الجمعة، 04 أغسطس 2023 - 04:16 م

«يوما بعد يوم تثبت المرأة المصرية أنها قادرة على تحدي العادات والتقاليد المجتمعية».. حيث تتعدد الأمثلة وتكثر بشكل شبه يومي لتدل على عظمة المرأة المصرية والتي تصنع المستحيل وتهدم أسطورة أن المستحيل لا يتحقق.

نورة جمال طه.. فتاة ثلاثينية تنتمي إلى محافظة أسيوط سعت جاهدة لأن تفتح الطريق لمهنة احتكرها الرجال لسنوات حيث مازالت تلك السيطرة مستمرة لكن نورة قررت اقتحام مهنة قيادة "اللودر"، حيث أصبحت قائدة معدات ثقيلة.

وتحكي نورة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أنها استطاعت بإرادتها وعزيمتها إنهاء الدورة التدريبية داخل مركز تدريب أسيوط التابع لجهاز التعمير لتصبح أول سيدة في أسيوط تقود معدات ثقيلة، في محاولة منها لكتابة صفحة جديدة لمستقبلها وقدراتها على تحدي الصعاب وتخطي المستحيل، وفتح الطريق أمام باقي الفتيات للعمل في أي مجال مهما كان حكرًا على الرجال.

تقول نورة جمال: «كغيري من الفتيات كنت أبحث عن أي عمل لمساعدة زوجي في تحمل أعباء الحياة حتى سمعت عن مركز التدريب التابع لجهاز التعمير فقدمت أوراقي وتم قبولي للتدريب بالمركز».

وتضيف: "زوجي لم يعترض نهائياً على فكرة تعلم قيادة اللوادر واستخراج رخصة قيادة فمنذ الوهلة الأولي وجدت منه ترحيب قوي وفوجئت بقوله: "سأدعمك في قرارك وأتمنى أن تكوني قدر المسئولية"، أما عن الأهل فكان هناك تخوف في البداية لكن تم الترحيب بالفكرة وشجعوني على خوض التجربة.

وتابعت: "كان الأمر هواية وحب تجربة ولكن مع كثير من التفكير وجدت أنها من الممكن أن تحسن من مستوى دخلي وحياتي المعيشية، خاصة أن سيدات الصعيد اعتدن على العمل منذ صغرهم سواء في مهام المنزل أو الزراعة وغيرها ولكني دائماً أنظر إلى النجاح ولا أسعى إلى الفشل نهائياً".

وأشارت إلى تدربت على قيادة المعدة طوال 30 يومًا متواصلة، مؤكدة: "وصلت لمرحلة التمكن في القيادة حيث خضعت إلى تعليم الأساسيات ثم التدريب النظري يعقبه التدريب العملي الذي أثقلني بخبرات أكاديمية وعملية في قيادة وإستخدام المعدة ومن أصعب الأشياء التي تعلمتها خلال تعلم قيادة اللودر هي التسوية لأنها من المهام الصعبة التي توكل إلى قائدي اللودر ومن أفضل الأعمال هي ملئ أو تفريغ حمولة".

وأوضحت نورة: "عقب حصولي على رخصة القيادة سوف أسعى جاهدة إلى إيجاد فرصة عمل حقيقية".