كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

العلمين.. اجتماعات إحياء القضية

كرم جبر

الثلاثاء، 01 أغسطس 2023 - 08:20 م

لم تغب القضية الفلسطينية عن مصر لحظة واحدة، وفى العلمين تجدد التفاؤل فى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على التأكيد على أن اجتماع الفصائل يأتى فى ظل تطوراتٍ دولية وإقليمية، ويمثل فرصة سانحة للنقاش.

والمصالحة الفلسطينية فى هذا التوقيت بالذات أصبحت مسألة حياة أو موت، لأن إسرائيل تحاول القضاء على القضية الفلسطينية، وتكثف عمليات الاجتياح والاستفزاز، سواء فى المخيمات أو المسجد الأقصى، وتستخدم القوة العسكرية المفرطة فى مواجهة المدنيين، ولا يهمها سقوط قتلى أو هدم منازلٍ أو الاستيلاء على الأراضى والممتلكات الفلسطينية.

ويجاهر وزراء إسرائيليون بتصريحاتٍ شديدة العداء تنكر وجود الشعب الفلسطينى أو القضية الفلسطينية أصلاً، وتراجع تماماً الحديث عن حل الدولتين، ورفض أى مفاوضاتٍ لبحث مستقبل التسوية.

والرأى العام العالمى منشغل بهمومه وقضاياه ولم يعد مهتماً بما يحدث فى الأراضى المحتلة، ويعتبر الانتهاكات الإسرائيلية نوعاً من الدفاع الشرعى عن النفس، ويساوى بين الجانى والضحية.

والإدارة الأمريكية لم تعد متحمسة للتدخل فى مسار السلام، بعد أن كان الرئيس بايدن فى بداية عهده متبنياً لفكرة الدولتين وعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والآن لم يعد ذلك مُدرجاً ضمن اهتماماته.

وفى فتراتٍ سابقة كانت إسرائيل تزعم أنها لا تجد من تتحدث معه بشأن مستقبل التسوية، نتيجة التنازع على السلطة بين غزة والقطاع «حماس وفتح»، وتمثل اجتماعات العلمين فرصة يجب ألا تضيع لإبطال الحجج الإسرائيلية، بمصالحةٍ تعيد إحياء القضية الفلسطينية وفرضها على أجندة المجتمع الدولي.

فرصة حاسمة للتوصل إلى المصالحة ونبذ الخلافات ولم الشمل وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، فالعدو المشترك للفصائل هو إسرائيل، وليس بعضهم البعض، وتكسب القضية الفلسطينية كثيراً إذا تم اقتناص الفرص وليس الفرص الضائعة.

 ومنذ عام 2007، تنعقد اجتماعات للمصالحة، سواء فى القاهرة أو الرياض أو جدة أو الكويت وغيرها، ولا تصل الاجتماعات إلى النتائج المرجوة، رغم أن إسرائيل تمضى بثباتٍ فى خطة القضاء على القضية الفلسطينية.

ونرى ضوءاً فى العلمين، بإعلان الرئيس أبو مازن تشكيل لجنةٍ للإشراف على المصالحة، وتكتمل أسباب التفاؤل بأن يكون للجنة خطة محددة للاتفاق على التفاصيل والانتقال من نقطة لأخرى بجدول زمنى يتم الاتفاق عليه.

هى اجتماعات الأمل والتفاؤل، بشرط أن تُخلص النوايا وأن يضع الجميع نصب أعينهم المصلحة العليا للشعب الفلسطينى الذى يعانى ويقاسى تحت الاحتلال، والإجراءات التعسفية التى تتخذها إسرائيل يوماً بعد يومٍ.

مصر تفعل ذلك لإيمانها الذى لا يفتر بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى حريصاً على تأكيد الثوابت المصرية الراسخة تجاه القضية الفلسطينية، واستمرار الدعم المتواصل للشعب الفلسطينى الشقيق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة