محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بسم الله

ثورة إدارية

محمد حسن البنا

السبت، 29 يوليه 2023 - 07:52 م

نعم، نحن فى حاجة شديدة لثورة فى الفكر الادارى. ما زلنا نعيش على فكر التنظيم والإدارة العقيم الذى ورثناه منذ 100 سنة. حتى مع عصر الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى ما زلنا نعتمد فى وزاراتنا ومصالحنا الحكومية ومؤسساتنا وهيئاتنا ومرافقنا المختلفة على كم مهول من الموظفين والسكرتارية والسعاة والسائقين. يؤسفنى أن أقول إن العلوم التنظيمية والإدارية التى تدرس بجامعاتنا ما زالت تحمل هذا الفكر العقيم، بينما العالم كله يطبق علوم الحوكمة ونظم المعلومات الإدارية فعليا.


إذا كانت أزمة الكهرباء قد دفعت الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لان يطلب الاعتماد على العمل «on line» ليوم واحد فى الأسبوع ترشيدا لاستهلاك الطاقة، فإننى أؤيده تماما، وأطلب ان يكون هذا النظام قائما طوال أيام الأسبوع فى الأعمال والوظائف التى لا تحتاج التعامل المباشر بين الموظف والمواطن. أتعجب ممن يسخرون من فكرة الحكومة. ما فكر فيه رئيس الوزراء هو الصواب بعينه. هو ما يجب ان ننفذه فى وزاراتنا ومصالحنا الحكومية غير الإنتاجية. لم يعد هناك معنى لذهاب موظف إلى مكتب يجلس عليه ويتابع اعماله المكتبية حتى يعود إلى بيته. خلاص.. التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى قضت على ذلك.
لا أعرف معنى للصورة النمطية لأى موظف أو مسئول، يجلس فى مكتب كبير ولديه سكرتارية ضخمة من الموظفين لترتيب مواعيده واموره المختلفة، و4 سعاة للقهوة والشاى، وسائقون لتوصيله حيث يريد. ولا اعرف معنى لوجود اكثر من مكتب لأى مسئول. هذا النظام يجب ان يختفى فى ظل الترشيد العام الذى تنشده الدولة المصرية. ترشيد يشمل الاعمال الوظيفية قبل ان يطبق من اجل ترشيد الكهرباء والطاقة وتخفيف الاحمال!
 نحن بحاجة إلى ثورة شاملة فى الفكر التنظيمى والادارى علميا وتطبيقيا. لدينا علماء إدارة قادرون على وضع أسس حديثة للتنظيم والإدارة لكافة اجهزتنا الحكومية والخاصة. فلماذا نستعين بمكاتب خبرة من الخارج فى التسويق والإدارة ندفع لها بالدولار؟!
دعاء: اللهم اهدِ قومى فإنهم لا يعلمون.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة