الخميس، 10 أغسطس 2023 - 07:20 م

الكتب المدرسية الخارجية التى يستعين بها التلاميذ، لم تفلح كل محاولاتنا لإثناءهم عن ذلك وإقناعهم بالاكتفاء بالكتب المدرسية، مثلما لم تفلح كل محاولاتنا أيضا لإقناعهم بالاستغناء عن الدروس الخصوصية والانتظام فى المدارس .. فأقل الكتب الخارجية أسعار بلغ سعره نحو ٧٠٠ جنيه، اما الأعلى سعرا فقد بلغ سعره نحو الألف جنيه فى المادة الواحدة، كما هو الحال فى كتاب الرياضيات للسنة الثالثة ثانوى! 

لقد كنّا حتى سنوات قليلة مضت نحاول التخلص من ظاهرة  الكتب المدرسية الخارجية ، تارة بتوقف  وزارة التعليم عن  منح التراخيص لإصدار وطبع هذه الكتب الدراسية الخارجية، وتارة اخرى بتطوير الكتب المدرسية الرسمية ، لكن للاسف ظل الإقبال على الكتب الخارجية موجودا لدى التلاميذ، بل ان المدرسين يطالبون التلاميذ بشرائها والاستعانة بها فى مذاكرتهم ، ومنهم من يطلب كتبا خارجية محددة، ولا يستثنى فى ذلك مدرسو المدارس الدولية ايضا! 

والان صارت مشكلتنا ليس تزايد الاعتماد على الكتب الخارجية، وهجر الكتب المدرسية التى تكلف طباعتها خزانة الدولة الكثير من الأموال، وإنما ارتفاع اسعار هذه الكتب الخارجية كثيرا ..

وهذا الارتفاع فى اسعارها لن يخفض الإقبال عليها، بل إن أولياء الأمور يحجزونها لدى المكتبات الآن فى الإجازة الصيفية .. وكما يدفع اولياء الامور لإلحاق أبنائهم فى مراكز الدروس الخصوصية التى تتكدس فصولها بينما تخلو فصول المدارس الثانوية من التلاميذ، فانهم سيدفعون ايضا لتوفير الكتب الخارجية لأبنائهم وبناتهم .. بينما يضيع ما تخصصه الدولة من اموال كبيرة  كل عام لتوفير الكتب المدرسية للتلاميذ بالاعتماد على هذه الكتب الخارجية. 

وإذا كان البعض منا أحيانا يواجه ارتفاع اسعار بعض السلع بدعوات لمقاطعتها والتوقف عن شراءها لاجبار تجارها على تخفيض أسعارها، فان هذا الخيار للأسف الشديد غير متاح لتخفيض اسعارالكتب الخارجية التى اصابها الانفلات، مثلما هو حادث مع الدروس الخصوصية لدرجة جعلت وزارة التعليم تفكر  قبل شهور فى تقنينها بمنح تراخيص لاصحابها كما تمنح تراخيص لطباعة الكتب الخارجية .

ولذلك الحل الناجع لتلك المشكلة هو ماتقوم به الدولة من تطوير الكتاب المدرسى.. وهذا ليس بالأمر الصعب لأن بعض من يعدون الكتب المدرسية يشاركون فى إعداد الكتب الخارجية.