صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تقرير| «العالم تحت وطأة موجة حر قاسية».. ما هي أسباب ارتفاع درجات الحرارة؟

إسراء ممدوح

الإثنين، 24 يوليه 2023 - 12:58 م

يشهد العالم ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، فضلًا عن حالة التأهب القصوى التي أعلنتها الكثير من البلاد مثل إيطاليا وإسبانيا وأمريكا واليونان، بسبب تداعيات ارتفاع درجات الحرارة الشديدة.

وفي ذلك الوقت الراهن، يتسائل الكثيرين من الأشخاص حول العالم، عن أسباب ارتفاع درجات الحرارة تلك لتضع العالم تحت وطأة موجة حر قاسية.

وتوضح «بوابة أخبار اليوم» خلال السطور التالية، أسباب ارتفاع درجات الحرارة الشديدة في العالم.

 ترتفع درجات الحرارة العالمية بمعدل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل، ويُعزى هذا الارتفاع إلى الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، والتي تطلق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والتي تعمل أيضًا على حبس الحرارة.

وفي سياق متصل، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة لمجموعة متنوعة من الآثار السلبية على البيئة والمجتمع، فيحدث المزيد من موجات الحر والجفاف والفيضانات.

ومن الأثار الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى غرق المدن الساحلية وهجرة الملايين، فضلًا عن تغير النظام الغذائي، حيث تصبح بعض المحاصيل غير قادرة على النمو في مناخات أكثر دفئًا، مما يؤدي إلى نقص الغذاء.

«أسباب موجات الحر»

وتغير المناخ هو السبب الرئيسي لموجات الحر، حيث تعمل الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، على حبس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

يُمكن أن يساهم النشاط البشري أيضًا في موجات الحر، مثل مساهمة السيارات والشاحنات والطائرات في انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

كما يُمكن أن تؤدي الظواهر الجوية، مثل موجات الحر والعواصف الرعدية الشديدة والفيضانات، إلى موجات الحر، ويمكن أن تسبب هذه الظواهر ضررًا كبيرًا للممتلكات والبنية التحتية.

وتؤدي التغييرات في استخدام الأراضي، مثل قطع الأشجار وتطوير الأراضي، إلى موجات الحر، حيث تعكس الأشجار الحرارة من الغلاف الجوي، مما يساعد على تبريد الأرض، فعندما يتم قطع الأشجار، تنطلق الحرارة في الغلاف الجوي، فترتفع درجات الحرارة.

ويسبب الجفاف ونقص المياه ارتفاع في درجات الحرارة، حيث يُفقد الأرض القدرة على تبريد نفسها بواسطة التبخر، وتلعب العوامل الجغرافية دورًا في حدوث موجات الحر، حيث تسهم السهول والوديان ومساحات الماء الضحلة في تجميع الحرارة وتسخين المناطق المحيطة بها، فبالطبع، يمثل ارتفاع درجات الحرارة تحديًا خطيرًا للعالم.

يُمكن أن يساهم التلوث في تقليل قدرة الغلاف الجوي على امتصاص الأشعة الشمسية، مما يُؤدي هذا إلى زيادة كمية الحرارة التي تعود إلى الأرض، فيُؤدي لارتفاع درجات الحرارة العالمية.

وأكد الخبراء، أن هذا الاحترار القياسي هو من يسهم في زيادة التأثير السلبي، للظواهر المناخية والطبيعية ومنها ظاهرة الـ "نينيو".

اقرأ أيضًا: عودة ظاهرة الـ«نينو» تُهدد البشرية

ويقول الخبير البيئي عضو الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة، أيمن هيثم قدوري، لـ "سكاي نيوز" البريطانية: إن "ما يشهده الكوكب من احترار قياسي تاريخي ليس ناجمًا عن تأثيرات ظاهرة إل نينيو، والتي لا تفوق نسبة 15%، وهي ترفع الاحترار العالمي بمقدار لا يتجاوز 0.2 درجة مئوية، وهو ما كنا قد وضحناه سابقًا".

وأوضح قدوري، علاوة على أنها ظاهرة طبيعية يتكرر حدوثها منذ مئات السنين، أي قبل أن يعصف تغير المناخ والاحتباس الحراري بالعالم، بل العكس هو الصحيح أي أنه بفعل تسارع وتيرة التغير المناخي، ارتفعت نسبة الاحترار الذي تسببه تلك الظاهرة  ليتراوح ما بين 0.2-1 درجة مئوية .

وهكذا فالعلاقة بين تأثيرات إل نينيو والاحترار العالمي الذي ينتج عنه التغير المناخي هي علاقة طردية، بمعنى أن تأثيرها في المناخ يزداد كلما ارتفعت حدة الاحترار العالمي، والاحترار  يتفاقم بفعل ارتفاع تراكيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والتي تنعكس على سطح الأرض بهيئة كوارث تؤطر بتسمية التغير المناخي.

فالارتفاع المستمر بمعدلات درجات الحرارة خلال الـ 20 عامًا الماضية، وكسرها للمحددات العالمية في أكثر من عام، كان مقدمة واضحة لما وصلنا له الآن، وهو ما سبق وأن حذرنا منه مرارًا وقبل بداية هذه السنة حتى التي هي الأقسى، وبذلك فارتفاع درجات الحرارة يُمثل تحديًا خطيرًا للعالم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة