الأربعاء، 26 يوليه 2023 - 01:16 م

ليس هناك ما هو أكثر قيمة من الشعور بأنك أسهمت في إنقاذ حياة مريض، وفي ظل الظروف الصعبة والمِحن يظهر رجالاً يسعون جاهدين لإنقاذ حياة الآخرين وتقديم يد العون لهم، وكان ذلك جلياً عندما تلقت غرفة التحكم والقيادة بإسعاف الشرقية استغاثة عبر الخط الساخن " ١٢٣ " عن مريض يبلغ من العمر ستين عاماً ويعاني من أزمة قلبية حادة، ولأننا نعلم أن الاستجابة السريعة لنداءات المصابين بالأزمات القلبية تزيد من فرص نجاتهم، فعلي الفور انطلقت سيارة الإسعاف وصافرتها تدوِّي لتشق الطريق وسط الزحام وعلي متنها كل من المسعف محمود أحمد عليوه، وفني قيادة  أسامة السيد.

اقرأ أيضا| إسعاف الشرقية يعثر على 417 ألف جنيه ويسلمها لأسرة مصاب بحادث طريق

لتعلن سيارة الإسعاف وصولها لمكان الاستغاثة في غضون خمس دقائق، وبفحص المريض تبين أن المريض فاقد الوعي تماماً وتبدو عليه علامات توقف القلب حيث لا يوجد تنفس ولا يمكن تحسس نبض المريض، كان المسعف محمود يعلم جيداً أنه لا يمكن أن يستسلم في مثل هذه المواقف، وأن كل ثانية تُشكِّل قيمة حقيقية، فعلي الفور بدأ في إجراء إنعاش قلب رئوي بشكل سريع وحاسم من خلال ضغطات متتابعة علي صدر المريض لإعادة تدفق الدم والأكسجين إلى قلب المريض، كانت اللحظات تمر كالساعات والتوتر يزداد في الجو المشحون بالصمود والأمل، وبعد مجهود كبير وإصرار لا يلين تلاحظ عودة نبضات الحياة للمريض وعاد القلب ينبض من جديد،

ولكن نجاح تلك المهمة لم تكن نهاية المطاف فلم ينتهي عمل المسعف بعد، فعليه أن يحافظ علي استقرار حالة المريض وهذا هو الدور الأصعب، حيث قام بتثبيت "ممر هوائي فموي بلعومي" لضمان تدفق الأكسجين إلى رئتي المريض، ليشرع بعد ذلك المسعف في إجراءات نقل المريض إلى سيارة الإسعاف بمساعدة زميله بحذر ودقة شديدين، لتنطلق سيارة الإسعاف في طريقها إلى المستشفي مع متابعة دقيقة ومستمرة من المسعف طيلة الطريق لكافة العلامات الحيوية للمريض، ليتسلم الفريق الطبي بالمستشفي المريض لاستكمال رحله العلاج بقلب عاد ينبض من جديد تلك النبضات التي ستظل تذكرنا دائماً بأهمية وقيمة الوقت في التعامل مع مثل تلك الحالات.