جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

إسرائيل.. وخطر الحرب الأهلية!!

جلال عارف

السبت، 22 يوليه 2023 - 08:43 م

الانقسام الداخلى فى إسرائيل بلغ درجة خطيرة. رهان نتنياهو على أن المعارضة ستتعب والمظاهرات ستقل ضد مشروعه للهيمنة على السلطة القضائية حقق فشلا ذريعا. المظاهرات تتواصل والأعداد قاربت المليون أحيانا..

ومع ذلك مازال نتنياهو وزملاؤه فى حكومة عصابات اليمين المتطرف يتمسكون بتمرير القانون بأسرع ما يمكن رغم التحذيرات التى لا تتوقف من الداخل ومن أقرب  الحلفاء فى الخارج وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية!

الخطير الآن أن الحديث عن «العصيان المدني»، بدأ يتحول إلى خطوات عملية كما حدث من الأطباء والعاملين فى المطارات ولو على نطاق ضيق حتى الآن، لكنه لن يكون كذلك إذا صدرت قوانين الهيمنة على القضاء بالفعل.

والأخطر من كل شىء هو انتشار الدعوة بين جنود وضباط الاحتياط لوقف انخراطهم فى الجيش ومن بينهم وحتى الآن حوالى مائتين من العاملين فى سلاح الجو!

وكان العسكريون حاضرين من البداية فى مظاهرات المعارضة من خلال قيادات عسكرية سابقة ومنهم ايهود باراك رئيس الحكومة الأسبق وعدد من رؤساء الأركان السابقين.

ثم كانت إقالة وزير الدفاع «جالانت»، بعد أن أعلن معارضته للقوانين الجديدة.

وبعدها تصور البعض أن الأوضاع ستتغير بعد أن تراجع نتنياهو عن إقالة وزير دفاعه، ثم الدخول فى اللعبة المعتادة بعشق سلسلة من الاعتداءات على الفلسطينيين بلغت أوجها مع الهجوم الهمجى على مخيم ومدينة «جنين»، والذى أعلنت المعارضة تأييدها له!!

لكن الأوضاع سارت فى طريق آخر. نتنياهو ماض فى استصدار القوانين للهيمنة على القضاء والهروب من المحاكمة التى يواجهها. والمعارضة ماضية فى الرفض. والمزيد من ضباط وجنود الاحتياط «وهم نصف قوة الجيش الإسرائيلي» يعلنون التخلى عن التطوع للخدمة العسكرية.

ووزير الدفاع جالانت يعود للتحذير ويطلب تأجيل إقرار القوانين الجديدة، ورئيس الأركان «وهذا هو الأخطر»، يحذر من مناخ سياسى يضر بالأمن، ووزراء فى حكومة نتنياهو يهددون بمحاكمة كل من يمتنع عن الخدمة العسكرية، وجنرال مقرب من نتنياهو يحذر من «انقلاب عسكري»، صامت تطلب فيه قيادة الجيش إيقاف إصدار القوانين التى تعطى لحكومة عصابات اليمين المتطرف الهيمنة الكاملة على القضاء لتكتمل لها السيطرة على القرار بدون مراجعة أو معارضة.

هل يمضى نتنياهو فى مخططه لتمرير القوانين ويتحمل مسئولية ما يحدث، أم يبحث عن حل يمنع المواجهة؟ هذا هو السؤال، والإجابة عليه - فى كل الأحوال- لا يمكن أن تتأخر بينما الحرب الأهلية على الأبواب!!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة