الجمعة، 28 يوليه 2023 - 05:55 م

تتعرض مصر لموجة شديدة الحرارة منذ أكثر من أسبوع، مع توقعات خبراء الأرصاد الجوية باستمرار درجات الحرارة المرتفعة حتى منتصف شهر سبتمبر القادم،وأدى الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة الذى تشهده مصر والعديد من دول العالم الى انقطاع الكهرباء ونشوب حرائق بالغابات فى العديد من الدول، كما تسببت الموجة الحارة فى قيام وزارة الكهرباء بتخفيف الأحمال، من خلال قطع الكهرباء عدة مرات يوميا بجميع المناطق، وبالتناوب فيما بينها، بسبب ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة، نتيجة لجوء المواطنين لتشغيل أجهزة التكييف والمراوح للهروب من جحيم الحرارة، وهو ما تزامن مع انخفاض معدلات ضخ الغاز الطبيعى لمحطات الكهرباء التى تعتمد على الغاز فى توليد الطاقة، لتضطر الوزارة الى اللجوء الى تخفيف الأحمال.

ارتفاع درجات الحرارة الشديد وانقطاع التيار الكهربائى عدة مرات كشف عن ضرورة الاهتمام بزراعة الأشجار فى الشوارع، لأنه من المعروف أن الأشجار تساهم فى خفض درجات الحرارة، وهو ما يؤدى الى تراجع معدلات استهلاك الطاقة، وتوفير جانب منة الوقود اللازم لتوليدها، بالاضافة الى أن الأشجار تتسبب فى زيادة معدلات توليد الأكسجين، وخفض معدلات الاحتباس الحراري، بخلاف شكلها الجمالي، كما أنها تحقق بعدا اقتصاديا آخر، يتمثل فى توفير الأخشاب، خاصة أن مصر من الدول المستوردة للأخشاب، وبالتالى توفير جانب من العملة الصعبة اللازمة لاستيرادها، كما يمكن أيضا زراعة أشجار مثمرة فى الشوارع، مثل الموالح والنخيل وبعض أنواع الفاكهة، وهو ما يمكن أن يدر عوائد مالية لأصحاب هذه الأشجار، بالإضافة الى المساهمة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من بعض أنواع الفاكهة، بل ويمكن تصدير الفائض منها، وهو ما يتم فى بعض الدول، فعلى سبيل المثال يتم زراعة أشجار البرتقال فى شوارع إسبانيا، وهو ما يحقق عوائد مالية كبيرة.

زراعة الأشجار فى الشوارع لم يعد رفاهية فى ظل التغيرات المناخية، وظاهرة الاحتباس الحرارى، والتى تتسبب فى ارتفاع درجات الحرارة صيفا عاما بعد عام، وهو ما سيتسبب فى خسائر اقتصادية ضخمة على مستوى العالم، بخلاف الخسائر البشرية والبيئية الكبيرة.