الهجرة النبوية وبناء الدولة الإسلامية 
الهجرة النبوية وبناء الدولة الإسلامية 


الهجرة النبوية وبناء الدولة الإسلامية 

اللواء الإسلامي

الأحد، 30 يوليه 2023 - 12:14 م

كتب :حسين الطيب

لم تكن الهجرة النبوية الشريفة مجرد حدث فى التاريخ يمر مرور الكرام بل كانت من أعظم المحطات فى تاريخ الإسلام والبشرية، فقد كانت بمثابة انتقال من مرحلة الضعف والاضطهاد إلى مرحلة القوة والبناء، ومن مرحلة الدعوة إلى مرحلة التشريع، ومن مرحلة المجتمع إلى مرحلة الدولة. وقد كانت هذه الهجرة حافلة بالأسرار والدروس والعبر التى تستفيد منها الأمة فى كل زمان ومكان. من هذه الأسرار:


فكانت هذه المرحلة بمثابة تحضير المسلمين للهجرة بشكل سرى وحكيم، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة بعد أن بايعوه أهل يثرب على نصرته وحمايته، وقد هاجروا تدريجياً دون أن يشعروا قريش بذلك، حتى لا يعترضوا على خروجهم. كما اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه صديقًا أمينًا هو أبو بكر الصديق رضى الله عنه ليرافقه فى رحلته، وأعد له راحلتين، واستأجر دليلًا يعرف طرق الصحراء، وأوصى ابنته أسماء بإخبار عبد الله بن أبى بكر بأخبار قومه ليلًا، وإحضار غذائه ليلًا. كما توكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عامر بن فهيرة بإغاثته بالغنم ليلًا، حتى لا يظهر دخاناً ناراً.

اقرأ ايضاً| يا فاطمـــة أنـــا علـــى ..قصة يرويها لكم: هانئ حسين حسن مباشر

لم تكن الهجرة النبوية الشريفة مجرد حدث فى التاريخ يمر مرور الكرام بل كانت من أعظم المحطات فى تاريخ الإسلام والبشرية، فقد كانت بمثابة انتقال من مرحلة الضعف والاضطهاد إلى مرحلة القوة والبناء، ومن مرحلة الدعوة إلى مرحلة التشريع، ومن مرحلة المجتمع إلى مرحلة الدولة. وقد كانت هذه الهجرة حافلة بالأسرار والدروس والعبر التى تستفيد منها الأمة فى كل زمان ومكان. من هذه الأسرار:


فكانت هذه المرحلة بمثابة تحضير المسلمين للهجرة بشكل سرى وحكيم، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة بعد أن بايعوه أهل يثرب على نصرته وحمايته، وقد هاجروا تدريجياً دون أن يشعروا قريش بذلك، حتى لا يعترضوا على خروجهم. كما اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه صديقًا أمينًا هو أبو بكر الصديق رضى الله عنه ليرافقه فى رحلته، وأعد له راحلتين، واستأجر دليلًا يعرف طرق الصحراء، وأوصى ابنته أسماء بإخبار عبد الله بن أبى بكر بأخبار قومه ليلًا، وإحضار غذائه ليلًا. كما توكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عامر بن فهيرة بإغاثته بالغنم ليلًا، حتى لا يظهر دخاناً ناراً.


ثم كانت مرحلة المغامرة والخطورة الشديدة، فقد خطط المشركون لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نومته، فأوحى الله تعالى إلى نبيه بذلك، فأخبر أبا بكر به، ثم خرج من منزله فى سكون الليل، مستغلاً حصار المشركين، فأثار على رؤوس شباب الكفار المتربصين به التُّرابَ قائلاً: «وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَٰهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» (يس: 9)، ثم توجه إلى غار ثور، ودخله قبل أبى بكر ليتأكد من أمانه، ثم دخل أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، فأغلق الغار عنكبوت بخيوطه، وبيضت حمامة على فم الغار. وقد جاء المشركون يتتبعون أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصلوا إلى الغار، فقال أحدهم: لو كان فى هذا الغار لرأينا أثر قدميه على هذا التراب، فانصرفوا. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمئن أبا بكر بقوله: «لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا» (التوبة: 40). ثم استأنف رسول الله صلى الله عليه وسلم رحلته مع أبى بكر والدليل، متجنبًا الطرق المعروفة، حتى وصلا إلى قبة المدينة.


حتى بدأت مرحلة تأسيس دولة إسلامية قوية ومستقرة، فقد استقبل المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرح والابتهاج، وكان كل منزل يتمنى أن ينزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوقف ناقته فى مكان يُسمى قباء، ثم اختار لنفسه مكانًا لإقامة مسجده، ثم بنى لنفسه دارًا بجانب المسجد. كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإقامة المعاهدات مع اليهود والأحزاب المجاورة، وإصدار التشريعات الإسلامية فى شئون العبادات والمعاملات. كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد فى سبيل الدفاع عن الإسلام من هجمات المشركين والأعداء.


ومن أجَّل وأعظم النتائج المستخلصة للعظة والاعتبار من الهجرة النبوية والقوة والعزيمة والثبات التى جسدت روح الإيمان والترابط بين المجتمع الإسلامى الناشئ فقد تمثلت فى تعظيم شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان هو المحور الذى دارت حوله كافة أحداث الإسلام والهجرة، وكان هو القائد والمرشد والمعلم للمسلمين، وكان هو الهدف الذى يسعى إليه المشركون والأعداء، وكان هو الشخصية التى تجذب القلوب والأفئدة، وتحرك العواطف والمشاعر، فلا عجب أن يكون هو أفضل خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين.


التوكل على الله تعالى فى كل الأحوال، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثق بالله تعالى ويرجو رحمته وفضله، ويستعين به فى كل خطوة يخطوها، ولا يستسلم لليأس أو الخوف أو التردد، بل يتقدم بشجاعة وصبر وحكمة.


التضحية فى سبيل الإسلام والدعوة إلى الله تعالى، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحى بكل شيء غالٍ ونفيس فى سبيل نشر رسالة التوحيد وإصلاح المجتمع، فترك مولده وأصحابه فى مكة، وتحمَّل مشاقَّ السفر فى الصحراء، وخاطر بنفسه فى مواجهة المشركين والأعداء، وأنفق من ماله فى نصرة المسلمين وإغاثة المحتاجين، فكان أجود الخلق عطاءً.


التآخى بين المؤمنين فى المودة والرحمة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزرع فى قلوب المسلمين حبًا صادقًا لبعضهم بعضًا، يتجاوز كل اختلاف قبيلى أو جغرافى أو اجتماعي، فأخَّى بين المهاجرين من مكة والأنصار من المدينة، بأخوة لا تُفارق إلا بالموت، فكانوا يتناصرون فى الشدائد، ويتآزرون فى المصائب، ويتودَّدون فى المحابَّة.


التشريع لشئون المسلمين بالقرآن والسنة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحى من الله تعالى بالآيات والأحكام التى تنظم حياة المسلمين فى كل مجال، من العبادات والمعاملات والأخلاق والسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها، فكان القرآن هو الدستور الذى يحكم بين المسلمين، والسنة هى النموذج الذى يقتدى به المسلمون.


الجهاد فى سبيل الدفاع عن الإسلام والمسلمين، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج فى غزوات وسرايا لمواجهة المشركين والأعداء الذين يريدون إفشال دعوته وإبادة أتباعه، فكان يقاتل بشجاعة وبسالة، ويحثُّ أصحابه على الثبات والصبر، ويواسيهم على شهدائهم، ويفرحهم بغنائمهم، فكانوا ينتصرون بإذن الله تعالى.


إنَّ هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة هى حدث تاريخى عظيم، يستحقُّ أن نتذكره ونتعظ به، ففيه دروسٌ وعبرٌ لا تنتهي، تُرشدُنا إلى كيفية التعامل مع مختلف المواقف التى نواجهها فى حياتنا كمسلمين.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة