الجمعة، 28 يوليه 2023 - 05:37 م

■ بقلم: يسري الفخراني

لا يعلم الصياد موعد ومكان رزقه مهما كانت خبراته وسنواته فى البحر.

الصياد العجوز الذى مرت عليه مئات المحاولات لم يحصل فيهم على سمكة يؤمن بحكمة بسيطة أن البحر مثل حصالة تدخر رزقه، ما لم يحصل عليه اليوم يجده مع رزق الغد، المهم أن نستمر فى السعى بنفس الجهد والقوة والإرادة، فهل شاهدت منظر السمك وهو يقفز فى شباك صياد سعيدًا أنه رزق إنسان يسعى؟

يكتب سائق سيارة نقل عبارة رائعة يقرؤها العابرون فى الطريق: «اللهم أعطه على قدر ما يتمناه لى».. اجعل طاقتك تستمر فى أن تتمنى الخير لك ولغيرك، أفضل من أن تفقدها وأنت تتمنى الشر للآخرين والخير لنفسك، طاقة الأمنيات تسير فى اتجاه واحد، لا تعرف كيف تحقق الشر والخير فى نفس الاتجاه ؟

هل تعرف نقطة قوتك؟ هل فكرت فيها من قبل؟ اكتشاف أقوى ما تملك يجعلك تثق فى نفسك.. كل إنسان يرزق من السماء بطاقة قوة تختبئ داخله مثل الأنواع النادرة والثمينة من الأحجار الكريمة توجد دائمًا فى عمق بعيد داخل الأرض.. الشخص القوى يكتشفها.. الشخص العظيم يحولها إلى رحلة مذهلة تغير حياته وتصنعها.

لماذا لا تتصرف بعفوية مهما كان الموقف الذى تمر به؟ لن تجد أقوى من تصرف تلقائى نابع من داخلك دون تفكير فى أى موقف يجعلك إنسانا واضحا ومميزا.. المميزون لا يمثلون حياتهم إنما يمارسون الحياة ببساطة تجعلهم يكسبون قلوب من حولهم بسرعة.

كثيرون يجدون أن إلقاء ورقة على الأرض شيء سهل ومريح.. قليلون هم الذين جربوا متعة الانحناء على الأرض لالتقاط نفس الورقة أو علبة فارغة ووضعها فى صندوق القمامة، الأول يفقد طاقته وهو يلقى بها مع الورقة، والثانى يكتسب طاقة وهو يلتقطها مع الورقة، الأول يفقد ذاته ولا يحترم نفسه، والثانى يزداد قيمة ويشعر أنه بذل جهدًا للحفاظ على حياته نظيفة، الأول يسير عكس اتجاه دورة الحياة ويفسدها.. أما الثانى فيسير مع دورة الحياة ويعتنى بها.

جرب أن تكون جزءا من دورة الحياة حتى تحصل على مكافأتها لك.