محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

رابعة .. بين الذكرى والتذكرة !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 14 أغسطس 2023 - 07:31 م

بالأمس كانت ذكرى فض اعتصام رابعة المسلح الذى أعتبره أقوى الأدلة على ما ذكرناه بمقالاتٍ سابقة من كذب وخداع وانتهازية جماعة الإخوان ، واليوم نكتب لما تحمله ذكرى الفض سنوياً من حديث إفك للمتربصين بوطننا وشعبنا الطيب وأبواق الجماعة التى ما زالت تنعق ، وحتى لا تنطلى على البعض تلك الأكاذيب الفارغة من أى مضمون حقيقى رغم غلافها المنمق كذباً ولعباً على العواطف ، وهنا لن نتحدث بحديث عاطفى حتى ولو كان محايداً خالصاً لوجه الله و الوطن والشعب ، إنما بكلام بنيانه مرصوص قوى بالحقائق التى لا تقبل تشكيكاً إلا ممن يعشق التضليل
فعلى مدار شهرين نشأ اعتصام رابعة واستشرى ، وكان يمكن فضه من لحظته الأولى وبسهولة ، لكن لم يكن هذا منهج الدولة التى صبرت على المعتصمين لعلهم يعودون لرشدهم ، وتستغل الجماعة صبر الدولة لتحفيز المعتصمين ، وبدا ولو كان الاعتصام دولة داخل الدولة ، ترسيخ للخيام ، بناء عشوائى لخدمات وتشويه المنطقة وإرهاب وترويع أهلها ، وبدأت تتسلل الأسلحة وبناء ميلشيات لحماية المعتصمين وقوات تنظم الدخول والخروج ، ألم يكن كل هذا بجانب الخطب المضللة ومخططات إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد سبباً قوياً لفض الاعتصام ؟ لكن لم يحدث
لم يكن الاخوان عابئين بوطن او مصالح عليا بل مصلحتهم فقط «إما نحن وإما الخراب والدم» هكذا كان شعارهم بل واستمر جرم فلولهم بعد فض الاعتصام تخريبا وقتلا وتدميرا لكل ما يمكنهم تدميره ، الأكثر جرماً هؤلاء المهللون لأى عملٍ إرهابى يسفك دماء المواطنين ورجال الجيش والشرطة ، وبعد تنحى مبارك لم ينل أنصاره من الجيش أو الشرطة بل ظلوا داعمين لهما ، وهذا تصرف المخلصين العقلاء ، فأى بلد جيشه أمانه وحصنه الذى يذهب دونه أى شخص ، وعلى النقيض كان موقف الإخوان وأذنابهم ، فقد كان وما زال الجيش والشرطة هدفاً يسعون دائماً للنيل منه ، وكم كانت فرحتهم بميادين الاعتصام بما أشيع وقتها عن انقسامٍ بالجيش لصالحهم ، غير عابئين أن هذا لو صح انهيار لمصر.
وما أدل على تضليلهم لأتباعهم واستغلالهم لتحقيق أهداف الجماعة وقياداتها فقط عما حدث يوم الاعتصام ، فقد تركت قيادات الجماعة الشباب بعد تسليحهم بالأسلحة والأفكار المسمومة وفروا هاربين كالفئران المذعورة .
ومن لم يشعر بكذب الجماعة بكل ما سبق ، فليتوقف عند حديث الشيخ محمد حسان أحد أكبر مؤيدى الإخوان ، فالرجل قال بالحق عما حدث فى اعتصام رابعة وكيف أن الدولة حرصت على عدم الفض بالقوة واستجابت لمطالب الوسطاء ، إلا أن الإخوان وبعد ما لوحت لهم المنسقة الاوروبية كاترين أشتون بدعم أوروبا نكثوا بعهدهم وتراجعوا عن كل ما اتفقوا عليه ، ليصفهم الشيخ حسان بأنهم طلاب سلطة وتجار دين لا يعبئون بوطن ولا مواطنين.
وهل بعد كل هذا كان على الدولة أن تقف مكتوفة الأيدى وهى ترى الوطن ينهار ، ولو كانت الدولة تستهدف إيذاء المعتصمين ما فتحت لهم ممراتٍ آمنة وتصرخ فيهم ساعاتٍ بأن يغادروا مقر الاعتصام ، وتصبر حتى مع استخدام المعتصمين للسلاح وإطلاق النار وقتل ضباطٍ ؟ .. تساؤلات ليست صعبة على كل ذى قلب يعى وعقل يتدبر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة