل من مجهودك مقارنة بعلان.

قرّب من زوجتك.. عاملها بحنية زى ما بتعامل بنتك..دلّعها.. قولها كلمتين حلوين..اعمل اللى بتحبه حتى لو حاجات تافهة بالنسبالك بس بتفرق معاها، و ابقى افتكرنى و ادعيلى لما علاقتكم تبقى أحسن و الحياة بينكم أهدي..

و للحديث بقية فى اليوميات القادمة ان شاء الله..
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة