الخميس، 03 أغسطس 2023 - 09:30 م

ما أن تتحدث عن رغبتك فى شراء منتج ما أو تشكو من تعطب جهاز كهربائى داخل منزلك، إلا وتجد على هاتفك الذكى سيلا من الإعلانات عن الشركات التى تبيع ما تبحث عنه أو مراكز خدمة معتمدة -وخد بالك من معتمدة- وإما أن تراسله على الخاص- الماسنجر- وهى خاصية تلقائية تذهب إليها بمجرد الضغط على زر فى نهاية الإعلان ويطلب منك رقم هاتفك وعنوانك لتحديد موعد للزيارة والفحص أو لتسليم المنتج ودفع قيمته بالإضافة إلى مصاريف الشحن.

نظام جميل ورائع على المستوى النظرى أما فى واقعنا فهو فرصة رائعة للمدعين والمحتالين للنصب خاصة عندما تقف التشريعات عن ملاحقتهم ورد الحقوق لأصحابها ولنضرب أكثر من مثال بجرائم النصب الإليكترونى كدليل على سوق السداح مداح الذى نعيشه إليكترونيا..

صديق حدث عطل مفاجئ فى ثلاجة المنزل وعبر محرك البحث جوجل قرأ عن مركز خدمة معتمد من الشركة التى تنتج طراز ثلاجته، اتصل بهم وكان حوارا مطمئنا، جاءوا إلى المنزل وحملوا الثلاجة وبعد عدة أيام أحضروها وفاتورة تعدت ١٥٠٠ جنيه وطبعا طلبوا تشغيلها بعد ٦ ساعات حد أدنى طبقا لتعليمات المصنع وبعد ست ساعات اكتشف الخديعة ووجد الثلاجة جثة هامدة، اتصل ولا أحد يرد وتفحص الفاتورة ليجد اسم المركز وعدة أرقام هواتف وأيضًا عنوانًا، وكل هذا كان خيالا محضا فلا أحد هناك فى العنوان ولا الهاتف فى الخدمة أصلا والنتيجة أنه باعها روبابيكيا.

أما الثانى فقد اشترى هاتفًا أون لاين وجاءه المندوب قدّم له العلبة «متبرشمة» والفاتورة والضمان كمان وقبض الفلوس وغادر وفتح صديقنا علبة المحمول ليفاجأ أن داخلها لعبة أطفال!!

ومثال ثالث عندما أصاب الخراب جهاز التكييف لصديق لنا بعد البحث فى جوجل عن هاتف للشركة المصنعة رد عليه أحدهم مؤكدا أنه مركز معتمد يتبع الشركة، جاء للفحص مدعيا حاجة الجهاز للشحن مع تغيير المواسير النحاس المسدودة وقطعة غيار والحساب ٢١٥٠ جنيها، بعد ساعة صمت الجهاز معلنا عن وفاته إكلينيكيا، طلب الفنى الذى رد: «أجى» لك بعد يومين!! المهم اكتشف بعد ذلك أن سعر الشحن فى الشركة الأم ٨٠٠ جنيه أما هو فطلب ١٣٠٠ جنيه وسعر متر المواسير فى الشركة ٥٣٠ جنيها وتأكد له أنه وقع ضحية نصب ولحسن حظه كان مركزا له عنوان وسجل تجارى واستطاع بعد شكواه لحماية المستهلك الحصول على ١٥٠٠ جنيه فقط.

إما ينتظر تحويله للنيابة واستدعاء خبراء لفحص الجهاز وكل اللى له هو ياخده ما هو مركز له ترخيص وسجل تجارى وملف ضريبى؟

طبعا الله يكون فى عون العاملين فى جهاز حماية المستهلك فهم لا يتوانون على ملاحقة كل المشكو فى حقهم على الأرض وأيضا فى العالم الإليكترونى، وطبعا ح يلاحقوا على إيه ولا إيه.

وهنا لابد من تشريع لا يسمح لكل من هب ودب بادعائه أنه مركز خدمة معتمد، التشريع سيغلق علينا باب ملاحقة الأجهزة المعنية لأصحاب الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى وهو أمر صعب جدًا إن لم يكن مستحيلا.

ضع فلتر -التشريع- على الصنبور ولا تسمح إلا بدخول الكميات الصالحة للشرب.. أما تدفقها بهذا الشكل فهى تروى أرضا خصبة للمحتالين والمدعين.