الدودة المستديرة في التربة الصقيعية لسيبيريا
الدودة المستديرة في التربة الصقيعية لسيبيريا


إحياء مخلوق قديم سبق الحضارة.. الدودة المستديرة في التربة الصقيعية لسيبيريا

آلاء اليمانى

السبت، 29 يوليه 2023 - 03:51 م

أتقنت دودة صغيرة السفر عبر الزمن، حيث استيقظت من جديد بعد أن تجمدت من 46000 عام.

يُعتقد أنها عاشت في أواخر العصر الجليدي، زمن الماموث الصوفي، حيث تم إذابة مجموعة صغيرة من الديدان التي تمت إزالتها من التربة الصقيعية في سيبيريا وعادت إلى الحياة، ولم تكن الديدان، من الأنواع المنقرضة منذ فترة طويلة تسمى «Panagrolaimus kolymaensis» ميتة في الواقع، ولكن في حالة نائمة تسم «cryptobiosis» حيث تم إغلاقها حتى تصبح عملياتها الجسدية غير قابلة للكشف.

اقرأ أيضا|«رزقهم» من عرق الدود! | «الكومبوست».. ربح وفير وتربة خصبة


في السابق لم يكن لدى العلماء سوى دليل على أن الديدان المستديرة يمكن أن تبقى في هذه الحالة لمدة تقل عن 40 عامًا، و لكن التأريخ بالكربون المشع للنباتات داخل الجحر الجليدي، يشير إلى أن عمرها حوالي 46000 عام، وفقا «لصحيفة ديلي ميل»

و أوضح البروفيسور تيموراس كورتشاليا، كبير معدي الدراسة حول هذا الاكتشاف المذهل، والتي نُشرت في مجلة «PLOS Genetics» والأستاذ الفخري في معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الخلايا الجزيئية وعلم الوراثة: «بإنها تشبه إلى حد ما الحكاية الخيالية للحسناء النائمة، ولكن على مدى فترة أطول بكثير»

وقد مرت خمس سنوات منذ أن استعاد العلماء الروس ديدان «Panagrolaimus kolymaensis» من التربة الصقيعية مع جحر غوفر قطبي منقرض، على بعد 130 قدما من سطح Duvanny Yar outcrop على نهر كوليما في شمال شرق سيبيريا.


وقد أُنعشت المجموعة الصغيرة من الديدان، التي تم إحياؤها بعد إمدادها بالماء والطعام، وعاشت لمدة تقل عن شهر، لكنها أدت إلى ظهور أكثر من 100 جيل من الديدان الجديدة.


وتم العثور على هذه الديدان تستخدم آلية مماثلة للدخول في حالة من الحركة المعلقة مثل يرقات الديدان المستديرة الحديثة المسماة «Caenorhabditis elegans» والتي توجد في أكوام السماد وفي الفاكهة والنباتات المتعفنة في جميع أنحاء أوروبا والعالم.

و على صعيد آخر، فتشير التجارب المعملية إلى أنه قد يكون من المهم أن تعاني الديدان من الجفاف بشكل معتدل أولاً قبل أن تتمكن من البقاء على قيد الحياة بنجاح في درجة حرارة -80 درجة مئوية مع إيقاف وظائف الجسم الرئيسية. 


وعلى المستوى البيوكيميائي، أنتج كلا النوعين سكرًا يسمى طرهالوز عند تعرضهما للجفاف قليلًا في المختبر، مما يمكّنهما من تحمل التجمد والجفاف الشديد.


قال البروفيسور كورتشاليا« نحن بعيدون جدًا عن استخدام هذا العلم لإعادة البشر أو الديناصورات المجمدة بالتبريد ، على الرغم من أن لدينا الآن فهمًا أفضل لكيفية تحقيق حالة بين الحياة والموت ولكن لا تزال هناك أشياء كثيرة يتعين التحقيق فيها، وهذا يمكن أن يساعد في تخزين الخلايا أو الأنسجة في المستقبل»
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة