محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: وهج «العلمين»

محمد البهنساوي

الإثنين، 07 أغسطس 2023 - 06:52 م

«وُلِدت عملاقة» .. هكذا يمكننا وصف انطلاق منطقة العلمين الجديدة ، هذا بالنظر لحجم الخطط والاستثمارات التى يتم تنفيذها فى تلك البقعة رائعة الجمال من ساحلنا الشمالى والتى تبلغ 185 مليار جنيه ، وكذلك أهداف الدولة المتنوعة منها والتى لا تقتصر فقط على السياحة والترفيه التى تعد الركيزة الأساسية للتنمية بها ، لكنها تمتد رويدا رويدا للصناعة والزراعة والتعليم وغيرها ، وليس خافيا كم التشكيك والشائعات التي صاحبت بدء تنمية العلمين ضمن محاولات المغرضين والمتربصين وأد كل جميلٍ بمصر وإهالة التراب على كل ما يلمع ويتوهج بها ، لكن لم تتوقف الدولة أمام التشكيك والشائعات، وأكملت المسيرة بخطى ثابتة واثقة وكنا نحسدها على هذا الثبات بمواجهة هذه الحملات ، إلى أن أصبحت العلمين بوضعها الحالي.

إن ما يحدث هذا العام بمنطقة العلمين يعد الانطلاقة الحقيقية والمذهلة لها ، فكم كنا نراها تسير الهوينا نحو ما يصبو إليه الجميع منها ، واليوم تركض ركضاً تسابق الزمن مفعمة بالحماس وصولاً لأهدافٍ قد تكون بحكم ما هو مخطط مؤجلة ، ونظرة على العلمين اليوم تشعر بزهو وطنى ، ليس بسبب ما يردده البعض بأنها سحبت الأنظار من مدنٍ ومنتجعاتٍ ساحلية عديدة بالبحرين الأبيض والأحمر ، لكن هذا الزهو لأن مصر رغم قوة سياحتها وذياع صيتها تقدم ولأول مرة منتجا فاخرا يليق بمكانتها التاريخية والحضارية والمستقبلية ، لقد شاهدنا حكاماً ومستثمرين كباراً ومشاهير العالم يتواجدون فى العلمين على نحو ونسق أرقى وأروع مما كنا نشاهده ببعض المدن الفرنسية والإسبانية وحتى بالشمال الأفريقى ، ولنتذكر كم كانت حسرتنا وصراخنا لعقودٍ على غياب هذا التوجه الذى يسحق مصر بكل مقوماتها أكثر كثيراً مما نشاهد ، وكم أعيانا البحث عن أسباب هذا الغياب المريع والمريب ، ولم نصل يوماً لإجابة !

ومما يثير التفاؤل لمستقبل العلمين ويؤكد وعى الدولة بتسخير كل عوامل الجذب والقوى الناعمة المصرية لخدمة خططها التنموية والتسويقية ، جاء مهرجان « العالم علمين « والذى تنظمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع جهات عدة بالدولة ، مهرجاناً يضم المبدعين بعدة مجالات خاصة الفنى من مصر ووطننا العربى تعبيرا حقيقيا عن الكنانة حاضنة الفنون ومنبع الإبداع بالمنطقة ، وجاء المهرجان مبهجا تنظيميا وتسويقيا وحضورا جماهيريا ، وجاء كذلك ليعالج سلبية أخرى كنا نعانى منها لعقودٍ وهى غياب مهرجان فنى مصرى يليق بمكانتها وعطائها الفنى، وتزداد حسرتنا ونحن نتابع مهرجانات إقليمية ذاع صيتها وترسخت أقدامها منذ سنوات عديدة على الخريطة الإقليمية والدولية ، وبكل أسف فإن تلك المهرجانات كانت وما زالت تنجح وتتطور وتشتهر بحضور الفنانين المصريين قبل غيرهم وكأننا نطبق البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقى « أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَوحُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ» !!

وبينما تتوهج العلمين بهذا الجمال والروعة يطل التساؤل المهم ، هل هذا أقصى ما نصبو إليه لتلك المنطقة الوليدة الواعدة ؟ ، والإجابة بالنفى القاطع ، إنها مجرد بداية قوية ، ومهمة الجميع الآن نقطتان أساسيتان ، أولا: كيف نحافظ على هذا الوهج بتلك القوة ، وثانيا: كيف نتجنب الشرك الكبير أن يصبح وهجاً موسمياً بالصيف فقط ؟ وهنا لنا وقفة فى مقال لاحق بإذن الله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة