هشام مبارك
هشام مبارك


احم احم !

ميشيل جورج والقراء الأعزاء..شكر واعتذار !

هشام مبارك

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 07:23 م

مدين أنا باعتذار كبير لكل القراء الأصدقاء الذين تسببت لهم دون أن أدرى بقلق شديد خلال الشهرين الماضيين.سمحت لنفسى أن أقوم بإجازة من الكتابة دون أن أستأذنهم أو على الأقل أخطرهم مسبقاً حيث توقفت من غير احم ولا دستور رغم أنهم أصحاب الحق الأصليين فى هذا المكان.لكن كما يقولون رب ضارة نافعة،فقد تلقيت كمية كبيرة من الرسائل والاتصالات تسألنى عن سبب الغياب.اعترف أن تلك الرسائل والاتصالات جاءت فى وقتها تماما،ذلك لأنى عندما منحت نفسى تلك الاجازة الطويلة كنت على وشك الشعور بأنه لم يعد هناك طائل من الكتابة.

كنت أظن وبعض الظن إثم أن القراء لم يعد يفرق عندهم تواجد كاتب ما من عدمه،وأن أى كاتب لو توقف عن الكتابة وقام باجازة فربما لن يشعر كثيرون بغيابه.لكن الحقيقة التى أسعدتنى أن هناك من القراء كثيرين ممن لا يزالون يؤمنون بالكلمة المكتوبة، ينتظرون يقرأون ويتابعون.مرات كثيرة كنت أخشى أن يكون ما نكتبه هو مجرد سراب بقيعة يحسبه القارئ ماء حتى إذا ما جاءه لم يجده شيئا،وهنا يجيء حساب القراء للكاتب ويا له من حساب.

من أكثر الاتصالات التى أسعدتنى مكالمة جاءتنى من رقم استاذى الراحل جميل جورج.ابتسمت عندما ظهر اسمه على موبايلى وقلت لنفسي:هل شعر بغيابى حتى استاذى الذى رحل عنا بجسده منذ عدة شهور؟ تخيلت قبل أن أرد أنه سيجىء صوته عبر الهاتف يداعبنى كعادته:إنت فين ياواد يا شومة وفين مقالك.فتحت الخط بسرعة وفوجئت بمدام ليلى حرم الأستاذ جميل على الطرف الآخر.قالت لى أنها تتصل لتطمئن على لماذا لم أعد أكتب.

ليس هذا فقط بل قالت لى إن شقيق جميل جورج وهو الأستاذ ميشيل جورج هو الذى زاد من قلقها خاصة عندما اتصل يسألها لو تعرف لماذا اختفى مقالى من الأخبار.ورغم أنها قالت له إنه من المؤكد أننى فى اجازة لكنه طلب منها أن تبحث فى موبايل شقيقه الراحل عن رقمى لتتصل بى وتطمئن هى نفسها وتطمئنه هو أيضا.

حقيقة تلعثم لسانى وعجزت عن الرد وأدركت كم كنت مخطئاً فى حق هؤلاء الناس خاصة الذين لم يسبق لى أن التقيتهم شخصياً،شكرتها وطلبت منها أن تشكر الأستاذ ميشيل الذى لم يكتف بذلك بل طلبنى بنفسه بعدها وجاء صوته الهادىء الرزين المغلف بحنان أب حقيقى يشعر بالقلق على ابن له.عاتبنى الرجل برفق شديد لغيابى تلك الإجازة الطويلة وطلب منى فوراً أن أعود للكتابة.

وعندما قلت له أننى منحت نفسى اجازة مفتوحة إلى حد ما إرتفع صوته قائلا: نعم من حقك اجازة لكن لا تنسى حق القراء.اخجلنى حقيقة بكلماته،زعلت من نفسى جداً، فمن أكون أنا وماذا أكتب حتى يكون هناك من ينتظرنى من أمثال هذا الرجل الجميل الذى لم تتوقف اتصالاته خلال الأيام الماضية بعد أن صرنا أصدقاء أعزاء وقد حكى لى تجربته عندما كان مستشاراً لبنك الاستثمار القومى وسعدت بآرائه فى قضايا اقتصادية كثيرة. ألم أقل لكم أن رب ضارة نافعة؟ فلو أضمن أن كل توقف عن الكتابة سيضيف لقائمة الأصدقاء الحقيقيين من هو بقيمة وقامة ميشيل جورج لتوقفت كل فترة وأخرى أو ربما لما عدت للكتابة ثانية.

قائمة الأصدقاء من القراء الذين تواصلوا معى فى الفترة الماضية أطول من أن تسعها أى مساحة وفعلاً لا أجد كلمات تسعفنى أعبر عن خالص امتنانى لهم على مشاعرهم التى أحاطونى بها ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر أبو البنات شريف القط المحامى بقوص وحجاج الصعيدى والحاجة وفية ومدام ماجدة ومدام إحسان عبد الحليم والعزيز أحمد السيد وغيرهم ممن أرجو ألا يغضبوا من عدم ذكر أسمائهم لضيق المساحة. أما عن الأصدقاء من أساتذتى ومن الزملاء الكتاب والصحفيين الذين اتصلوا بى وزارونى خلال فترة الإجازة والتوقف عن الكتابة فلهم فى قلبى مكانة كبيرة واحتاج إلى صحف كاملة لأعبر لهم عن مكانتهم عندى.. ولعل تلك ردود الفعل جعلتنى أتأكد من قول حكيم صحفى لا أعرف اسمه عندما قال «أن يسألك الناس لماذا لا تكتب خير من أن يسألوك لماذا تكتب»!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة