كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

يحيى الفخرانى .. شكرًا !

كرم جبر

الأربعاء، 26 يوليه 2023 - 11:15 م

أدعو وزيرة الثقافة نيفين الكيلانى أن نتشارك معا "إعلام وثقافة" فى تكريم هذا الفنان العظيم.
يحيى الفخرانى..
قطعة جميلة فى محراب الفن المصرى، تحمل جيناته طقوس الإبداع وروعة الأداء وعمق الأصالة لتبلور فنانا بحجمه، أسعدنا كثيرا وجاء إلينا بالبهجة حتى فى زمن استراحة القوة الناعمة المصرية.

فنان من مصر يرسخ مفهوم أن مصر كانت ومازالت وستبقى دنيا الفنون الجميلة التى تغوص فى أعماق الوجدان العربى، فتوحد مشاعره وتضبط بوصلته وتوجه مؤشراته، تماما كما كان يفعل العمالقة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ونجيب الريحانى ويوسف وهبى وحسين رياض وفاتن حمامة ورشدى أباظة وأنور وجدى ومديحة يسرى ونادية لطفى وحسن الإمام وطوابير طويلة من المبدعين، لو أحصيناهم لزاد عددهم عن سكان قرية صغيرة.

يذكّرنى فى بعض الأحيان بالرائع نجيب الريحانى، الذى حملنا على أجنحة الإبداع فى أفلام كثيرة، والذى حفرت دموعه الحزينة وجداننا فى المشهد الأخير فى فيلم "غزل البنات"، مع العمالقة يوسف وهبى وأنور وجدى وليلى مراد، وأبكانا بتعبيرات وجهه الهائلة على أنغام أغنية "عاشق الروح" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب و"ضحيت هنايا فداه وهعيش على ذكراه".. وفعل بنا يحيى الفخرانى نفس الشىء فى أعمال كثيرة، وفجر الدموع فى الأعماق بعواطفه الجياشة.

وفى مسلسل "دهشة"، بكينا لعواطفه الجياشة وهو يرتمى فى أحضان ابنته الصغرى "يسرا اللوزى"، التى تحولت بقدرة قادر إلى عملاقة صغيرة مخضرمة، تسرى فى عروقها الفنية روح الفخرانى.

دون مشاهد عارية أو خادشة للحياء أو إفيهات فاضحة صعد الفخرانى إلى قمة الإبداع، ولو أحضروا إنسانا فقد عقله أو مجنونا ليلعب دور الباشا "الباسل"، ما أجاد مثل الفخرانى بشعره المنكوش ونظراته التائهة وخطواته الضائعة، لا يفتعل كلاما أو إيماءات وحركات، ولا يبتز مشاعر المشاهدين بالتمثيل عليهم، ولا يتسول النجومية باستحضار أدواره القديمة، فهو متجدد دائما ويؤدى المشاهد التمثيلية بميزان من ذهب، فلا يشعرنا أنه يمثل أو يفتعل بل يؤدى الواقع ويعيش الحقيقة ويجسد الحياة.

وفى مسلسل "الخواجه عبد القادر" قدم صورة متسامحة لتدين الشعب السودانى الطيب، وخلال زيارة قمت بها للسودان منذ سنوات، قال لى بعض السودانيين إنهم يحلمون بزيارة الفخرانى ليخرجوا فى استقباله فى الشوارع كما استقبلوا الرئيس جمال عبد الناصر، لأنه كان أصيلا وصادقا فى التعبير عنهم.

"أبنائى الأعزاء شكرا، ألف ليلة وليلة، أوبرا عايدة، الخواجة عبد القادر، الليل وآخره، المرسى والبحار، جحا المصرى، سكة الهلالى، شيخ العرب همام، عباس الأبيض فى اليوم الأسود، ليالى الحلمية، يتربى فى عزو". وأعمال أخرى كثيرة سطر بها الفخرانى سطورا مضيئة فى صفحات الفن المصرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة