عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

شبه‭ ‬إعجاز

عثمان سالم

السبت، 12 أغسطس 2023 - 07:43 م

منتخب‭ ‬شباب‭ ‬مصر‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬هو‭ ‬حامل‭ ‬لقب‭ ‬آخر‭ ‬بطولة‭.. ‬ويلعب‭ ‬الليلة‭ ‬على‭ ‬الميدالية‭ ‬البرونزية‭ ‬فى‭ ‬لقاء‭ ‬كرواتيا‭ ‬صاحب‭ ‬الأرض‭ ‬والجمهور‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬‮«‬مواليد‭ ‬‮٢٠٠٤»‬‭ ‬استحق‭ ‬احترام‭ ‬عالم‭ ‬اللعبة‭ ‬وهو‭ ‬سجل‭ ‬شبه‭ ‬إعجاز‭ ‬خلال‭ ‬‮٧٣‬‭ ‬ثانية‭ ‬عندما‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬التعادل‭ ‬‮«٣١‬‭/‬‮٣١»‬‭ ‬مع‭ ‬جزر‭ ‬الفارو‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬الثمانية‭ ‬هذه‭ ‬الريموتنادا‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تشهدها‭ ‬ملاعب‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ولهذا‭ ‬استحق‭ ‬أبناء‭ ‬الفراعنة‭ ‬إشادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولى‭ ‬بروح‭ ‬اللاعبين‭ ‬وعزيمتهم‭ ‬ليحقق‭ ‬التعادل‭ ‬واللجوء‭ ‬للوقت‭ ‬الإضافى‭ ‬ليحقق‭ ‬منتخبنا‭ ‬التأهل‭ ‬للدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائى‭ ‬بفارق‭ ‬أربعة‭ ‬أهداف‭ ‬‮83/43»‬‭ ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬الفوز‭ ‬الكبير‭ ‬بمقاييس‭ ‬اللعبة‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬اتجه‭ ‬الحصان‭ ‬الأسود‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالتأهل‭ ‬قبل‭ ‬ثوان‭ ‬عن‭ ‬النهاية‭ ‬والتى‭ ‬استغلها‭ ‬لاعبونا‭ ‬بإصرار‭ ‬عزيمة‭ ‬لا‭ ‬تلين‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬فلو‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬شعر‭ ‬ان‭ ‬داخله‭ ‬قوة‭ ‬هائلة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬نقطة‭ ‬لما‭ ‬استحال‭ ‬عليه‭ ‬صنع‭ ‬المعجزات‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭!! ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬وللأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬نموذجا‭ ‬من‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬التحدى‭ ‬ومجابهة‭ ‬الصعاب‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجمها‭. ‬

ورغم‭ ‬اننا‭ ‬كنا‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬طرفا‭ ‬فى‭ ‬النهائى‭ ‬اليوم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بالانجاز‭ ‬الكبير‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تحدث‭ ‬الجميع‭ ‬عما‭ ‬فعله‭ ‬أولادنا‭ ‬أمام‭ ‬الفارو‭.. ‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬الحظ‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬ولادة‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬كرة‭ ‬اليدم‭ ‬فقط‭ ‬وانما‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الألعاب‭ ‬وأنها‭ ‬قادرة‭ ‬بالتحدى‭ ‬والإعداد‭ ‬الجيد‭ ‬للوصول‭ ‬لأبعد‭ ‬انجاز‭ ‬مثلما‭ ‬حقق‭ ‬الكبار‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬عالميا‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭.. ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬فى‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬يرجع‭ ‬الفضل‭ ‬فيه‭ ‬لله‭ ‬أولا‭ ‬وإلى‭ ‬د‭.‬حسن‭ ‬مصطفى‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭.. ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬شاهدا‭ ‬أو‭ ‬مشاركا‭- ‬اذا‭ ‬جاز‭ ‬التعبير‭ -  ‬بصفتى‭ ‬الصحفية‭ ‬عندما‭ ‬ركب‭ ‬الموج‭ ‬العالى‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬عاما‭ ‬ليتخذ‭ ‬قرارا‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الصعوبة‭ ‬وهو‭ ‬بمنع‭ ‬الأهلى‭ ‬والزمالك‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬بطولة‭ ‬إفريقيا‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬رئاسته‭ ‬للاتحاد‭ ‬ثم‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬للمشاركة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬اللقب‭ ‬وأن‭ ‬يتعهد‭ ‬النادى‭ ‬بهذا‭ ‬الالتزام‭ ‬قبل‭ ‬السفر‭ ‬وإلا‭ ‬سيحاسب‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬تقصير‭.. ‬وكانت‭ ‬رحلتى‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬مشاركة‭ ‬فى‭ ‬بطولة‭ ‬افريقيا‭ ‬وكان‭ ‬نظيره‭ ‬الجزائرى‭ ‬يجلس‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬اللعبة‭ ‬بدون‭ ‬منافس‭- ‬تقريبا‭- ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ ‬المدرب‭ ‬الوطنى‭ ‬عزيز‭ ‬درواز‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬أشهر‭ ‬نظرية‭ ‬دفاعية‭ ‬فى‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭.. ‬ومنذ‭ ‬هذا‭ ‬بدأ‭ ‬الجزائريون‭ ‬التخلى‭ ‬عن‭ ‬عرشهم‭ ‬ومجدهم‭ ‬بفضل‭ ‬الثورة‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬المصرية‭ ‬وانتقالها‭ ‬من‭ ‬الحيز‭ ‬القارى‭ ‬إلى‭ ‬العالمية‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬اللعبة‭ ‬الشعبية‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬الدلوعة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة