رفعت رشاد
رفعت رشاد


يوميات الأخبار

نصـف الثـروة للزوجـة !

رفعت رشاد

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 08:03 م

التشريع الناجح هو التشريع القادر على أن ينظم ويرتب العلاقات البينية فى المجتمع

فتح الحوار الوطنى الباب واسعا للنقاش والحوار فى مسائل مجتمعية متشعبة سعيا للوصول إلى توافق وحلول للعديد من القضايا فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مما نوقش داخل الحوار الوطنى قضايا الأسرة. تناولت المناقشات خلال اجتماع لجنة الأسرة والتماسك المجتمعى قضايا الأحوال الشخصية بمختلف أشكالها. كان من بينها مطالب للمرأة بأن تحصل على نصف ثروة الرجل عند الطلاق أو بعد الوفاة.

دفعت عضوات اللجنة بأن المرأة تشقى وتمضى عمرها فى الكفاح مع الرجل لجمع الثروة وبالتالى لها الحق فى الحصول على نصف الثروة. استندت العضوات إلى مطلب لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال حديث تليفزيونى دعا فيه إلى مكافأة المرأة على كدها وسعيها ومنحها ما يسمى مقابل الكد والسعاية.

لا بأس أن يطالب أى مواطن بما يعتقد أنه حق خاصة أن الدولة تفتح صدرها من خلال الحوار الوطنى للمطالب التى يطرحها المشاركون فى الحوار والمفترض أنهم يمثلون شرائح مجتمعية تعبر عن العقل الجمعى للمواطنين. ولا بأس أيضا من طرح آراء مختلفة عما تم طرحه وتوضيح جوانب أخرى ربما تكون غير واضحة أمام الرأى العام.

بعد حديث الإمام الأكبر نشر موقع الأزهر ما يلى توضيحا لحديث الإمام: «يجب تعويض المشترك فى تنمية الثروة العائلية كالزوجة التى تخلط مالها بمال الزوج، والأبناء الذين يعملون مع الأب فى تجارة ونحوها، فيؤخذ من التركة قبل قسمتها ما يعادل حقهم إن عُلم مقداره، أو يتصالح عليه بحسب ما يراه أهل الخبرة والحكمة إن لم يعلم مقداره».

هذا معناه أن مسألة الكد والسعاية لا تطبق على الزوجة لمجرد أنها زوجة فحسب، بل يشترط أن يكون مال الزوجة قد اختلط بمال الزوج ولا يتحتم أن يكون نصيبها نصف الثروة، بل حسبما يكون حجم مالها يكون نصيبها. والأمر ينطبق على كل من ساهم فى التجارة او أى عمل زادت من خلاله المكاسب.

المصلحة لمن؟

إن تحقيق مصلحة لشريحة من المجتمع أمر غير مستنكر ولكن يجب ألا تكون هذه المصلحة مخالفة للشرع أو لتقاليد المجتمع كما يجب ألا تضر بالآخرين وهم هنا الأزواج الرجال أى نصف المجتمع لأن السيدات عضوات اللجنة لم يطالبن بتطبيق مسألة الكد والسعاية على الزوجين وإنما قصروا مطلبهم على حق المرأة فقط. والمصلحة ليست ما يراه الإنسان مصلحة له ونفعا حسب هواه، وإنما المصلحة ما كانت مصلحة فى ميزان الشرع لا فى ميزان الأهواء والرغبات.

مطالب عضوات اللجنة ومن خلفهن المجلس القومى للمرأة بإصدار تشريع لتقنينها يجب أن تراعى أن التشريع الناجح هو التشريع القادر على أن ينظم ويرتب العلاقات البينية فى المجتمع، أى أن التشريع يجب أن يكون واقعيا يفهم الحقائق بكل تفاصيلها ويعرف نقاط القوة والضعف فى المجال الذى سيطبق فيه. وإذا كانت الشرائع جاءت كلها لما فيه صلاح أحوال البشر فإن التشريعات والقوانين يجب أن تستنير فى توجهاتها بأحكام الشريعة التى لم تقر مبدأ الكد والسعاية لا فى القرآن الكريم ولا فى الأحاديث النبوية الشريفة. كانت البداية عندما وجه به الخليفة عمر بن الخطاب بمسألة تعويض المرأة فى ظل ظروف عسيرة عليها ولم يكن للمرأة عملا كما فى العصر الحالى ولم يكن لها ذمة مالية منفصلة كما الآن وكانت متفرغة تماما لزوجها وبيتها بخلاف ما هو حادث الآن فلا توجد امرأة متفرغة.

لا تصدر القوانين من فراغ وإنما يجب أن تتواكب جنبا إلى جنب مع المبادئ الأخلاقية، والقوانين لم توجد لترجيح كفة فئة من الناس على أخرى إنما هى تنشد العدل، وهى أداة ضرورية لكبح الغرائز الشريرة للإنسان حتى لا يؤدى فساد الطبيعة البشرية إلى تكريس الشرور الاجتماعية. ولكى يحظى القانون بالقبول العام يجب أن يكون رديفا للعدل وهو أهم غايات القانون والخضوع للقانون بالقبول يختلف تماما عن الخضوع الإجبارى للقانون غير المقبول من المجتمع.

صراعات فى المجتمع

المطالبة بإصدار تشريع يعطى نصف ثروة الرجل للزوجة غير منطقى أو موضوعى والقول بأن غرضه إعطاء المرأة حقوقها يتجاهل حجم المشاكل الضخم الذى سيترتب عليه فتنازل الزوج عن نصف ثروته لمجرد أن هذه السيدة زوجته أمر لن يكون سهلا، أما الزوجات فستبذل كل منهن جهدها للحصول على نصف الثروة بكل السبل وهو ما سيجعل المحاكم تعجز عن متابعة حجم القضايا المرفوعة من الطرفين، بل إن نساء يمكن أن يعتبرن الحصول على نصف ثروة الزوج نوعا من التجارة الرابحة وبالتالى يعددن أزواجهن وتدمر البيوت والأسر. 

طرح المطالب لا يعنى أنها مطالب مقدسة كما أن القوانين نفسها ليست مقدسة بل والدساتير كذلك وإلا فما كانت تعدل وتلغى، ولما كانت المطالب والقوانين تصدر عن بشر فإن الخطأ وارد وحتى لو تصور البعض أن وجود تشريع ما يعنى العدل فئة ما، فالقانون لا يميل لصالح فئة دون الأخرى كما أن النظر إلى العدل مجردا لا يستقيم، بل يجب أن يقرن العدل بالقيم والأخلاق لأن بدون القيم ستكون أسوأ أشكال الظلم التى ترتكب باسم العدل. والعدل لا يتحقق إذا تم تجاهل الظروف المحيطة بالمجتمع.

الإنسان حيوان إليكترونى

تغير تعريف الإنسان من حيوان اجتماعى إلى حيوان تليفزيونى وصار الآن حيوانا إليكترونيا. أنظر حولك فى كل مكان ستجد الناس من كل الأعمار والأجناس يحملون التليفون المحمول الذى يلخص ويجمع التكنولوجيا يتحدثون ويتعاملون به فى كل مجالات حياتهم. فى الشوارع أو المواصلات العامة أو البيوت، المحمول يسيطر على الجميع. لا يضاهى المحمول أى اختراع آخر.

أعتقد الإنسان أن التليفزيون منتهى الاختراعات التى تسلب عقل الناس وتجعلهم عبيدا له، فجاء الكمبيوتر ووليده المحمول يحطمان كل التوقعات فى علاقة الإنسان بالإليكترونيات.

راقب نسبة من يتكلمون فى المحمول أو يتشاجرون فى مكالماتهم وكذلك من يتواصلون من خلال فيس بوك أو واتس أو تويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى ستجد غالبية العالم يفعل ذلك. وستعرف قيمة وغلاوة المحمول لو أنه تلف أو فقد، وقتها سيكون شعور الإنسان أسوأ مما لو فقد أحد والديه أو أحد أبنائه، وبالطبع لن يتأثر كثيرا لو كان المفقود زوجته أو زوجها. عممت وسائل التواصل الاجتماعى ديمقراطية المعرفة والتعلم وجعلت المعلومات فى متناول الجميع كما وفرت لكل فرد الفرصة لقضاء وقت الفراغ فى أمر يشغله. 

لا يبحث الناس فى وسائل التواصل الاجتماعى عن الأخبار أو المعلومات عشوائيا وإنما تركيزهم أكثر على الأخبار السلبية والفضائح والنميمة. كل فرد فى الأسرة يبحث فى مجتمعه عما يخلق مادة للحديث والحكايات. ليس من المحتم أن يجلس أفراد الأسرة معا كما كان من قبل حول الراديو أو التليفزيون، صار لكل منهم جهازه الخاص الذى يربطه بالعالم وليس من الضرورى الجلوس معا. أصبحت السوشيال ميديا مرشدنا لكل أمور حياتنا تحدد لنا أفضل أوقات تناول الطعام وأفضل الطعام وأحسن فرص الشراء وكيفية تربية الأبناء. 

صار الإنسان حيوانا إليكترونيا وعبدا للسوشيال ميديا.

فايز فرح

أعرف الإعلامى الكبير فايز فرح منذ سنوات ليست طويلة لكنى أشعر أننى أعرفه منذ عقود. من يقترب من فايز فرح لا يستطيع من محبته فكاكا فهو دمث الخلق، مهذب العبارة، كريم الضيافة، مثقف رفيع المستوى.

زرت فايز فرح فى منزله عدة مرات وكنت ألتقى مع زوجته الفاضلة الزميلة العزيزة منى الملاخ ابنة شقيق الصحفى والكاتب والآثارى الكبير كمال الملاخ وفى كل مرة كنت أفضل الجلوس فى مكتبه ومكتبته، فى هذا المكان راحة نفسية كبيرة رغم بساطته.

أفضل الكتب وأندرها فى مكتبة فايز وكثيرا ما أقاوم أن أستعير منه كتابا لأنى أعلم غلاوة الكتاب على صاحبه المثقف الحقيقى. فى مرة لاحظ فايز أننى أسأل عن كتاب فى الفلسفة فتفضل بأن عرض أن آخذ الكتاب لأقرأه وأعيده مرة أخرى ولما داعبته قائلا إننى يمكن ألا أعيد الكتاب، ابتسم وقال: مثلك سيعيد الكتاب ولو بقى عنده سنوات. فى مكتب ومكتبة فايز صور فوتوغرافية تجمعه مع عمالقة الماضى الجميل من كبار الأدباء والفنانين والإعلاميين وكثيرا ما يروى ذكريات مع هذا الكاتب أو المطرب فهو من الحكائين المبرزين.

فى الفترة الأخيرة واجه فايز متاعب صحية وتردد مرات على المستشفى وتقرر أن يجرى عملية جراحية ولكن فى كل مرة وبعد تحديد الموعد لإجراء الجراحة يلغى الموعد بدون مبرر. ادعوا معى أن يشفى الله فايز الشخص المصرى الراقى بصدق وأن يعود سالما لأهله وأحبابه.

الحر.. والواى فاى

أعانى من تعطل الواى فاى فى منزلى. أسدد الفواتير بانتظام للتليفون الأرضى وللواى فاى ولا فائدة. أحتاج الواى فاى دوما بسبب حاجة العمل المتواصلة للإيميل والواتس آب وغيرهما. أبلغنا عن الأعطال كثيرا، تعود الشبكة لوقت قصير ثم تنقطع. من أسخف ما سمعت تبريرا لانقطاع الواى فاى أن ارتفاع درجة الحرارة فى الفترة الأخيرة أثر على كفاءة الواى فاى؟؟!!


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة