جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

قمة واعدة.. فى ظروف صعبة!!

جلال عارف

الأربعاء، 26 يوليه 2023 - 11:16 م

رغم ظروف الحرب، كانت كل الأطراف حريصة على انعقاد الدورة الثانية للقمة الروسية ـ الأفريقية. وكانت الدورة الأولى قد انعقدت قبل أربع سنوات فى "سوتشى" بروسيا برعاية مشتركة من مصر وروسيا لتدشن جهدا ضروريا لتطوير العلاقات بين روسيا وأفريقيا فى كل المجالات.

الآن تبدو الحاجة أشد للتعاون، ولمحاولة فتح الباب أمام العمل لإنهاء الحرب التى أثقلت كاهل الجميع، وللتعامل مع آثارها السلبية خاصة أنها تزامنت مع أزمة اقتصادية تجتاح العالم وتترك آثارها على القارة السمراء. ولعل أزمة الحبوب التى عادت للظهور وتجسد بعض ما تعانيه أفريقيا وهى تحاول أن تبدأ مرحلة جديدة من التنمية الضرورية بعد عهود من الاستعمار والنهب المنظم لثرواتها، ثم تفاجأ بهذه الظروف الضاغطة التى لابد أن يتعاون الجميع فى مواجهتها.

معظم دول القارة تتخذ موقفاً مستقلاً من الحرب وإن بدرجات مختلفة، رغم الضغوط والظروف التى تواجهها. ورغم عدم نجاح  المبادرة التى قدمتها دول القارة لوقف الحرب، فإن الجهود ستظل مستمرة، وصوت أفريقيا لابد أن يظل مسموعا فى ضرورة العودة للعقل ووقف التصعيد الذى ينذر بالأسوأ.. ومن جانب آخر فإن روسيا تدرك أن آفاق التعاون مع أفريقيا ستكون أرحب حين تتوقف الحرب وينخرط الجميع فى جهود البناء.

روسيا أعلنت أنها ستقدم فى القمة رؤيتها لتزويد دول أفريقيا بالحبوب ومساعدة الدول الفقيرة فى الحصول على ما يلزمها. وقالت إن صادراتها للقارة السمراء زادت فى العام الماضى، وبرامج التعاون فى كل المجالات استمرت كما يحدث مع مصر حيث يمضى العمل فى المنطقة الصناعية شرق قناة السويس وفى مشروع الضبعة.

ولاشك أن دعم موسكو لانضمام مصر والجزائر لمجموعة "البريكس"، سيفتح آفاقا أكبر للتعاون ولشراكة اقتصادية أكبر تحتاجها أفريقيا التى تسعى للتنمية والتقدم، ولا تريد أن تتحول إلى ساحة للصراع على النفوذ بين الدول الكبرى ولا أن تبقى مجرد مورد للمواد الخام التى تصنع تقدم الآخرين.

انتهاء القمة فى موعدها رغم الحرب والأزمات والضغوط.. مؤشر هام على أن كل الأطراف تريد شراكة ناجحة ومستمرة ستزدهر حتماً حين تتوقف المدافع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة