السبت، 05 أغسطس 2023 - 07:05 م

نجح الشيطان أن يزين لآدم عليه السلام (ثمرة التفاح) البعيدة عن إرادته ويجعلها بالنسبة له أحلى وأفضل من جنات الله ونعيمه..! معادلة صعبة ولكنها مازالت قائمة منذ خلق آدم حتى يومنا هذا.

كريستال

 ليه الأشياء أحلى على طول من بعيد؟ سؤال فلسفى يقوله مروان خورى فى إحدى أغانيه التى ألفها ولحنها وغناها أيضا، الأغنية سلسة وتأتى فى وقت انتشرت فيه أغانى من عينة مخصماك وأنت معندكش دم أو اختياراتى مضيعة حياتى.. الذين نسمعهم فى كل مكان حتى إن صديقة لى علقت: تصوروا أننى كنت مدعوة فى فرح وأن الأغنيتين اللتين كرروهما فى الفرح أكتر من مرة هما اختياراتى ومخصماك، وإذا كنت أنا شخصيا رددت على الصديقة وقلت لها كل أفراح التسعينات كنا بنرقص على أغنية كتاب حياتى يا عين للمرحوم حسن الأسمر، إحنا كده شعب يحزن يغنى ويرقص ويفرح يغنى ويرقص.. ثم سألتهم إيه رأيكم فى أغنية التى تتردد فى ذهنى ليل نهار.. فانهالت ردود الفعل عليا من صديقاتى كل واحدة منهن ذكرت اسم أو اسمين لصديقات وربما قريبات لها باصين لها فى حياتها، فهناك من قالت قريبتى باصة لى فى كل ما لدى إذا ارتديت فستان جديد أو حتى جبت طقم شوك وسكاكين للمطبخ، وأخرى قالت صديقة لى لا تكف عن سؤالى أنت بتصرفى كام وفلوسك فى شغلك كام وبتدى ولادك مصروف قد إيه؟، وإحداهن قالت أنا جارتى قعدت تقولى بيتك حلو رغم أننا واخدين نفس الشقة بنفس المساحة بنفس الفيو، وهى موبيليات بيتها أحسن منى ألف مرة لكنها حسدانى على أى شيء عندى وشايفة أنه أحسن من أى حاجة عندها، حتى جاءت الطامة الكبرى وقالت إحداهن: قالت صديقتى الأنتيم والله العظيم بتحقد عليا أن جوزى مات وهى جوزها لسه عايش!

حسد ولا غيرة

هل النظر إلى حياة الآخرين سواء بالغيرة أو الحسد شيء عادى؟ لا أريد أن أتطرق هنا للوضع الدينى فأنا لست بصدد فتوى ولا أستطيع القيام بذلك، ولكنى أنظر للأمر من الناحية الاجتماعية.. بالطبع كل مجتمع مهما كبر وزاد عدد ناسه أم قلوا هناك حسد وحقد وغيرة وكل المعانى السلبية فى هذا الاتجاه ولكن لماذا انتشرت هذه الظواهر الآن وبهذا الشكل الكبير عن السابق، فرأينا مثلا فيديوهات تنتشر عن السيارات الفارهة فى مكان ما أو فيديوهات عن مصاريف مبالغ فيها ينفقها البعض فى أماكن سياحية مثلا؟ وإن كنت شخصيا أعتبر مثل هذه الفيديوهات مفبركة أو معدة مسبقا حتى ينال صاحبها شرف الترند، وكم من شباب اتفقوا على مقالب فى بعض أو فى أشخاص آخرين وعندما يظهر علينا طفل ليقول لنا إن والدته بتديه مصروف 8 آلاف جنيه فى اليوم، فأنا أبدا لا أصدق هذا وأعتبره نوعا من نوعية برامج رامز مقالب أو زكية زكريا لا يزيد أو يقل عنهم، وإلا إدينى يا حلو فاتورة صرف هذه المبالغ فى اليوم، وعندما ظهرت فنانة نص لبه لتقول زجاجة الميه بـ 200 جنيه أقول لها مجبتيش قزازة الميه بتاعتك من البيت ليه يا مدام أو حتى شيلى زمزمية!

وليه يا حلوة لما بتسافرى بره وتشترى زجاجة الميه الكبيرة بـ 5 يورو مبتتكلميش 

لكن مش مهم المهم الترند والناس تشوف.. طيب يا جماعه الدولة عاوزة الساحل الشمالى منطقة مأهولة بالسكان صيف وشتا وعاوزة الأجانب والعرب والدنيا كلها تنورنا فى الساحل والناس تشتغل والجامعات والشقق السكنية تسكن، لا إزاى لازم نصور العربيات ونتكلم عن الأسعار ونقول ساحل طيب وساحل شرير ويبقى الشرير أمله، ويا ويلك لو لسه محتفظ بالشاليه بتاعك فى الساحل الطيب تبقى غلبان، كل ده هرى على السوشيال ميديا علشان الترند وناسيين إن فيه ناس كانت بتاكل لحمة أربع مرات فى الشهر بقت تاكلها مرتين وربما مرة واحدة.

طبيب روحانى حضرتك

سألت طبيب نفسى شهير: ليه كل الناس شايفة إن اللى عند غيرها أحلى؟ وهل المفروض أن نلتزم الصمت تجاه أى شيء جيد يحصل لنا خوفا من أن يحسدنا الناس.. رغم أن ربنا سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز (وأما بنعمة ربك فحدث)، فقال: يا ريت الناس كلها تأخذ بهذه الآية الكريمة.. والحديث هنا كما أفهمه أن أحدث نفسى وأعدد نعم الله سبحانه وتعالى التى وهبها لى حتى يطمئن قلبى وأشعر بكثرة النعم التى تحيط فى الحياة والتى وهبها الله لى بلا حول منى ولا قوة.. قلت: ولكن معظم الناس تتصور أن نتحدث عن أشيائنا الجميلة وإنجازاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ضحك الدكتور قائلا من حق صاحب الإنجاز أن يفتخر به لكن للأسف تحول الفخر بالإنجاز الى أسلوب من أساليب النفاق وبالطبع كلام يغلب عليه النفاق والتباهى والتفاخر لابد أن يقابله حسد وغيرة وغصة فى حلق البعض العاجزين عن تحقيق مثل هذا الإنجاز، قلت: إذن نحن نعود لنفس النقطة هل نتحدث عن إنجازاتنا ونجاحاتنا ومن ينظر لها أو يغير منها أو يحسدها هو الغلطان؟

قال: لابد أن يعود كل شيء لوضعه ومكانه الطبيعى قبل أن نحدد من الغلطان ومن الغير غلطان، فالغلط ليس أن نعلن عن إنجاز أو نجاح ولكن الغلط أن نبالغ ونغيظ وننافق ونحن نصيغ المعلومة.. الغلط أيضا أن نعطى أى أمر أكثر من حقه.. وللأسف وسائل التواصل الاجتماعى تأخذ منا ومن حياتنا أكثر من حقها.

درس من بابا

خياراتنا فى الحياة هى التى تحدد مستقبلنا.. فإما أن تختار أن تكون حاسدا حاقدا ناظرا لما فى يد غيرك فى الصغيرة والكبيرة وبذلك تحول حياتك إلى جحيم لا يطاق، فمهما كان عندك ومهما أنعم الله عليك لن تشعر بأى نعم ولكن ستكويك نار الغيرة والحسد قبل أن تكوى من تحسدهم، لذلك جرب أن تنظر إلى نفسك أولا.. تنظر إلى نعم الله عليك. وهنا أذكر حمدا كان والدى رحمه الله وهو كان رجلا بسيطا موظفا كبيرا لكنه ينفق كل دخله على تعليم أولاده وتربيتهم أحسن تربية ويصحى كل يوم صباحا يقول بعد صلاته «الحمد لله الذى وهبنا ما منعه عن الآخرين» وعندما كنت أسأله يا بابا كل الحاجات اللى عندنا عند غيرنا ليه بتقول كده.. فكان يربت على كتفى ويحتضنى ويقول النظر نعمة والسمع نعمة والكلام نعمة وغيرهم كتير أقولك النفس الشهيق والزفير أكبر نعمة.. وفيه ناس معندهمش حاجات من دى، يبقى نقول إيه؟ فأردد «الحمد لله الذى وهبنا ما منعه عن الآخرين»

العيب فينا مش حبايبنا

فى شهر يوليو 2018 كنت فى فرنسا مع زوجى فقد كان يخضع لجراحة كبرى فى أحد المستشفيات التى تقع فى مدينة جبلية على بعد 19 كيلو من باريس، كانت المدينة الجبلية التى تزين الزهور شرفات منازلها وشوارعها الصغيرة هادئة عندما ذهبنا إليه مطلع شهر يوليو ثم لأننا بقينا 23 يوما فى المستشفى زوجى بالرعاية المركزة وأنا أرافقه عندما خرجنا كانت حتى طرقات المدينة زحمة جدا ولذلك سألت المستشارة الثقافية المصرية هى ليه المدينة بقت زحمة للدرجة دى مش زى يوم ماجينا، فقالت لى إن فرنسا فى شهر يوليو وأغسطس تعطى الموظفين حوالى 38 يوما أجازة رسمية وذلك تخفيفا لأحمال الكهرباء والمياه، لا ولن أنسى هذه المقولة فقد قلت لها وقتها إننا فى بداية الالفينات وكانت أخبار اليوم كمؤسسة تعمل طوال أيام الأسبوع حتى الجمعة وقرر مجلس الإدارة عمل أجازة رسمية يومى الجمعة والسبت.. وأننى كنت كعضو جمعية عمومية فى هذا الوقت ضد هذه الأجازة ولكن عندما رأيت بالأرقام حجم العمل بالنسبة لحجم الإنفاق وافقت على الأجازة فقد كان فيها توفير كبير للنفقات من نقل وكهرباء ومياه وتليفونات وغيرها، اليوم تبدأ مصر تطبيق العمل يوم الأحد من المنزل وأتمنى بعد انتهاء شهر أغسطس لو ثبت وجود توفير كبير أن يطبق هذا اليوم باقى شهور السنة كلها وليس شهر أغسطس فقط.

حفلات العلمين 

حفلات الساحل الشمالى منذ سنوات تقتصر على عدد من الفنانين يعدون على أصابع اليد الواحدة، لذلك أنا أعتبر ما حدث فى العلمين من سلسلة حفلات فى مهرجان العلمين شيء غير مسبوق حيث رأينا لأول مرة نجوما كبارا يغنون لجماهير حاشدة من الشباب رأينا عائلات تحضر حفلات وليس الشباب صغار السن فقط، رأينا أيضا فرقا شبابية وكورال وغيرهم يغنون للشباب إلى جانب النجوم الكبار.. لم أتحدث هنا عن العلمين تلك المدينة الجميلة المقامة على أعلى مستوى والتى أقيمت على منطقة كان الجميع يخاف من الاقتراب منها لتتحول إلى تحفة معمارية غاية فى الجمال، ولكنى هنا أتحدث عن الحدث الفنى الأكثر بريقا هذا الصيف والذى نقل الحفلات الغنائية إلى منطقة جديدة تسعد كل أفراد العائلة المصرية.